أطلقت القوات الأوكرانية صاروخا مضادا للطائرات من طراز ستريلا-10 على طائرة روسية بدون طيار بالقرب من باخموت (صورة: جيتي).
بالنسبة لكييف، فإن الدفاعات الفعالة قد تحدد ما إذا كان الأوكرانيون سيتجمدون في الشتاء القارس بينما تشن روسيا حملة جديدة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على المدن الأوكرانية والبنية التحتية الحيوية.
بالنسبة لروسيا، فإن القدرة على إسقاط الطائرات الأوكرانية بدون طيار والصواريخ التي يوفرها الغرب ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت القوات الروسية قادرة على الاستمرار في العمل والحصول على الإمدادات في الحملات البرية القادمة.
بالنسبة لكلا الجانبين، تعد أنظمة الدفاع الجوي الفعالة أمرا حيويا لمواجهة الوجود المستمر للطائرات الاستطلاعية والمتفجرة بدون طيار في ساحة المعركة، حيث يمكنها شل العمليات العسكرية.
وعلى الرغم من جهود روسيا لإحباط هذه الجهود في بداية الصراع، فقد أثبتت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية فعاليتها بشكل ملحوظ، باستخدام مزيج من أنظمة الدفاع الجوي من الحقبة السوفييتية، مثل صواريخ إس-300 وبوك المضادة للطائرات، والأسلحة الغربية مثل صواريخ باتريوت الأميركية الصنع والمدافع المضادة للطائرات من طراز جيبارد الألمانية الصنع.
ومع ذلك، بعد عامين من الهجمات الصاروخية الروسية المتواصلة وهجمات الطائرات الروسية بدون طيار، بدأت أوكرانيا تفتقر إلى الصواريخ المضادة للطائرات وقذائف المدفعية.
منظومة إس-400 في قاعدة عسكرية في كالينينجراد (صورة: رويترز).
تعمل الولايات المتحدة والدول الأوروبية على زيادة الإنتاج الدفاعي لتزويد أوكرانيا. ولكن مع تباطؤ نمو الإنتاج، فقد اضطرت روسيا إلى الاعتماد على المخزونات المحلية لدعم كييف، في حين تبحث في أنحاء العالم عن الصواريخ والذخيرة المتوافقة مع المعدات التي تعود إلى الحقبة السوفييتية في أوكرانيا.
ولتلبية احتياجات أوكرانيا استناداً إلى ما كان متاحاً، لجأت الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى حل سريع: "فرانكن سام"، الذي يجمع بين الصواريخ المصنوعة في الغرب والقاذفات والرادارات المصممة في الاتحاد السوفييتي. تملك الولايات المتحدة عددا كبيرا من صواريخ AIM-7 وAIM-9M، فضلا عن النسخة البحرية RIM-7، التي قدمتها لأوكرانيا للدفاع الجوي.
وبحسب مايكل كوفمان، الخبير في الشؤون العسكرية الروسية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، فإن روسيا وحدها لا تزال تبني الصواريخ لأنظمة الدفاع الجوي التي صممها السوفييت والتي تستخدمها أوكرانيا، في حين تواجه كييف والدول الغربية الآن "مشكلة هيكلية أساسية" بعد عامين من "شراء كل صاروخ متاح في العالم" لتجهيز أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها.
وقال كوفمان إن نظام "فرانكن سام" قد يكون الحل لمشكلة نقص الذخيرة في أوكرانيا.
يبدو أن مشروع فرانكن سام قد أسفر عن أنظمة يمكننا تسليمها. قد لا نتمكن من إنتاج كميات كبيرة شهريًا، لكنه سيسمح لنا بتسليم نسخة معدلة من صاروخ بوك الأوكراني أو أي نظام آخر لإطلاق صواريخنا، كما أضاف كوفمان.
تشكل الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية تهديدًا مستمرًا للجيش والمدنيين في أوكرانيا، لكن روسيا تعاني أيضًا من مشاكل في الدفاع الجوي.
منذ بداية الحرب، استخدمت أوكرانيا طائرات عسكرية بدون طيار محلية وأجنبية، بالإضافة إلى طائرات تجارية بدون طيار معدلة لحمل الذخيرة. استخدمت القوات الأوكرانية طائرات بدون طيار كبيرة مسلحة بالصواريخ وطائرات رباعية المراوح صغيرة لمهاجمة أهداف كبيرة مثل الدبابات الروسية، فضلاً عن طائرات بدون طيار صغيرة رخيصة الثمن من منظور الشخص الأول لاستهداف الجنود الروس بشكل فردي.
كما نفذت طائرات بدون طيار أوكرانية ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية، حيث هاجمت قواعد ومدن رئيسية، بما في ذلك العاصمة موسكو. ورغم أن هذه الهجمات تسببت في أضرار طفيفة، فإنها أثارت حذر روسيا أيضاً.
ويبدو أن التهديد الأكبر يتمثل في الأسلحة بعيدة المدى التي تمتلكها أوكرانيا، مثل صواريخ ATACMS وHIMARS المصنوعة في الولايات المتحدة، وصواريخ الكروز Storm Shadow المصنوعة في بريطانيا. وكانت هذه الأسلحة مسؤولة عن هجمات مدمرة على القواعد الروسية ومستودعات الإمدادات والبنية الأساسية، مثل الجسور التي تسمح للإمدادات بالوصول إلى القوات الروسية المتمركزة في شبه جزيرة القرم.
تتمتع روسيا بترسانة دفاع جوي واسعة النطاق، بفضلها تتمكن روسيا من الحفاظ على التغطية على المدن والحدود والأراضي ذات القيمة الاستراتيجية مثل كالينينجراد وبحر البلطيق. وقد تم نشر هذه الأسلحة، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي الأكثر تطوراً، إس-400، في أوكرانيا أيضاً.
وفي الأشهر الأخيرة، أفادت التقارير أن عدة بطاريات من طراز S-400 دمرت في هجمات أوكرانية. وأشار تحليل أجرته وزارة الدفاع البريطانية في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن موسكو "من المرجح للغاية" أن تنقل أسلحة دفاع جوي إضافية إلى أوكرانيا، مما يشير إلى أن الحرب "تستمر في إجهاد الجيش الروسي وتقويض قدرته على الحفاظ على الدفاع الأساسي عبر منطقة واسعة".
وتشير معلومات تتبع الرحلات الجوية العامة من منظمة الأبحاث مفتوحة المصدر بيلينجكات إلى أن الخطوة الروسية تم تنفيذها في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، عندما نقلت طائرات شحن عسكرية بطاريات إس-400 من كالينينجراد فيما وصفته وزارة الدفاع هذا الأسبوع بأنه "عملية نقل جوي روسية خاصة".
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)