وفقا للدكتور نجوين ترونج تين (عيادة طب الأطفال التقليدية، مستشفى جامعة الطب والصيدلة، مدينة هوشي منه - المرفق 3)، في السنوات الأخيرة، تغير شكل جسم الشعب الفيتنامي في اتجاه إيجابي، وهو ما يتجلى من خلال الزيادة الملحوظة في طول الشباب. ومع ذلك، فإن نمط الحياة الاجتماعي الحديث والنظام الغذائي غير الصحي يؤديان أيضًا إلى بعض العواقب، بما في ذلك البلوغ المبكر.
يؤثر البلوغ المبكر عند الأطفال بشكل كبير على الصحة البدنية والعقلية.
البلوغ المبكر وآثاره
وقال الدكتور نجوين ترونج تين إن البلوغ هو فترة مهمة من النمو والتطور تتميز بعملية معقدة ينظمها الجهاز العصبي الصماوي. يتم تعريف البلوغ المبكر على أنه بداية تطور البلوغ قبل سن الثامنة لدى الفتيات وتسع سنوات لدى الأولاد.
في مرحلة البلوغ المبكرة، يعتبر تطور الطول عاملاً يتأثر بشكل خطير، عندما يصبح عمر عظام الطفل "كبيراً" في وقت مبكر جداً، مما يتسبب في نمو الطفل أطول من عمره ولكن يتوقف عن النمو في وقت مبكر عن الأطفال الآخرين.
علاوة على ذلك، يؤثر البلوغ المبكر لدى الأطفال بشكل كبير على صحتهم البدنية والنفسية. فالنمو الجنسي المبكر يجعل الأطفال منعزلين عن زملائهم في الفصل، مما يسبب عواقب نفسية عديدة. إضافةً إلى ذلك، ووفقًا للعديد من الدراسات، فإن الأطفال الذين يعانون من البلوغ المبكر معرضون لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي في مرحلة البلوغ، كما أوضح الدكتور تين.
أسباب البلوغ المبكر
يتضمن البلوغ المبكر نوعين: البلوغ المبكر المحيطي والبلوغ المبكر المركزي. بالنسبة للبلوغ المبكر المحيطي، من الضروري العثور على سبب الإفراز المفرط للهرمونات الجنسية مثل أكياس المبيض، وأورام المبيض، وأورام الخلايا لايديغ، وأمراض الغدة الكظرية... وبمجرد العثور على السبب الدقيق، يمكن حل الحالة المرضية للطفل قريبًا.
بالنسبة للبلوغ المبكر المركزي، فإن 80% من الحالات تكون مجهولة السبب، أي أنه لا يمكن العثور على سبب، أما الـ 20% المتبقية فهي ترجع إلى العديد من الأسباب المختلفة مثل تشوهات الجهاز العصبي المركزي، والطفرات الجينية، وما إلى ذلك.
لا تزال عملية البلوغ المبكر المركزي قيد الدراسة بحثًا عن العوامل المؤثرة فيها، والتي يعد التغذية أحد أهم العوامل التي توصلت إليها العديد من الدراسات.
كيف يؤثر التغذية؟
وقال الدكتور نجوين ترونج تين أيضًا: "تعتبر الحالة الغذائية أحد العوامل المهمة المرتبطة بتطور البلوغ، بما في ذلك تغذية الأم أثناء الحمل، وتغذية الطفل أثناء الرضاعة وكذلك النظام الغذائي للطفل أثناء الطفولة".
تلعب الرضاعة الطبيعية دورًا مهمًا للغاية ولها تأثير كبير على البلوغ المتأخر للطفل.
وفي حديث أكثر وضوحاً حول العوامل الغذائية للأم أثناء الحمل، قال الدكتور تين: "اكتشفت بعض الدراسات وجود علاقة بين سمنة الأم وعمر الدورة الشهرية لدى ابنتها".
وعلى وجه التحديد، هناك أدلة متزايدة على أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل وزيادة الوزن المفرطة أثناء الحمل يرتبطان بالبلوغ المبكر لدى الفتيات. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن تناول الفيتويستروجينات الغذائية أثناء الحمل يؤثر أيضًا على نمو البلوغ عند الأطفال.
وفيما يتعلق بتغذية الأطفال بعد الولادة، قال الدكتور تين إن الرضاعة الطبيعية تلعب دورا هاما للغاية ولها تأثير كبير على البلوغ لاحقا للطفل.
في الوقت الحالي، تُشدد العديد من المنظمات الصحية حول العالم، مثل منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وأكاديمية التغذية وعلم التغذية، على أهمية الرضاعة الطبيعية في الأشهر الأولى من حياة الطفل، على الأقل من عمر 6 إلى 12 شهرًا. وقد ثبت أن الرضاعة الطبيعية تُقلل من خطر البلوغ المبكر لدى الفتيات، كما أوضحت الدكتورة تين.
بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و12 عامًا، قد يأتي الخطر من اختلال توازن الطاقة، مما يسبب السمنة. وهذا أيضًا هو السبب غير المباشر المؤدي إلى البلوغ المبكر.
بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أهمية البروتين لنمو الأطفال، فقد ثبت أيضًا أن تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني يحفز محور الوطاء-الغدة النخامية-الغدة التناسلية من خلال إفراز هرمون IGF-1، كما أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين الحيواني قبل البلوغ قد يؤدي إلى البلوغ المبكر. لذلك، من الضروري تزويد الأطفال بنظام غذائي متوازن للحصول على ما يكفي من العناصر النزرة من اللحوم والأسماك، ولكن ليس بكميات كبيرة، كما أضاف الدكتور تين.
بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة لمجموعة الأطعمة الكربوهيدراتية، وجدت الدراسات أن الاستهلاك المتكرر للمشروبات المحلاة بالسكر والمشروبات المحلاة صناعياً من المتوقع أن يؤدي إلى البلوغ المبكر، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى زيادة مؤشر كتلة الجسم والتأثيرات على منطقة ما تحت المهاد.
يُسبب البلوغ المبكر آثارًا ضارة عديدة، تؤثر على النمو النفسي والجسدي للأطفال. لذلك، نحتاج إلى معرفة كيفية رعاية الأطفال بشكل صحيح للوقاية من الأمراض، وفي الوقت نفسه الكشف عنها وعلاجها مبكرًا، كما أوصى الدكتور تين.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)