إن الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والالتزامات بالتعاون في العديد من المجالات يظهر أن العلاقات بين ماليزيا وكوريا حققت تقدماً جديداً.
يجري الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول محادثات مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم في سيول، في 25 نوفمبر/تشرين الثاني. (المصدر: رويترز) |
اتفق رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية خلال زيارة أنور إبراهيم إلى أرض الكيمتشي في الفترة من 24 إلى 26 نوفمبر/تشرين الثاني.
وهذه هي الزيارة الرسمية الأولى للسيد أنور إبراهيم إلى الدولة الواقعة في شمال شرق آسيا منذ توليه منصبه رئيسًا للوزراء في نوفمبر 2022. وبحسب وزارة الخارجية الماليزية فإن الزيارة تهدف إلى "تعزيز العلاقات الثنائية التي نمت بشكل هائل على مر السنين، استعدادا للاحتفال بالذكرى الخامسة والستين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2025 وتعزيز جذب الاستثمار من كوريا".
وبحسب وكالة الأنباء الماليزية "برناما" ، كان أبرز ما في الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام هو اللقاء بين رئيس الوزراء أنور إبراهيم والرئيس يون سوك يول. وناقش الجانبان القضايا الإقليمية والدولية الساخنة، وتبادلا وجهات النظر حول دور ماليزيا كرئيسة لرابطة دول جنوب شرق آسيا ودور كوريا كرئيسة لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في عام 2025، والتعاون في مجال الأمن الوطني والدفاع.
وتعهد الزعيمان بإكمال المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة الثنائية بحلول عام 2025 لزيادة التعاون في الخدمات والاستثمار والصناعات الناشئة مثل التكنولوجيا الحيوية والطاقة الخضراء والتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي والمنتجات والخدمات الحلال.. وشهد الزعيمان توقيع ثلاث مذكرات تفاهم بشأن التعاون في مجالات التعليم العالي وتغير المناخ.
خلال الزيارة، حضر رئيس الوزراء أنور أيضًا منتدى الأعمال الماليزي الكوري بمشاركة 147 شركة ومؤسسة كورية كبيرة، بما في ذلك سامسونج، وهيونداي موتور، وسيم تيك، وبونجسان كوربوريشن، ولوتي إنيرجي ماتيريالز، وكيمو للبتروكيماويات، وغيرها.
وبحسب بيانات وكالة برناما ، فإنه بحلول نهاية سبتمبر/أيلول 2024، سيصل حجم التجارة بين البلدين إلى نحو 18 مليار دولار أميركي. وفي العام الماضي، كانت كوريا الجنوبية ثامن أكبر شريك تجاري لماليزيا، حيث بلغت قيمة التجارة بينهما نحو 24.5 مليار دولار. وفي الوقت نفسه، تعد ماليزيا ثالث أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية بين الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا والثاني عشر على مستوى العالم.
وفي حديثه للصحفيين، قال الرئيس يون سوك يول: "آمل أنه بالإضافة إلى التجارة والاستثمار والتبادلات بين الناس، سيتوسع التعاون الثنائي ليشمل الدفاع وصناعة الأسلحة والمجالات الناشئة مثل الهيدروجين الأخضر والمعادن الحيوية". وقال السيد أنور إبراهيم إن ماليزيا حددت التعاون في صناعة الدفاع باعتباره "رمزًا للثقة المتبادلة" واتفقت على تعزيز التعاون في مجال البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا الدفاع.
وفي وقت سابق، في مايو 2023، وقعت شركة كوريا للصناعات الفضائية اتفاقية لتوريد 18 طائرة من طراز FA-50 إلى ماليزيا، وهي الآن تدعو الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا لشراء الطائرة الهجومية الخفيفة.
وفيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية، أعرب الزعيمان عن قلقهما إزاء التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية، وكذلك الوضع الإنساني في قطاع غزة ولبنان. وأعرب رئيس الوزراء الماليزي عن دعمه لرؤية الرئيس الكوري الجنوبي بشأن شبه الجزيرة الكورية المستقرة والموحدة، ورحب بجهود السلام التي تبذلها سيول في المنطقة.
إن الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، والذي كان مخططا له منذ حكومة سلفه مون جاي إن، والالتزامات بالتعاون في العديد من المجالات، يظهر أن العلاقة بين سيول وكوالالمبور قد اتخذت خطوة جديدة إلى الأمام، وأصبحت أقرب في سياق التقلبات غير المتوقعة في الوضع الإقليمي.
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://baoquocte.vn/quan-he-malaysia-han-quoc-nang-cap-de-thich-ung-295393.html
تعليق (0)