في عام 1938، ولد السيد في تو هاو في عائلة فقيرة في دونغ دونغ (تشجيانغ، الصين). منذ طفولته، كان شغوفًا بالتعلم واستكشاف المعرفة. وعلى الرغم من أنه ولد في زمن الشدة ونقص الغذاء، إلا أنه ركز على دراسته: "أفضل أن أموت جوعاً على أن أترك المدرسة".
وبفضل جهوده الدؤوبة، تم قبوله في عام 1957 في جامعة هانغتشو (جامعة تشجيانغ حاليًا) وتخصص في اللغة الصينية. بعد تخرجه، قام بالتدريس في العديد من المدارس في تشجيانغ.
بفضل إنجازاته الممتازة في اللغة الصينية، تمت دعوة المعلم في عام 1980 للمشاركة في تجميع "القاموس الصيني". وفي عام 1999، تقاعد بعد أن أمضى نحو 40 عاماً في المنبر. تقاعد في سن 61 عامًا، وكان يتقاضى راتبًا شهريًا قدره 5600 دونج (19.2 مليون دونج). وبهذا المبلغ الشهري يستطيع أن يعيش بحرية وراحة دون أن يعتمد على أبنائه.
وفي أحد الأيام، قرأ مقالاً عن الأطفال الفقراء في المرتفعات الذين لم يتمكنوا من دفع رسوم دراستهم. كلما قرأ أكثر، أصبح قلبه أثقل. أكثر من أي شخص آخر، فهو يعلم بوضوح أن الفقر يمنح الأطفال الرغبة في المعرفة والارتقاء في الحياة.
وبعد تفكير متأنٍ، اتخذ السيد هاو قرارًا غير متوقع. قام بالتبرع بكامل أموال تقاعده للأطفال في المناطق المحرومة ليتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة. وبالإضافة إلى ذلك، لكسب المزيد من المال، يقوم أيضًا بجمع القمامة وقطع القماش ثم يبيعها إلى محطات إعادة تدوير الخردة.
ظل السيد هاو يحتفظ بهذه الوظيفة لمدة 16 عامًا بعد التقاعد. في كثير من الأحيان، رأى نظرات الناس التمييزية والمنفّرة تجاهه. كانت متعته الوحيدة خلال هذه الفترة هي الجلوس في مكتبة هانغتشو وقراءة الكتب.
وبعد مرور الوقت، في 18 نوفمبر 2015، كانت مدينة هانغتشو غائمة والأمطار تهطل باستمرار. كما جرت العادة، كان يرتدي ملابس قديمة، ويحمل في يده مظلة مكسورة وفي اليد الأخرى عمود من الخيزران وكيس قمامة. رغم الأمطار والرياح، إلا أنه ما زال يحاول التقاط القمامة على أمل العثور على شيء ما.
في الساعة العاشرة مساءًا، مر من التقاطع ورأى الضوء الأخضر، فسارع إلى الجانب الآخر. لسوء الحظ، وقع حادث، حيث صدمته سيارة الأجرة المسرعة مباشرة. تم نقله إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطارئة، لكنه توفي بعد 20 يومًا بسبب فشل العديد من أعضاء الجسم.
وقد أدى هذا الحادث إلى غضب أبنائه أكثر على والدهم. وبناء على ذلك، نصحت بنات السيد هاو الثلاث والدهم بالبقاء في المنزل والاستمتاع بشيخوخته. ومع ذلك، مهما كان الأمر، فإنه لا يزال يخرج لالتقاط القمامة في الليل.
بعد أن حزم أمتعته، أدركت بناته الثلاث أنهن أساءن فهم والدهن لسنوات عديدة. أمضى 16 عامًا من تقاعده في جمع القمامة لجمع الأموال لمساعدة الأطفال الفقراء على الدراسة. رغم رحيله عن هذا العالم، إلا أن أعماله ومساهماته لا تزال في ذاكرة الناس.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)