في الوقت الذي تواصل فيه إدارة ترامب الضغط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، تركز أوروبا على قوتها العسكرية لأول مرة منذ عقود.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك ألمانيا، التي عانت قواتها العسكرية (البوندسفير) لسنوات من نقص الاستثمار. الآن، هذا يتغير. قرر المستشار المستقبلي فريدريش ميرز أن الوقت قد حان لألمانيا لزيادة استثماراتها الدفاعية إلى مستويات لم تشهدها منذ الحرب الباردة.
لقد عدلت البلاد للتو قواعد سقف الدين الدستوري، مما أتاح لها الحصول على مليارات اليورو لتكملة ميزانيتها. إذا أنفقت ألمانيا 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش خلال السنوات العشر المقبلة، فإن الرقم قد يصل إلى 600 مليار يورو.
جنود ألمان في أفغانستان أمام مركبة مشاة متنقلة من طراز دينجو. الصورة: CC/Wiki
وفي موقع سري بوسط ألمانيا، أجرى الجيش الألماني مؤخرا تدريبات مع خمسة من حلفاء حلف شمال الأطلسي، محاكاة لهجوم من عدو أجنبي على أحد أعضاء الحلف. وهنا أكد العميد الألماني رالف هامرشتاين أن ألمانيا يجب أن تكون شريكا موثوقا به في أوروبا وأن تكون مستعدة لتولي دور أكبر في المنطقة.
لقد صدم الصراع بين روسيا وأوكرانيا الذي بدأ في عام 2022 أوروبا، وأنهى فترة طويلة من السلام منذ الحرب الباردة. أنشأ المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتز صندوقا بقيمة 100 مليار يورو لتطوير القوات المسلحة الألمانية، لكن التنفيذ البطيء والصراعات الداخلية كلفته زعامته.
والآن أصبح السيد ميرز ملتزما بتسريع هذه العملية. وحذر من أن ألمانيا وقعت في "وهم أمني" لعقود من الزمن، وأنها بحاجة إلى تغيير جذري في سياستها الدفاعية. بلغ الإنفاق العسكري الألماني ذروته عند 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 1963، لكنه انخفض بشكل حاد إلى 1.1% في عام 2005. ولن يصل إلى معيار حلف شمال الأطلسي البالغ 2% حتى عام 2024.
وعلى الرغم من التعهدات الاستثمارية الضخمة، توصل تقرير أعدته مفوضة القوات المسلحة في الجيش الألماني، إيفا هوجل، إلى مشاكل خطيرة: فقد فشل الجيش الألماني في تحقيق أهدافه في التجنيد، وكانت قوته القتالية تتقدم في السن، وكانت ثكناته وبنيته الأساسية تتدهور. وسلط التقرير الضوء على الحاجة إلى 67 مليار يورو لتحسين البنية التحتية العسكرية، وأظهر أيضًا أن الجيش الألماني "يشيخ"، حيث ارتفع متوسط العمر من 32.4 في عام 2019 إلى 34 حاليًا.
ويعتقد العميد هامرشتاين أن المال ليس هو القضية الرئيسية، ولكن الأهم من ذلك هو الجودة. كان يعتقد أن ألمانيا تتمتع بأساس متين، وقوة ذات دافع قوي، وهي الآن بحاجة إلى مزيد من التعزيزات.
وفي الوقت نفسه، يتغير المزاج الوطني أيضاً. أظهر استطلاع للرأي أجرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية (ARD) في شهر مارس/آذار أن 66% من الألمان يؤيدون زيادة الإنفاق العسكري، في حين وافق 59% على أن ألمانيا يجب أن تزيد الديون للاستثمار في الدفاع والبنية الأساسية.
نغوك آنه (وفقًا لـ ARD و DW و CNN)
المصدر: https://www.congluan.vn/duc-dang-giai-ngan-hang-ty-usd-de-tang-cuong-suc-manh-quan-su-post339792.html
تعليق (0)