تعرضت طائرة الهليكوبتر الهجومية الأكثر كفاءة في الجيش الأمريكي، وهي طائرة أباتشي AH-64، لخسائر متتالية في حادثين خلال ثلاثة أيام فقط. وقد تم تسجيل حادثين مماثلين قبل شهر، مما أثار مخاوف كبيرة بشأن سلامة الأفراد وأجبر العديد من الوحدات التي تستخدم المروحيات على إعادة فحص سلامتها.
بقايا طائرة AH-64D تابعة للجيش الأمريكي تحطمت في 13 فبراير.
حوادث متتالية
وقعت أولى الحادثتين الأخيرتين أثناء تدريب روتيني في 24 مارس/آذار في قاعدة لويس ماكورد المشتركة في واشنطن، ما أدى إلى إصابة اثنين من الطيارين. وقعت الحادثة الثانية في 26 مارس/آذار عندما تحطمت طائرة أباتشي تعمل في قاعدة فورت كارسون بولاية كولورادو أثناء التدريب، مما أدى إلى إصابة الطيارين.
وقعت الحوادث السابقة يومي 12 و23 فبراير/شباط، وأسفر الحادث الثاني عن مقتل الطيارين. تظل طائرة الأباتشي، التي ظلت في الخدمة لمدة 40 عامًا، أقدم طائرة هليكوبتر هجومية ثقيلة لا تزال في الإنتاج. كانت هذه المروحية تعتبر سلاحا مهما للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لمواجهة المروحية السوفيتية مي-24، التي كانت موجودة منذ 15 عاما.
لا يزال سبب الحوادث الأخيرة التي شملت أسطول الأباتشي غير واضح، على الرغم من أن الجيش الأمريكي كشف في عام 2023 عن زيادة كبيرة في عدد أعطال المولدات في الطائرة، مما قد يتسبب في تراكم الدخان مما يزيد من خطر نشوب حريق في قمرة القيادة للطيار. ومع ذلك، لا توجد أي مؤشرات على أن الحوادث الأخيرة نجمت عن أعطال في المولدات.
وأثيرت تساؤلات أيضًا حول ظروف الطيران وجودة الصيانة وتدريب الموظفين، فضلاً عن جودة الطائرة، حيث اقترح الكثيرون أن الخطأ يقع على عاتق الشركة المصنعة بوينج.
طائرتان من طراز أباتشي AH-64 تابعتان للواء الطيران القتالي الرابع بالولايات المتحدة.
لا يوجد إصدار بديل متاح حتى الآن
يملك الجيش الأمريكي حاليًا أكثر من 700 طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي في الخدمة. وبالإضافة إلى ذلك، هناك حوالي 800 وحدة قيد الطلب، إلى جانب الطلبات من العملاء الأجانب. ومن الجدير بالذكر أن طلب بولندا لشراء 96 طائرة تم تقديمه في سبتمبر 2023.
كما زاد اعتماد الجيش الأميركي على طائرات الأباتشي بشكل كبير بعد إلغاء برنامج طائرات الاستطلاع الهجومية المتقدمة، الذي كان يهدف إلى إنتاج طائرة هليكوبتر متعددة الأدوار لتحل محل ما يقرب من نصف أسطول الأباتشي في البلاد، في فبراير/شباط.
وكنتيجة لذلك، سوف يستمر إنتاج طائرة الأباتشي وتشغيلها لفترة أطول بكثير. وعلاوة على ذلك، فإن الواقع في ساحة المعركة الأوكرانية يظهر أن المروحيات المدرعة أصبحت عرضة بشكل متزايد للأسلحة الحديثة، وهذا هو السبب الرئيسي وراء ضرورة إعادة النظر في بعض برامج المروحيات الجديدة.
تصميم من شركة بوينج لمفهوم طائرة أباتشي مطورة بأجنحة أكبر وتحسينات أخرى.
خصوم أقوياء
وتواجه الأباتشي اليوم أيضًا تصميمات مروحيات أحدث بكثير، بما في ذلك خليفة مي-24، وهي مي-28 وكا-52، والتي تعتبر ذات قدرات قتالية أكبر بكثير من المروحيات الأمريكية. تعتبر كل من المروحيتين Mi-28 وKa-52 نسختين أكثر اكتمالاً وتطوراً من مروحية الأباتشي.
شوهدت أول طائرة هليكوبتر هجومية ثقيلة لجيش التحرير الشعبي الصيني لأول مرة في 21 مارس/آذار، وفي حين لم تظهر صور واضحة للطائرة بعد، فمن المرجح أن يؤدي البرنامج إلى انتقاص مبيعات المروحيات الأميركية لحلفائها التقليديين.
وتظل المروحية الروسية "مي-28" هي المروحية الهجومية الرئيسية في خدمة الجيش الجزائري، المنافس المحتمل للولايات المتحدة والقوة العسكرية الرائدة في أفريقيا خارج نطاق نفوذ واشنطن. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أيضًا أن يحصل الحرس الثوري الإيراني، الذي أدرجته واشنطن كمنظمة إرهابية، على طائرات مي-28 التي طلبتها إيران في عام 2023.
مروحية روسية من طراز مي-28.
صعوبة الأباتشي
وتعتبر خسارة سرب الأباتشي والمخاوف بشأن القدرة التشغيلية للطائرات المتبقية مصدر قلق، حيث تواجه الولايات المتحدة حاليا تحديات أمنية متزايدة في ساحات معارك متعددة. وتشمل هذه الصراعات الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث يلعب أفراد ومتعاقدو الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي المتحالفون معهم دورا متزايد الأهمية على الأرض، والشرق الأوسط، حيث أصبحت الاشتباكات البرية والبحرية مع الميليشيات المحلية حدثا منتظما منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما تفرض شبه الجزيرة الكورية وبحر الصين الجنوبي ضغوطاً إضافية على قدرات الولايات المتحدة، مع تزايد ميزان القوى على الجبهتين بشكل غير مواتٍ للمصالح الأميركية، بسبب التحديث السريع للقوات العسكرية الصينية والكورية الشمالية.
واجهت طائرات الأباتشي أيضًا مشاكل خطيرة في الصيانة أثناء عمليات الانتشار القتالية في عملية عاصفة الصحراء وأثناء غزو حلف شمال الأطلسي ليوغوسلافيا عام 1999، مما أسفر عن خسارة الولايات المتحدة 16 طائرة في القتال.
ومن المتوقع أنه خلال العقد المقبل لن يكون هناك خليفة غربي لطائرة هليكوبتر أكثر قدرة من الأباتشي. وبينما تستعد الصين لإطلاق أحدث طائراتها المروحية الهجومية، فإن روسيا وحدها هي المنافس الحقيقي لطائرات الهليكوبتر الأميركية.
[إعلان رقم 2]
مصدر
تعليق (0)