وتضطر الشركات الروسية إلى الانتظار أشهر للحصول على مستحقاتها مقابل مبيعات النفط، في ظل حذر البنوك من العقوبات الثانوية الأميركية.
قالت ثمانية مصادر في بنوك وشركات تجارية لرويترز إن بعض البنوك في الصين والإمارات وتركيا عززت متطلبات الامتثال للعقوبات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة. وقد أدى ذلك إلى تأخير أو حتى رفض سداد ثمن النفط الخام إلى روسيا.
على وجه التحديد، تشترط البنوك على مشتري النفط الخام الروسي تقديم تعهد مكتوب بأن أي فرد أو منظمة تشارك في هذه الصفقة أو تستفيد منها لا يوجد على قائمة المواطنين المعينين بشكل خاص (SDN) في الولايات المتحدة.
SDN هي قائمة نشرتها حكومة الولايات المتحدة للأفراد والمنظمات التي تحظر الدولة أو تقيد المعاملات التجارية معها. في كثير من الأحيان يتعين على المؤسسات المالية الامتثال لـ SDN لتجنب انتهاك اللوائح التنظيمية والعقوبات الأمريكية.
ناقلة النفط الخام "إن إس كابتن" المملوكة لمجموعة ناقلات النفط الروسية "سوفكومفلوت" تمر عبر مضيق البوسفور في إسطنبول، تركيا، في 22 فبراير/شباط. تصوير: رويترز.
وفي الإمارات العربية المتحدة، أوقف بنك أبوظبي الأول وبنك دبي الإسلامي عدة حسابات مرتبطة بتجارة السلع الروسية. في هذه الأثناء، لا يزال بنك المشرق (الإمارات العربية المتحدة)، وبنك الزراعة وبنك الوقف (تركيا)، والبنك الصناعي والتجاري الصيني وبنك الصين (الصين) يعالجون المعاملات، لكن الأمر يستغرق أسابيع أو أشهر.
وقالت مصادر إن دفع المستحقات يتأخر لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وقد تصل إلى شهرين. قال أحد التجار: "الأمور صعبة، حتى في المعاملات بالدولار. أحيانًا تستغرق معالجة معاملة مباشرة باليوان والروبل أسابيع".
أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن تأخيرات الدفع من جانب البنوك الصينية لا تزال قائمة. وقال إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يزالان يمارسان ضغوطا غير مسبوقة على الصين. وقال بيسكوف: "من المؤكد أن هذا يخلق بعض المشاكل، لكنه لا يشكل عائقا أمام مواصلة تطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية".
فرض الغرب سلسلة من العقوبات على روسيا في أعقاب الصراع في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وتظل تجارة النفط الروسي قانونية طالما ظلت أقل من سقف 60 دولارا للبرميل الذي فرضته.
وتعطلت صادرات النفط الروسية في الأشهر الأولى بعد الصراع، لكنها عادت إلى طبيعتها مع تحول موسكو إلى البيع للعملاء الآسيويين والأفارقة. ومع ذلك، بحلول ديسمبر/كانون الأول 2023، سوف يصبح تحصيل عائدات مبيعات النفط أكثر صعوبة، حيث تدرك البنوك والشركات أن التهديد الذي تشكله العقوبات الثانوية الأميركية حقيقي.
ويأتي هذا في أعقاب خطوة اتخذتها وزارة الخزانة الأميركية في 22 ديسمبر/كانون الأول، محذرة من أنها قد تفرض عقوبات على البنوك الأجنبية بسبب التهرب من تحديد سقف سعر النفط الروسي، ودعت إلى زيادة الامتثال.
وبناء على طلب الولايات المتحدة، عززت البنوك الصينية والإماراتية والتركية التي تعمل مع روسيا عمليات التدقيق، وبدأت في المطالبة بمزيد من الوثائق وتدريب المزيد من الموظفين لضمان امتثال معاملات النفط لسقف السعر.
كما أنها تتطلب من كلا طرفي المعاملة تقديم مستندات إضافية، بما في ذلك تفاصيل ملكية جميع الشركات المشاركة في المعاملة، والبيانات عن الأفراد الذين يسيطرون على أطراف المعاملة حتى يتمكن البنك من التحقق مما إذا كانوا مدرجين في قائمة SDN.
فين آن ( رويترز )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)