منازل مبنية بشكل بسيط في قرية الصيد أرنارستابي في أيسلندا - الصورة: BUSTRAVEL ICELAND/DANNI ARNDT
والسبب، وفقا للباحثين في جامعة ألتو (فنلندا)، هو أن معظم مجموعات البيانات تقلل بشكل كبير من عدد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية - وهي المناطق التي يصعب تتبعها والإبلاغ عن بيانات دقيقة.
قام فريق البحث بتحليل خمس من أكثر مجموعات البيانات السكانية العالمية استخدامًا، بما في ذلك WorldPop، وGWP، وGRUMP، وLandScan، وGHS-POP، وخلص إلى أنهم على الأرجح يقللون من عدد سكان الريف بنسبة تتراوح بين 53% و84%، وفقًا لما ذكره IFLScience في 21 مارس.
وتوصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج بعد مقارنة مجموعات البيانات العالمية مع بيانات إعادة التوطين من أكثر من 300 مشروع سد ريفي في 35 دولة. وقام الفريق بعد ذلك بمقارنة المعلومات التي تم الحصول عليها مع المعلومات المستمدة من صور الأقمار الصناعية.
وبحسب فريق البحث، فإنه عند بناء السد، سوف تغمر المياه مناطق واسعة، وسيضطر الناس إلى المغادرة. في كثير من الأحيان يتم إحصاء السكان المعاد توطينهم بدقة لأن شركات بناء السدود يجب أن تعوض الأشخاص المتضررين. وفي الوقت نفسه، قد تفتقر مجموعات البيانات العالمية إلى الدقة بسبب بعض الغموض في البيانات المتعلقة بالحدود الإدارية.
لقد تبين أن حتى أكثر مجموعات البيانات موثوقية من عام 2010 كانت تقلل من تقدير عدد سكان الريف بنحو الثلث إلى ثلاثة أرباع. ويقول الفريق إن هناك سببًا وجيهًا للاعتقاد بأن أخطاء مماثلة حدثت مع مجموعات بيانات السكان العالمية من عامي 2015 و2020.
وبما أن ما يقدر بنحو 43% من الناس يعيشون حالياً في المناطق الريفية، فمن المرجح أن تقدير عدد سكان العالم الحالي البالغ 8.2 مليار نسمة أقل من الواقع. فكم هو أقل؟ هذا هو السؤال الكبير الذي لم يتمكن الباحثون بعد من الإجابة عليه.
موقع 307 منطقة ريفية في الدراسة - الصورة: جامعة آلتو
وقال جوزياس لانج ريتر، أحد مؤلفي الدراسة: "للمرة الأولى، تقدم دراستنا دليلاً على أن نسبة كبيرة من سكان الريف قد لا يتم إحصاؤها بالكامل في مجموعات بيانات السكان العالمية".
وتفاجأ الفريق أيضًا عندما اكتشف أن عدد السكان الفعلي الذين يعيشون في المناطق الريفية أعلى بكثير من العدد المسجل في بيانات السكان العالمية. وبحسب مجموعة البيانات، تم التقليل من تقدير عدد سكان الريف بنسبة 53% - 84% خلال فترة الدراسة.
وتُعد هذه النتيجة جديرة بالملاحظة لأن مجموعات البيانات المذكورة أعلاه تُستخدم في آلاف الدراسات وتدعم القرارات الحكومية ذات الصلة، ولكن دقتها لم يتم تقييمها بشكل منهجي حتى الآن.
ومع ذلك، ليس الجميع مقتنعين بهذا البحث. وقال ستيوارت جيتيل باستن، من جامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا، إن النتائج لا يمكن تطبيقها عالميا لأن الكثير من البيانات تتركز في الصين وأجزاء أخرى من آسيا، كما أن دولا مثل فنلندا وأستراليا والسويد وغيرها لديها أنظمة متطورة لتسجيل السكان.
ومع ذلك، تسلط الدراسة الضوء أيضاً على المشاكل المتعلقة بكيفية جمع البيانات السكانية من المناطق الريفية، وخاصة في البلدان النامية والمناطق المتضررة من الأزمات والمناطق غير الصناعية.
إذا أردنا أن نفهم كوكبنا بشكل أفضل، فإن معالجة مثل هذه الفجوات في البيانات أمر ضروري. إن رسم خرائط سكانية أكثر دقة قد يؤدي إلى تخصيص أفضل للموارد، وتحسين تخطيط البنية الأساسية، وفهم أعمق للحياة البشرية.
ونشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.
تعليق (0)