اعتبارًا من الأول من أبريل 2025، ستلغي الهند ضريبة التصدير البالغة 20% على البصل - وهو القرار الذي يُنظر إليه على أنه دفعة كبيرة لسوق الزراعة العالمية.
في أبريل/نيسان 2025، أعلنت الحكومة الهندية رسميا إلغاء ضريبة التصدير البالغة 20% على البصل، وهو القرار الذي من المرجح أن يحدث تغييرات بعيدة المدى في السوق الزراعية العالمية.
باعتبارها واحدة من أكبر مصدري البصل في العالم، فإن الهند لا تؤثر على سلسلة التوريد العالمية فحسب، بل تؤثر أيضًا بشكل مباشر على الأسعار، وموازين التجارة، واستراتيجيات الاستيراد في العديد من البلدان.
الهند - مركز سلسلة قيمة البصل العالمية
لقد كان السوق الهندي معروفًا منذ فترة طويلة بأنه "الملك" في صناعة البصل في السوق العالمية. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، فإن البلاد تعد بانتظام من بين أكبر الدول المصدرة للبصل على مستوى العالم، حيث تمثل حوالي 25-35% من حصة سوق التصدير السنوية. وتعتمد الأسواق التقليدية مثل بنغلاديش ونيبال والإمارات العربية المتحدة وماليزيا والمملكة العربية السعودية وفيتنام بشكل كبير على إمدادات البصل الهندي بسبب تكلفته المنخفضة وإمداداته المستقرة والجودة التي تلبي احتياجات الاستهلاك المحلي.
تعد الهند من بين أكبر الدول المصدرة للبصل على مستوى العالم، حيث تمثل حوالي 25-35% من حصة سوق التصدير السنوية. توضيح |
ومع ذلك، عندما فرضت الهند ضريبة تصدير بنسبة 20% في عام 2020 لتثبيت الأسعار المحلية وحماية المستهلكين المحليين، انخفضت صادرات البصل بشكل حاد. وتضطر الدول المستوردة إلى اللجوء إلى مصادر بديلة مثل الصين وهولندا ومصر، حتى لو اضطرت إلى قبول أسعار أعلى. ولا يؤدي هذا إلى خسارة الهند لبعض حصتها في السوق فحسب، بل ويؤدي أيضاً إلى تغيير المشهد التنافسي العالمي.
استراتيجية استرداد الضرائب: فرصة للتعافي وتوسيع النفوذ
ويعتبر إلغاء ضريبة التصدير بحلول عام 2025 بمثابة استراتيجية تعافي للحكومة الهندية، بهدف استعادة حصة السوق ودعم الاقتصاد الزراعي. وفي ظل الطلب المرتفع على البصل في السوق العالمية، من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى خفض سعر البصل المصدر من الهند بشكل كبير مقارنة بفترة الضريبة، وبالتالي زيادة القدرة التنافسية للمنتج.
ويقول المراقبون إن هذا من شأنه أن يخلق تأثيرا واضحا. يميل المستوردون إلى العودة إلى السوق الهندية، مما يؤدي إلى زيادة الصادرات على المدى القصير. ويضع هذا الأمر ضغوطاً على المنافسين مثل الصين وهولندا وباكستان، مما يضطرهم إلى تعديل الأسعار أو الجودة للحفاظ على حصتهم في السوق. وحذرت العديد من المنظمات الدولية أيضا من احتمال انخفاض طفيف في أسعار البصل العالمية بسبب "تأثير العرض" من الهند، وهو ما من شأنه أن يضغط على هوامش المصدرين المنافسين.
