أظهرت الأبحاث أن حجم دماغ الأشخاص الذين ولدوا في السبعينيات أكبر بنسبة 6.6% من جيل الثلاثينيات، مما يساعد على تقليل خطر الإصابة بالخرف في الشيخوخة.
لقد أصبح الدماغ البشري أكبر على مر العقود. الصورة: أورلا
وفقًا لبحث جديد نُشر في مجلة JAMA Neurology في 26 مارس، فإن حجم الدماغ البشري يتزايد كل عقد منذ ثلاثينيات القرن العشرين على الأقل. وقال الباحثون إن نمو الدماغ من المرجح أن يكون نتيجة لعوامل بيئية محسنة في وقت مبكر من الحياة وقد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف في سن الشيخوخة.
قام فريق الخبراء بفحص صور الرنين المغناطيسي لأدمغة 3226 شخصًا شاركوا في دراسة فرامنغهام للقلب (FHS). بدأت دراسة FHS في عام 1948 في فرامينغهام بولاية ماساتشوستس، وتضمنت المشاركين الذين ولدوا في كل عقد منذ ثلاثينيات القرن العشرين، وتشمل الآن أحفاد بعض المجموعة الأصلية.
وبفحص صور الرنين المغناطيسي (التي التقطت من عام 1999 إلى عام 2019)، أراد الفريق مقارنة أدمغة الأشخاص الذين ولدوا في ثلاثينيات القرن العشرين بأدمغة أولئك الذين ولدوا في السبعينيات. ووجدوا أن متوسط حجم الدماغ زاد من 1234 مل إلى 1321 مل على مدى هذه الفترة التي استمرت 40 عامًا، وهو ما يعادل زيادة بنحو 6.6%.
ومما يثير الدهشة أن مساحة سطح دماغ المشاركين زادت بشكل أكبر: كان متوسط مساحة السطح القشري لدى الأشخاص الذين ولدوا في السبعينيات أكبر بنحو 15% من مساحة الأشخاص الذين ولدوا قبل 40 عامًا، من 2056 سنتيمترًا مربعًا إلى 2104 سنتيمترًا مربعًا.
يبدو أن عقد الميلاد يؤثر على حجم الدماغ وربما صحته على المدى الطويل، وفقًا لمؤلف الدراسة وعالم الأعصاب تشارلز دي كارلي. يقول دي كارلي: "تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في تحديد حجم الدماغ، ولكن نتائجنا تشير إلى أن التأثيرات الخارجية - مثل العوامل الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية - قد يكون لها تأثير أيضًا".
ولا يزال العلماء بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول التأثير الدقيق لزيادة حجم الدماغ على الصحة على المدى الطويل. ومع ذلك، يشير الفريق إلى أن حجم دماغ البالغين يعد مؤشرا مهما للإدراك في سن الشيخوخة. يفترض الباحثون أن حجم الدماغ الأكبر يشير إلى نمو أكبر للدماغ وحفظ أفضل للدماغ، وهو ما قد يفسر انخفاض معدل الإصابة بالخرف. في الواقع، على الرغم من أن عدد الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر يواصل الارتفاع في الولايات المتحدة، فإن معدل الإصابة بالمرض انخفض على مدى العقود القليلة الماضية.
وتكشف الأبحاث الجديدة أيضًا أن حجم الحُصين - المرتبط ارتباطًا وثيقًا بالذاكرة والتعلم - يبدو أنه يتزايد مع كل عقد من الزمان، جنبًا إلى جنب مع كمية المادة البيضاء والرمادية في الدماغ. وبناءً على هذه النتائج، يقول دي كارلي، إن هياكل الدماغ الأكبر حجماً (مثل تلك التي لوحظت في الدراسة الجديدة) قد تعكس تحسناً في نمو الدماغ وصحة الدماغ.
ثو تاو (وفقا لـ IFL Science )
[إعلان رقم 2]
رابط المصدر
تعليق (0)