(الوطن) - يُظهر مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي التغيرات الجذرية التي طرأت على صناعة السينما في المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة.
رفعت المملكة العربية السعودية حظراً استمر عقوداً على دور السينما في المملكة في عام 2017. ويمثل إحياء دور السينما تحولاً سريعاً في المملكة العربية السعودية، التي تعمل على تعزيز تطوير صناعة الترفيه كجزء من خطة إصلاح شاملة تسمى "رؤية 2030".
وبحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، تستثمر المملكة حالياً بشكل كبير في صناعة السينما من خلال بناء دور السينما واستقطاب نجوم عالميين في مهرجانات الأفلام، وآخرها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
الممثل والمغني التايلاندي برايت فاشيراويت على السجادة الحمراء في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. الصورة: Instagram/@bbrightvc
وكان من المقرر عرض فيلم "أنا وسائقي" في عام 2016، لكن تم إلغاؤه لاحقًا وسط حظر الأفلام المستمر منذ عقود في المملكة العربية السعودية.
وبعد ثماني سنوات، في عام 2024، أصبحت صناعة السينما في المملكة مختلفة تمامًا. كما حصل الممثل في فيلم "سائقي وأنا" على جائزة.
وتحديداً، تم تكريم الممثلة رولا دخيل الله، بعد فوزها بجائزة شوبارد للمواهب السعودية الناشئة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي. وتُعد الجوائز - والمهرجان المبهر - إشارة إلى التزام المملكة العربية السعودية بتشكيل صناعة سينمائية جديدة.
وقالت دخيل الله قبل حفل توزيع الجوائز: "لطالما كنت مهتمة بالسينما والفن، ولطالما حلمت بلحظة كهذه، وعملت في أفلام تطوعية وساعدت أصدقاء في الميدان، لكن هذا أول دور كبير لي في فيلم".
وشكل إعادة فتح دور السينما في عام 2018 نقطة تحول ثقافية في المملكة العربية السعودية، التي فرضت حظراً على الأفلام لمدة 35 عاماً.
بعد رفع الحظر، استثمرت البلاد بشكل كبير في صناعة الأفلام المحلية من خلال فتح دور السينما وإطلاق برامج لدعم صناع الأفلام المحليين من خلال المنح والتدريب.
وبعد عام واحد فقط، أقيم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، كجزء من الجهود الرامية إلى توسيع نفوذ المملكة العربية السعودية في مجال السينما والرياضة وغيرها من المجالات الثقافية.
وفي الوقت نفسه، يُظهر منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حق استضافة كأس العالم 2034 للمملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي أيضاً جهود المملكة العربية السعودية في إطار رؤية 2030 ــ وهي خطة إصلاح طموحة أُعلن عنها في عام 2016 للحد من اعتماد الاقتصاد على النفط.
السعودية تعزز التنمية الثقافية
وفي هذا الإطار، خططت المملكة العربية السعودية، اعتباراً من أبريل/نيسان من العام الماضي، لبناء 350 دار سينما تضم أكثر من 2500 شاشة عرض في 22 مدينة.
يجذب مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي المواهب من صناعة السينما العالمية.
وبالإضافة إلى ذلك، افتتحت الدولة أيضًا مركز إنتاج الأفلام "استديو الحصن" الشهر الماضي على مشارف الرياض. باعتبارها واحدة من أكبر مراكز التصنيع في الشرق الأوسط، فهي لا تشمل فقط العديد من استوديوهات الأفلام، بل أيضًا قرية تصنيع تضم ورش عمل النجارة والحدادة وخياطة الأزياء.
وقال الممثل السعودي محمد الشهري: "هذه الإمكانات، عندما تتوفر، سوف تحفز صناع السينما".
البنية التحتية هي جزء من المعادلة - المحتوى نفسه هو جزء آخر. أحد اللاعبين الرئيسيين في التحول الدرامي لصناعة الأفلام السعودية هي شركة تلفاز 11، وهي شركة إعلامية تأسست في عام 2011. بدأت تلفاز 11 كقناة على اليوتيوب وسرعان ما أصبحت رائدة.
من خلال إنتاج محتوى رقمي عالي الجودة مثل الأفلام القصيرة والمسلسلات الكوميدية والدرامية، نجحت تلفاز11 في تقديم منظور جديد للقضايا السعودية والإقليمية.
في عام 2020، وقعت شركة Telfaz11 شراكة مع Netflix لإنتاج محتوى أصلي لشركة البث العملاقة.
فيلم "رسول الليل" يأخذ المشاهدين من منظور قصصي، ويتناول مواضيع كانت في السابق محرمة وحساسة بالنسبة للجمهور، شارك في كتابته وأخرجه علي كلثمي في أول تجربة إخراجية له.
تناول مسلسل "ساعي الليل" قضايا اجتماعية حساسة، مما يمثل تحولاً في السرد القصصي السعودي.
وقال الممثل الشهري عن هذا التغيير: "أعتقد أننا نروي قصصنا بطريقة بسيطة للغاية وهذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع العالم. عندما تروي قصتك بطريقة طبيعية دون أي اصطناعية، فإنها تترك صدى لدى الناس".
تقول الكاتبة والمخرجة السعودية هناء العمير إن هناك الكثير من القصص السعودية التي لم تُروَ بعد.
وقالت "من المؤكد أن لدينا الكثير من الوقت لنروي قصة السعودية".
كما أثار فيلم "أنا وسائقي"، الذي عرض في مهرجان البحر الأحمر إلى جانب 11 مسلسلاً سعودياً آخر، الجدل في البداية، لكنه الآن يحظى بقبول جيد.
والآن في عام 2024، يعد الفيلم قصة نجاح - رمزًا لنمو صناعة السينما السعودية.
وقال دخيل الله -الممثل الذي حصل على جائزة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي-: "أرى تغييراً في السينما السعودية، تغيير جميل جداً ويحدث بوتيرة رائعة. برأيي لا نحتاج إلى التسرع. نحتاج إلى توجيه جيد للحركة الفنية التي تحدث في السعودية".
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://toquoc.vn/saudi-arabia-danh-dau-buoc-tien-moi-trong-nganh-cong-nghiep-dien-anh-20241218165736841.htm
تعليق (0)