تدخل أزهار الجريب فروت وزهور اللوتس والبابونج إلى الشوارع مثل رسل الحصاد. عندما يذهب الناس إلى الضواحي، إلى الريف للاستمتاع بالهواء النقي والبرودة، تعود الزهور فجأة إلى المدينة. الشارع لا يفتقر إلى اللون، والشارع لا يفتقر إلى العطر، ولكن إذا لم تأت الزهور إلى الشارع، فسيكون خارج الموسم، ولن يكون الشارع شارعًا بعد الآن. الشارع صاخب بأبواق السيارات، ويعج بالأضواء الخضراء والحمراء، ولكن الشارع صامت أيضًا، في انتظار أن يتحدث الموسم. تتبع الزهور الناس إلى الطابق العلوي، إلى الغرف، يتم لف الزهور في الصحف، في ورق التغليف مع الكلمات العاطفية "أحبك" التي تظهر بعد رنين جرس الباب ... وجه محمر، عناق دافئ، حب دائم من الزهور مثل هذا.
بطريقة ما، بعد التجول في الشوارع "المليئة" بالأقحوانات، شعرت وكأنني ضعت في أسطورة. لا تحمل تلك الزهرة قصة ريفية، ولا هي أنيقة بما يكفي لخلق هالة لنفسها مثل الزنابق أو الورود، لكن الأقحوان هو أغنية الطائر الذي تحمل الزهرة اسمه. أغنية البلبل تسقط قطرات واضحة على عالم المشاعر. الباقة ليست معقدة، العطر ليس قويا، الزهور مثل المشي في الحلم مع الضباب في الشارع.
يبدأ الحلم الذي يحمل اسم البلبل على طاولة خشبية، في مقهى مهجور مليء برائحة القهوة. الزهور والذكريات كافية لإبقائنا على قيد الحياة مع الذكريات القديمة لشبابنا وإثارتنا. لقد رأيت ذات مرة حقلًا كاملاً من زهور الأقحوان في الرياح الباردة في بداية الموسم. تبدو الزهور وكأنها تغمرها ضباب الجبال على مشارف المدينة، وتعود الزهور إلى المدينة بصوت بيانو حزين، وتدخل الزهور اللوحات الزيتية لتعيش في قلوب الجميع إلى الأبد. النقطة الصفراء تضيء الآمال من الأبيض اللامتناهي، الأبيض المحير في برد أوائل الشتاء...
وبعد ذلك انتشرت الزهور في كل الشوارع، ونشرت الفتيات الصغيرات اللاتي يرتدين ملابس "آو داي" ويحملن الزهور صور تسجيل الوصول حتى لا يفوتن الموسم. أنا وحدي أراقب الوقت بصمت، أراقب موسمًا آخر من الزهور يعود إلى الريح وأتذكر أولئك الذين غادروا هذه المدينة. إن كسب العيش يشبه قطارًا مصيريًا يحثنا بصافرة عالية. باقة زهور أهداها كل منهما للآخر على رصيف القطار، ودموع مبللة بلون أزهار الفراق. ظلت باقة الزهور معلقة على نافذة القطار، لكن الوطن كان بعيدًا خلفها. هذه المدينة، هذه الأرض المليئة بالزهور، متى ستعود؟ فقط اعلم أنه اليوم فقط اترك القدر للصدفة، والزهور والأشخاص يسافرون إلى أراضٍ غريبة.
بعد بضعة أيام تذبل البتلات، ويشير سقوطها الأنيق إلى تحول في الزمن. تجعل مواسم الزهور عقرب الثواني في الساعة يبدو وكأنه يتباطأ، ولكن سرعان ما يتردد صوت "التكتكة" في العقل مرة أخرى. نوفمبر، ديسمبر، الأرقام النهائية لعام ما، مثل حث إيقاع الحياة العاجل. من لا يزال لديه الشجاعة الكافية للتجوال هو أمر نادر حقًا ...
ديزي هي مثل نغمة ضائعة في لحن حزين ومقفر عندما يكون كل شيء جافًا. غدا عندما تختفي تلك الزهرة الأنيقة، ستصبح الشوارع باردة وممطرة مرة أخرى، وستكون قلوب الناس فارغة ووحيدة مرة أخرى. ومن يدري، فربما نرى في أعماق الشمس والمطر زهرة في لوحة، في قصيدة، في سُكر روح إنسان...
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://thanhnien.vn/nhan-dam-cuc-hoa-mi-ve-pho-18524113018203665.htm
تعليق (0)