قبل أيام قليلة من فرض الإدارة الأميركية الجديدة رسميا تعريفة جمركية لحماية التجارة بنسبة 25% على سلع الاتحاد الأوروبي المصدرة إلى السوق الأميركية، توجه السيد ماروس سيفكوفيتش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، إلى واشنطن للقاء وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك. ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها المحاولة الأخيرة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لمنع جولة جديدة من الصراع التجاري بين الجانبين.
إن الصراع التجاري هو لعبة لا يمكن لأي طرف فيها أن يخسر إلا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ولا يمكن لأي طرف أن يفوز فيها.
وعلى غرار كندا والمكسيك والصين ــ وهي جميعها شركاء تجاريون رئيسيون للولايات المتحدة واستهدفتها الإدارة الأميركية الجديدة برسوم حمائية ــ استجاب الاتحاد الأوروبي بنوع من "الاستراتيجية المزدوجة" التي تنطوي على الرد حرفيا ومجازيا على الولايات المتحدة بمعنى "العين بالعين" وفي الوقت نفسه التفاوض بشكل استباقي مع الولايات المتحدة للتوصل إلى نوع من الاتفاق السياسي والتجاري الذي يمكن أن يساعد في منع اندلاع الصراع التجاري بين الجانبين.
وتعتبر مثل هذه المفاوضات الفرصة الأخيرة لكلا الجانبين لمنع الصراعات التجارية، كما أن السعي بشكل استباقي إلى الحوار مع الولايات المتحدة بشأن هذه القضية إلى حد ما يعد أيضًا لفتة حسن نية من الاتحاد الأوروبي. إن الاتحاد الأوروبي عبارة عن تحالف يضم 27 دولة أوروبية، وليس دولة واحدة مثل كندا أو المكسيك أو الصين. يتصرف الاتحاد الأوروبي نيابة عن جميع أعضائه عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الخارجية. ولذلك، ليس أمام الاتحاد الأوروبي خيار آخر سوى الرد بشكل متساوٍ على الولايات المتحدة عندما تفرض من جانب واحد رسوماً جمركية لحماية التجارة.
إن الصراع التجاري هو لعبة لا يمكن لأي طرف فيها أن يخسر إلا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ولا يمكن لأي طرف أن يفوز فيها. ولذلك، فمن الأفضل للاتحاد الأوروبي أن يتجنب الضرر بدلاً من أن يتضرر مع الولايات المتحدة. ومن الممكن أن تؤدي مثل هذه الجهود إلى تجنب الصراع التجاري مع الولايات المتحدة. وحتى لو فشل الاتحاد الأوروبي، فإنه لا يزال قادرا على الهروب من الصعوبات والمعضلات الداخلية، وفي الوقت نفسه يستطيع عزل الولايات المتحدة في العالم والحصول على دعم العالم في هذه القضية.
[إعلان 2]
المصدر: https://thanhnien.vn/no-luc-cuu-van-cuoi-cung-185250326210556266.htm
تعليق (0)