ومن خلال الاستفادة من نقاط القوة التي تتمتع بها أستراليا في الموارد البشرية والتكنولوجيا، فضلاً عن إمكانات التنمية في فيتنام، تهدف الدولتان إلى بناء الزراعة الحديثة والفعالة والصديقة للبيئة.
شهدت فيتنام في السنوات الأخيرة تحولاً كبيراً في القطاع الزراعي. ورغم تأثره بالكوارث الطبيعية، حافظ القطاع الزراعي على زخم نمو بلغ 3.20% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مما ساهم بشكل كبير في الاقتصاد.
ومع ذلك، فإن القطاع الزراعي مسؤول عن ثلث انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في فيتنام. وفي مواجهة الوضع المذكور، وافقت الحكومة على استراتيجية التنمية الزراعية والريفية المستدامة للفترة 2021-2030. والهدف هو أن تصبح فيتنام بحلول عام 2050 دولة زراعية رائدة تتمتع بصناعة معالجة حديثة، وتسعى إلى تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي وزيادة إنتاج الصادرات وخفض الانبعاثات بنسبة 10% بحلول عام 2030.
ولإعداد الموارد البشرية لهذه الاستراتيجية، أصدرت وزارة الزراعة والتنمية الريفية القرار رقم 37، الذي يدعو إلى التدريب عالي الجودة لبناء قطاع زراعي بيئي بفريق من الخبراء المؤهلين والمبدعين لقيادة النمو الاقتصادي الريفي بحلول عام 2030.
نقص في الموظفين المؤهلين تأهيلا عاليا
يتحول القطاع الزراعي نحو النماذج المستدامة وتطبيق التكنولوجيا العالية ويواجه نقصًا في العمالة. في عام 2022، ورغم أن الطلب على توظيف العمالة في قطاع الزراعة والغابات ومصائد الأسماك سيصل إلى 46 ألف شخص سنويا، فإن معدل الطلاب الذين يختارون هذه التخصصات منخفض للغاية، 0.86% فقط.
وفي مؤتمر 2023 الذي نظمته وزارة الزراعة والتنمية الريفية، أكد الخبراء أن النقص الحالي في العمالة ذات المهارات العالية لا يعيق تطبيق التقنيات الجديدة فحسب، بل يشكل أيضًا عائقًا كبيرًا أمام التحول إلى الزراعة البيئية.
وأظهر تقرير شركة برايس ووترهاوس كوبرز أنه إذا لم يتم تحسين جودة الموارد البشرية في القطاع الزراعي، فقد تخسر فيتنام 9 مليارات دولار من نمو الناتج المحلي الإجمالي. تحتاج فيتنام إلى الاستثمار في تدريب وتطوير الخبراء الزراعيين لتأمين مكانتها في السوق الزراعية العالمية وتعزيز التحول إلى الزراعة الحديثة والمستدامة.
فيتنام - أستراليا تتعاونان في مجال تنمية الموارد البشرية
تعمل فيتنام وأستراليا على تعزيز شراكتهما من خلال اتفاقيات تجارية مثل الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) والاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP)، حيث تعتبر الزراعة المستدامة ركيزة مهمة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، فتحت أستراليا أبوابها أمام ألف عامل فيتنامي للعمل في القطاع الزراعي في إطار برنامج تناوب العمالة. سيتولى العمال أدوارًا قصيرة الأجل (6 - 9 أشهر) أو طويلة الأجل (1 - 4 سنوات) في قطاعات مثل الزراعة وتجهيز اللحوم وتربية الأحياء المائية والغابات. تهدف هذه المبادرة إلى معالجة نقص العمالة في أستراليا، ومساعدة العمال الفيتناميين على تحسين مهاراتهم وخبراتهم، والمساهمة في التنمية الزراعية المستدامة في بلدهم الأصلي.
وتعمل جامعات كبرى مثل جامعة أديلايد وجامعة تسمانيا بشكل نشط على تطوير قدرات القوى العاملة الزراعية من خلال برامج التدريب المتخصصة في مجالات مثل الزراعة المحايدة للكربون والزراعة الدقيقة.
ويمكن لفيتنام أن تتعلم وتطبق هذه الخبرات القيمة لتطوير الزراعة المستدامة. ومن خلال الشراكة، تستطيع أستراليا توفير التدريب الفني وتنمية القدرات والتعاون البحثي المصمم خصيصًا للتحديات المحددة التي تواجه الزراعة الفيتنامية.
في ورشة عمل التعاون في التعليم والتدريب والبحث نحو التحول الأخضر التي نظمتها وكالة التجارة والاستثمار الأسترالية (Austrade) التابعة للسفارة الأسترالية في سبتمبر/أيلول، ناقش أساتذة من أستراليا وفيتنام التعاون في تطوير الموارد العمالية الفيتنامية في الزراعة المستدامة. وركزت الورشة على تبادل الممارسات الجيدة والنماذج الاقتصادية الدائرية، فضلاً عن بناء الموارد البشرية عالية الجودة وتطبيق التكنولوجيا المتقدمة والأتمتة في الزراعة لتقليل العمالة.
يتطلب تعزيز التحول الرقمي وبناء القدرات للقطاع الزراعي في فيتنام التعاون بين الحكومة وصناعة التكنولوجيا والشركات. توفر مبادرة التحول الرقمي والمهارات المستقبلية Aus4ASEAN نموذجًا لتطوير المهارات الرقمية، بما في ذلك الدورات التدريبية حول بناء أنظمة التدريب المهني للاقتصاد الأخضر. وتستطيع أستراليا تكييف هذا النموذج ونشره في فيتنام، مما يساهم في بناء الزراعة الحديثة والمستدامة والمتكاملة بشكل عميق.
ثوي نجا
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://vietnamnet.vn/viet-nam-australia-hop-tac-phat-trien-nguon-nhan-luc-nganh-nong-nghiep-2341100.html
تعليق (0)