الفوائد الاقتصادية المحلية: من المزارعين إلى سلاسل القيمة
وعلى الصعيد المحلي، من المتوقع أن يحقق قرار إلغاء الضرائب سلسلة من الفوائد الاقتصادية. وبحسب وزارة الزراعة الهندية، فإن الولايات الرئيسية المنتجة للبصل مثل ماهاراشترا وغوجارات وكارناتاكا سوف تستفيد بشكل مباشر من زيادة الصادرات. من الممكن أن يتحسن دخل المزارعين بفضل ارتفاع أسعار البيع وزيادة الطلب من المستوردين الدوليين.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن المخزون الكبير من البصل في السنوات الأخيرة، والذي وضع ضغوطاً على السوق المحلية، سوف يتم استهلاكه أيضاً بشكل أسرع، مما يساعد على استقرار الأسعار المحلية وتقليل النفايات بعد الحصاد. كما أن استئناف أنشطة التصدير من شأنه أن يخلق زخماً لسلسلة القيمة بأكملها: من الخدمات اللوجستية والنقل والتعبئة والتغليف إلى المعالجة، وبالتالي خلق مئات الآلاف من الوظائف غير المباشرة وتعزيز التنمية الاقتصادية الريفية.
تحديات لا ينبغي تفويتها
ورغم الفوائد المحتملة، فإن زيادة صادرات البصل تواجه أيضاً بعض المخاطر الكبيرة. ومن بين أكبر المخاوف هو خطر اختلال التوازن بين العرض والطلب المحلي. إذا ارتفعت صادرات البصل بسرعة كبيرة، فقد يقع السوق المحلي في حالة من الندرة، مما يدفع أسعار البصل المحلية إلى الارتفاع. وهذا هو الوضع الذي حدث في عام 2019 عندما ارتفعت أسعار البصل بشكل كبير وأجبرت الحكومة على فرض حظر مؤقت على التصدير.
وعلاوة على ذلك، ومع عدم سيطرة التضخم الإجمالي في الهند بشكل كامل حتى الآن، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية مثل البصل قد يساهم في زيادة الضغوط على تكاليف المعيشة، وخاصة بالنسبة لمجموعة الدخل المنخفض في المناطق الحضرية. كما أن الاعتماد المفرط على أسواق التصدير يضع الاقتصاد الزراعي في وضع غير مؤات في مواجهة التقلبات الدولية. وإذا قامت أسواق رئيسية مثل الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا بخفض الواردات فجأة، فقد تواجه صناعة البصل الهندية مخزونات كبيرة وقد تنخفض الأسعار مرة أخرى.
استراتيجية متوازنة طويلة الأمد: دروس من الماضي
وفي هذا السياق، يقول الخبراء إن الهند بحاجة إلى تطوير استراتيجية لتنسيق الصادرات والطلب المحلي بشكل صحيح لضمان الأمن الغذائي والنمو المستدام. وبالإضافة إلى الدعم الفني وتحسين أصناف البصل، يتعين على الحكومة الاستثمار في أنظمة التنبؤ بالسوق والتخزين وسلاسل التبريد لمساعدة المزارعين والشركات على الاستجابة بفعالية لتقلبات العرض والطلب.
وتظهر الخبرة المكتسبة من التقلبات السابقة أن النمو في القطاع الزراعي لا يمكن أن يكون مستداما إلا إذا كان بقيادة حوكمة مرنة ورؤية طويلة الأجل. وفي هذا الصدد، لا يعد البصل مجرد سلعة للتصدير فحسب، بل إنه أيضا مقياس لقدرة الحكومة على التنسيق في ضمان توازن المصالح بين المزارعين والمستهلكين والمصدرين في السوق العالمية.
إن إلغاء الهند للضريبة على صادرات البصل بحلول عام 2025 ليس مجرد تعديل للسياسة التجارية، بل يعكس أيضاً تحولاً استراتيجياً في تفكير التنمية الزراعية - من الحماية التجارية إلى التكامل الاستباقي. ويفتح هذا القرار فرصا لاستعادة الموقع في السوق العالمية، ويجلب فوائد اقتصادية عملية للمزارعين والشركات، ولكنه يفرض أيضا متطلبات ملحة لإدارة العرض والطلب بشكل مرن ورؤية طويلة الأجل. وفي عالم متقلب، سوف يعتمد نجاح الهند على قدرتها على إيجاد توازن دقيق بين المصالح المحلية والضغوط من الأسواق الدولية. |
[إعلان 2]
المصدر: https://congthuong.vn/an-do-bo-thue-hanh-tay-the-gioi-se-doi-vi-379673.html
تعليق (0)