يفرض تغير المناخ العالمي تحديات خطيرة على الدول الجزرية في جميع أنحاء العالم، حيث تواجه تأثيرات مثيرة للقلق مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وتآكل السواحل، والعواصف القوية، وندرة المياه العذبة، وفقدان التنوع البيولوجي.
وبحسب موقع "نيوز.أز" الإخباري الأذربيجاني في 7 أكتوبر/تشرين الأول، فإن تغير المناخ العالمي أصبح يشكل تهديدا خطيرا للعديد من الدول الجزرية.
ولا تتعرض هذه الجزر للتأثيرات البيئية فحسب، بل تواجه أيضا عواقب وخيمة ناجمة عن الأحداث المناخية. ويحذر العلماء من أن الوضع سيستمر في التدهور خلال العقود المقبلة. وفيما يلي نظرة تفصيلية على التهديدات الرئيسية التي تواجه الدول الجزرية.
ارتفاع مستوى سطح البحر : أحد أبرز تأثيرات الاحتباس الحراري هو ارتفاع مستوى سطح البحر. يؤدي ذوبان الجليد في القطبين إلى رفع مستويات المحيطات. الدول الجزرية الصغيرة مثل توفالو في المحيط الهادئ معرضة لخطر الغرق الكامل. مع ارتفاع أقصى يبلغ 4.5 متر فقط فوق مستوى سطح البحر، بدأت مياه البحر تغطي توفالو ببطء. وقد اضطرت السلطات هنا إلى التفكير في نقل هؤلاء الأشخاص إلى بلدان أخرى مثل أستراليا ونيوزيلندا. وعلى نحو مماثل، تنفق جزر المالديف ملايين الدولارات لحماية سواحلها وتعزيز بنيتها التحتية ضد خطر التعدي من البحر.
تآكل السواحل : يحدث تآكل السواحل بسرعة تحت تأثير تغير المناخ. يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحار وزيادة وتيرة العواصف إلى تآكل السواحل، مما يؤدي إلى تقليص مساحة الأراضي الساحلية. وفي المحيط الهادئ، تفقد كيريباتي أجزاء كبيرة من سواحلها، حيث تعاني جزر مثل أبيماما وتاراوا من آثار مدمرة بسبب التآكل. ولا يؤثر هذا على البنية التحتية فحسب، بل يقلل أيضًا من قدرة الجزر على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية.
العواصف أقوى : أدى تغير المناخ إلى زيادة شدة الأعاصير والعواصف المدارية، مما حولها إلى عواصف أكثر تدميراً. تعرضت دول جزر الكاريبي، مثل باربودا، لإعصار إيرما في عام 2017، مما تسبب في أضرار جسيمة لمعظم بنيتها التحتية وإجبارها على إخلاء سكانها بالكامل. وعلى نحو مماثل، دمر إعصار دوريان في عام 2019 جزر الباهاما أيضًا، مما ألحق أضرارًا جسيمة بجزر أباكو وغراند باهاما. ولا تؤدي هذه الكوارث إلى تدمير المنازل فحسب، بل تتسبب أيضاً في خسائر اقتصادية فادحة، وخاصة بالنسبة للدول الجزرية الصغيرة ذات الموارد المحدودة للتعافي.
ندرة المياه العذبة : تواجه الدول الجزرية الضحلة مثل جزر المالديف وكيريباتي وجزر مارشال تسرب المياه المالحة إلى طبقات المياه العذبة لديها، مما يجعل مياه الشرب نادرة. أدى ارتفاع منسوب مياه البحار وزيادة وتيرة العواصف إلى تسرب المياه المالحة إلى مصادر المياه الجوفية، مما جعل الوصول إلى المياه العذبة صعباً. ولمواجهة هذه المشكلة، اضطرت حكومات الجزر إلى الاستثمار بكثافة في محطات تحلية المياه وحلول حماية المياه، بتكاليف باهظة للغاية.
التنوع البيولوجي مهدد : إن ارتفاع درجات حرارة المحيطات له تأثير سلبي على الشعاب المرجانية، وهو نظام بيئي حيوي يحمي الجزر من أمواج المحيط ويوفر موطنا للعديد من الأنواع البحرية. على سبيل المثال، يعاني الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا من التبييض الشامل بسبب ارتفاع درجة حرارة البحار، وهو ما لا يؤدي إلى انخفاض التنوع البيولوجي فحسب، بل ويتسبب أيضا في أضرار جسيمة للسياحة، وهي المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للعديد من الدول الجزرية. ويتكرر الوضع نفسه في جزر سيشل، حيث يهدد تدهور الشعاب المرجانية النظام البيئي والاقتصاد المحلي على حد سواء.
باختصار، إن تغير المناخ له تأثير واضح وخطير على الدول الجزرية، ومن المتوقع أن يستمر الوضع في التدهور في المستقبل. وتقف الدول الجزرية مثل توفالو وكيريباتي وجزر المالديف على الخطوط الأمامية في هذه المعركة، حيث تواجه ارتفاع منسوب مياه البحار، وتآكل السواحل، والعواصف المدمرة، ونقص المياه العذبة - وهي حقائق قاسية تتعامل معها كل يوم.
لان لي (ت/ح)
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://doanhnghiepvn.vn/cong-nghe/bien-doi-khi-hau-tac-dong-nghiem-trong-den-cac-quoc-dao-ra-sao/20241008095927982
تعليق (0)