في ندوة "تنفيذ الذكاء الاصطناعي في الممارسة العملية" في إطار أسبوع العلوم والتكنولوجيا VinFuture 2024، شارك البروفيسور دو نغوك مينه، مدير مركز أبحاث الصحة الذكية في جامعة فين-إلينوي، أنه في علاج السرطان حاليًا، وخاصة سرطان الثدي، فإن الطريقة الأكثر فعالية هي الجراحة لإزالة الأنسجة السرطانية. ومع ذلك، فإن التحدي الكبير الذي يواجه الأطباء هو التأكد من عدم ترك أي خلايا سرطانية في الجسم دون إزالة الكثير من الأنسجة السليمة.
البروفيسور دو نغوك مينه.
الطريقة التقليدية هي أخذ عينة من الأنسجة بعد الجراحة وإرسالها إلى المختبر للتحقق مما إذا كانت الخلايا السرطانية قد تم تدميرها. تستغرق هذه العملية وقتاً طويلاً ويضطر المريض إلى الاستلقاء على طاولة العمليات لفترة طويلة. في كثير من الحالات، يحتاج المرضى إلى العودة لإجراء عملية جراحية إضافية لإزالة الأنسجة السرطانية بالكامل، وهي عملية مؤلمة ومكلفة.
ومن هذا الواقع، قام البروفيسور مينه وفريقه البحثي بالجمع بين المجهر الضوئي في الوقت الحقيقي ونماذج الذكاء الاصطناعي، مما ساعد في تحليل 5000 صورة نسيجية مرضية في الثانية. تعتبر هذه أداة لمسح الصور لمساعدة الأطباء على اتخاذ قرارات سريعة بشأن ما إذا كان ينبغي الاستمرار في الجراحة، أو إذا كان الطبيب يحتاج إلى فحص أكثر دقة.
وقال البروفيسور مينه: "يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في اتخاذ قرارات سريعة بشأن ما إذا كان يجب الاستمرار في الجراحة أو إيقافها". وهذا يساعد المرضى على تقليل الألم الناتج عن الجراحة والجهد المبذول في السفر إلى المستشفى عدة مرات.
ومثال آخر في علم الأورام الدقيق هو حيث يقوم الأطباء في كثير من الأحيان بأخذ عينات من الأنسجة من مرضى السرطان لزراعتها في المختبر. وقد تم بعد ذلك اختبار آلاف النماذج لدراسة ومراقبة العلاج الدوائي. وهذا يساعد الطبيب على إيجاد نظام التركيبة الدوائية الأمثل.
وبحسب البروفيسور مينه، فإن القيام بذلك يتطلب اتباع نهج منهجي في استخراج الأورام وعينات الأنسجة والخلايا. وتشبه عملية البحث في نماذج الأورام خط إنتاج السيارات بنظام الروبوت. تتم مراقبة هذه "السلسلة" من خلال البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي. وهذا هو الأساس الذي يعتمد عليه الأطباء للتنبؤ بالمشاكل التي قد تنشأ أثناء العلاج، وتقييم اتجاه نمو الورم، وبالتالي ضبط وتحسين فعالية العلاج.
البروفيسور يان ليكون.
وبحسب البروفيسور يان ليكون، من جامعة نيويورك ومدير علوم الذكاء الاصطناعي في ميتا بالولايات المتحدة الأمريكية، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، وخاصة في الطب وعلوم المواد. يساعد الذكاء الاصطناعي على اكتشاف أدوية جديدة وفهم الآليات البيولوجية، فضلاً عن العثور على مواد جديدة يمكن أن تساعد في مكافحة تغير المناخ؛ تعزيز التقدم في الفيزياء والكيمياء والأحياء.
إلى جانب الفوائد التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، فإن إحدى المشاكل الكبيرة التي يواجهها المجتمع هي أن الجهات السيئة تستخدم الذكاء الاصطناعي لارتكاب عمليات الاحتيال والاحتيال المالي. وللتعامل مع هذه المشكلة، يعتقد البروفيسور ليكون أن أحد الحلول الأكثر فعالية هو استخدام الذكاء الاصطناعي نفسه لمحاربة السلوك السيئ.
كما حققت تقنية الذكاء الاصطناعي تقدمًا كبيرًا في الكشف التلقائي عن المنشورات البغيضة وإزالتها على منصات Meta. وبحسب البروفيسور ليكون، ارتفع عدد خطابات الكراهية التي تم اكتشافها وإزالتها بواسطة الذكاء الاصطناعي من 25% في عام 2017 إلى 95% في عام 2023. وهذا يوضح التطور الملحوظ للذكاء الاصطناعي في فهم ومعالجة اللغة الطبيعية، بما في ذلك اللغة الفيتنامية.
وردًا على المخاوف بشأن إمكانية استبدال الذكاء الاصطناعي بالبشر في العمل، قال البروفيسور ليكون إن الذكاء الاصطناعي لن يتسبب في انتشار البطالة على نطاق واسع، بل إنه بدلاً من ذلك سيخلق فرص عمل جديدة ويساعد في تحسين إنتاجية العمل. وأضاف أن "الذكاء الاصطناعي سيزيد من الإبداع والإنتاجية البشرية، وسيخلق قيمة جديدة للمجتمع" .
وعلق هذا الخبير بأن فيتنام لديها سكان شباب متحمسون للتكنولوجيا، وهو ما سيكون ميزة كبيرة إذا تم دمجه مع برامج التدريب وفرص التعلم من الخبراء الدوليين في تطبيق وتطوير الذكاء الاصطناعي. وبحسب قوله، في سياق التطور السريع للذكاء الاصطناعي، تركز البلدان أيضًا على بناء قوانين الذكاء الاصطناعي.
ويتفق مع هذا الرأي الدكتور شيودونج ديفيد هوانج، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة زووم للاتصالات عبر الفيديو (الولايات المتحدة)، والذي يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يجلب العديد من الفوائد للبشر. تجني العديد من شركات الرقائق أموالاً كثيرة من الذكاء الاصطناعي. لقد طورت شركات كبيرة مثل ميتا ومايكروسوفت العديد من تطبيقات البرمجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في الطب والتعليم، والتي تغيرت وجلبت الكفاءة المالية.
قال الدكتور شيودونج ديفيد هوانج: "يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة مئات المطورين الشباب والشركات الناشئة الصغيرة في خلق بيئة عمل عادلة واكتشاف أفكار جديدة... وهذا ما يحدث الفارق".
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)