واخترق الصاروخ الحوثي أولا طبقة الدفاع الخارجية واقترب من السفينة الحربية الأميركية ما أجبرها على تفعيل طبقة دفاعها الأخيرة لإسقاطها.
أعلنت قوات الحوثيين في اليمن، في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، أنها أطلقت سلسلة من صواريخ كروز على المدمرة الأميركية "يو إس إس غرافلي" في البحر الأحمر، دعما لفلسطين و"حماية البلاد والشعب اليمني". قالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إنها اعترضت صاروخا حوثيا مضادا للسفن، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.
ونقلت وكالة "سي إن إن" للأنباء في اليوم ذاته عن أربعة مسؤولين أميركيين لم تكشف هوياتهم، أن صاروخا حوثيا اخترق طبقتين دفاعيتين خارجيتين واقترب من المدمرة الأميركية "يو إس إس غرافلي" على مسافة تزيد عن 1.5 كيلومتر، ما أجبر السفينة على تفعيل نظام أسلحتها القريبة (CIWS) لإسقاطه.
نظام CIWS هو خط الدفاع الأخير للسفينة الحربية الأمريكية USS Gravely. وهذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها سفينة حربية أميركية في البحر الأحمر إلى تفعيل درعها المضاد للصواريخ الباليستية لمواجهة هجمات الحوثيين. وتم اعتراض هجمات سابقة للجماعة المسلحة بالصواريخ والطائرات بدون طيار على مسافة 12 كيلومترًا أو أكثر.
المدمرة الأمريكية يو إس إس جرافيلي تتحرك في الخليج العربي في ديسمبر 2023. الصورة: البحرية الامريكية
وقال توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن حقيقة أن صواريخ الحوثيين قادرة على الاقتراب من السفن الحربية الأميركية تشكل علامة مثيرة للقلق. حتى الصواريخ المجنحة البطيئة يمكنها السفر لأكثر من كيلومتر واحد في ثوانٍ قليلة، وبالتالي لن يكون لدى القادة على متن السفن الحربية الأمريكية الكثير من الوقت للرد إذا واجهوا هجومًا على هذا المدى القريب.
ويعتقد أن إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، نقلت إلى الجماعة عددا من أنظمة الاستخبارات والمراقبة التكتيكية، مما يسمح لها باستهداف سفن الشحن والسفن الحربية في البحر الأحمر بشكل أكثر دقة.
لكن مسؤولا أميركيا لم يكشف عن اسمه قال إن اختراق صاروخ الحوثيين للدفاعات الخارجية للمدمرة "يو إس إس غرافلي" لا يعد علامة على أن هجمات الجماعة أصبحت أكثر تطورا، لكنه لم يذكر سببا محددا.
وعلق الخبير كاراكو أيضا بأن سبب وقوع السفينة الحربية الأميركية في هذا الوضع قد يكون بسبب نفاد صواريخ الاعتراض لديها، بعد استخدامها لعدد كبير منها للتعامل مع الهجمات المستمرة من قبل الحوثيين في الآونة الأخيرة. وقال إن "السفن الحربية الأميركية لا تملك إلا عددا محدودا من الصواريخ، وبالتالي لا يمكنها الاستمرار في المقاومة بهذا الشكل".
لقد تخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها مؤخرا عن تكتيكات الدفاع السلبي وتحولوا إلى تنفيذ ضربات استباقية وتدمير صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار قبل أن تتمكن الجماعة المسلحة من إطلاقها في البحر الأحمر.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية في 31 يناير/كانون الثاني أن القوات الأميركية هاجمت ودمرت صاروخا حوثيا مضادا للطائرات كان على وشك إطلاقه، بعد تحديد أنه يشكل تهديدا وشيكاً للطائرات الأميركية في البحر. وهذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الأميركي صواريخ الدفاع الجوي للحوثيين.
موقع اليمن والبحار المحيطة به. الرسومات: ويكيبيديا
فام جيانج (وفقا لشبكة CNN )
[إعلان رقم 2]
رابط المصدر
تعليق (0)