دبابة T-80 مدمرة تم العثور عليها في بوغوروديتشني في منطقة دونباس خلال الصراع الروسي الأوكراني. (المصدر: جيتي) |
عندما أطلقت روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا في عام 2022، استخدمت الدبابات القتالية بشكل نشط في المقدمة. وأدى ذلك إلى خسائر فادحة في دبابات البلاد.
ومع ذلك، قال تقرير صدر في مايو/أيار عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) إن الدبابات الروسية تستخدم الآن بشكل رئيسي تكتيكات أكثر حذرا لدعم المشاة، في حين تستخدم تقنيات وأساليب مخفية تقلل من فعالية صواريخ جافلين التي تزودها الولايات المتحدة.
توصل السيد جاك واتلينج والسيد نيك رينولدز، مؤلفا التقرير، إلى اكتشافات جديدة حول الدروع الروسية من خلال مقابلات مع أفراد مختلفين شاركوا بشكل مباشر في الصراع.
التكيف مع الوضع الحقيقي
ويشير تقرير المعهد الملكي للخدمات المتحدة إلى أنه بعد الخسائر المبكرة في الحملة، تستخدم المدرعات الروسية تكتيكات جديدة لتقليل الخسائر من خلال إبقاء الدبابات في دور داعم. على وجه التحديد، الدعم الناري المباشر بواسطة الدبابات الموجودة على بعد حوالي 1.2 ميل (2 كم) من العدو، بعيدًا عن متناول الأسلحة المضادة للدبابات قصيرة المدى.
وفي هذه المسافة، تستخدم الدبابات الروسية أنظمة بصرية لاكتشاف مواقع العدو وتستخدم النيران المباشرة من المدفع الرئيسي.
في الوقت الحالي، التكتيك الروسي المفضل هو الهجوم المدفعي، والذي يتم تنفيذه بفعالية في الليل بواسطة الدبابات الخفيفة 0020T-80BVM 0020T-80BVM المزودة ببصريات حرارية سلبية متفوقة.
في مثل هذه الغارات، تتقدم الدبابة الروسية إلى الأمام لإطلاق النار مباشرة على موقع العدو، فتستنفد كل ذخيرتها بأسرع ما يمكن، ثم تتراجع إلى الوراء وتختفي عن الأنظار. غالبًا ما يتم توقيت مثل هذه الهجمات أثناء تحولات العدو للتسبب في أقصى قدر من الفوضى.
وتستخدم الدبابات الروسية، وخاصة القديمة منها، أيضًا كمدفعية نيران غير مباشرة. وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من عدم فعالية هذا الأسلوب بسبب زاوية إطلاق النار المنخفضة، فإن الدبابة كانت محمية بشكل كافٍ لتوفير الدعم في المناطق الأكثر خطورة حيث تكون قوافل المدفعية وإمدادات الذخيرة معرضة لخطر التدمير الشديد، وخاصة من الهجمات الجوية أو نيران المدفعية المضادة.
ويشير تقرير المعهد الملكي للخدمات المتحدة إلى أن حتى الدبابات القديمة من طراز T-54 وT-62 التي نشرتها روسيا في أوكرانيا كان لها تأثير كبير في الصراع، لأنها تحتوي على عدد محدود من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات بعيدة المدى. تعتبر الصواريخ المضادة للدبابات أكثر فعالية في دعم النيران من معظم مركبات المشاة القتالية ذات المدافع الأصغر والأقصر مدى.
تُستخدم الدبابات الأقدم والأكثر قابلية للخدمة أيضًا في كثير من الأحيان في الصراعات الحضرية، حيث تحدث نطاقات اشتباك قصيرة وكمائن جانبية، مما يقلل من مزايا الدبابات الحديثة ذات البصريات المتفوقة والدروع الأمامية.
وأشار التقرير إلى أن الدبابات الروسية تلعب دورا داعما مهما في الصراعات الحضرية من خلال قمع الهياكل الحضرية والاختراق السريع للمباني لتجنب الاختراق من خلال نقاط الاختناق وطرق التقدم. وهكذا يتم استخدام الدبابات الروسية لتدمير الممرات الجديدة في المباني حرفيا، والتي يمكن للمشاة اختراقها بمخاطر أقل.
الجمع بين التكنولوجيا والتكتيكات
وفي الآونة الأخيرة، ظهرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو لدبابات روسية تبدو مغطاة بصناديق غريبة تشبه الطوب. إنها درع تفاعلي متفجر (ERA)، يساعد على حماية المركبات والجنود داخلها من الأسلحة المضادة للدبابات.
وأكد التقرير أن هذه "الطوب" فعالة بالفعل ضد معظم الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، بما في ذلك صواريخ "كومبات" التي تطلقها المدافع والتي تستخدمها الدبابات الأوكرانية. وفي بعض الأحيان، فشلت الضربات الصاروخية الموجهة المتعددة في تدمير الدبابات الروسية.
ولكن ليس هذا فحسب، بل إن روسيا تسجل بعض النجاح في الإجراءات المضادة لصاروخ جافلين الأمريكي الهجومي الحراري - وهو الصاروخ الذي يقال إنه الصاروخ الأكثر تكلفة وقوة الذي زودت به أوكرانيا.
ومن بين التكتيكات الروسية العمل في ساعات الغسق والفجر، عندما تواجه أجهزة التصوير الحراري صعوبة في التمييز بين المركبات، لتقليل احتمال اكتشافها بشكل كبير، واستخدام الطلاءات التي تقلل من توقيعات الأشعة تحت الحمراء.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التغييرات التي تطرأ على سطح المحرك على الدبابات الروسية فعالة في تقليل الحرارة، على سبيل المثال، تم العثور على أنابيب حرارية على بعض الدبابات الروسية لإعادة توجيه الصواريخ بالأشعة تحت الحمراء.
ويبدو أن النتائج التي توصل إليها تقرير المعهد الملكي للخدمات المتحدة تتناقض مع التغطية الإعلامية الغربية لتدمير الدبابات الروسية. ولكن هذا التقرير قد يظهر أيضًا أن أساليب مكافحة الدبابات غير الموصوفة أعلاه كانت مسؤولة عن غالبية الخسائر.
ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت التعديلات الروسية قادرة على منع خسائر الدبابات الناجمة عن الصراع في أوكرانيا.
[إعلان رقم 2]
مصدر
تعليق (0)