وقالت السيدة دييم إنها منذ أن كانت في المدرسة الثانوية، عندما كانت لا تزال في المدرسة، كانت مفتونة بالكيمياء، وهو الموضوع الذي، وفقا للبالغين من حولها، سيكون "ركيزة" القرن الحادي والعشرين.
وهي لا تعلم متى وقعت في حب الأرقام وردود الأفعال وقوانين الطبيعة. وباختيارها قسم الكيمياء في جامعة هانوي، أصبحت واحدة من بين 10 طالبات نادرات في فصل يضم ما يقرب من 100 شخص.
هنا، كل ساعة دراسية وكل محاضرة هي "الطوب" الذي يبني أساسًا معرفيًا متينًا، والذي يصبح فيما بعد الأساس العلمي لجميع أعمال البحث الخاصة بالسيدة فو ثي دييم. ومنذ تلك السنوات أيضًا، عندما كان كل يوم بمثابة رحلة لاكتشاف عجائب الكيمياء، عززت السيدة ديام في نفسها روح الدراسة الذاتية والعطش المستمر للمعرفة.
بعد تخرجها من الجامعة في عام 1966، عندما كانت تبلغ من العمر 21 عامًا فقط، تم تعيينها لتدريس الكيمياء في المدرسة الثانوية الميكانيكية الثانية (فينه فوك). كان ذلك في الوقت الذي كانت فيه البلاد لا تزال غارقة في الحرب، وكان التدريس رحلة صعبة. إن صورة نفسها وهي ترتدي قبعة من القش، وتحمل حقيبة، وتستيقظ في الخامسة صباحاً للذهاب إلى العمل، بينما كانت القنابل لا تزال تتساقط في الخارج، محفورة بعمق في ذاكرتها.
خلال 7 سنوات من التدريس، لم تنقل المعرفة للطلاب فحسب، بل تعلمت أيضًا بشكل استباقي وتراكمت الخبرة من الممارسة. وفي وقت فراغها بعد انتهاء الدروس، تقضي السيدة دييم وقتها في المكتبة، حيث تقرأ وتترجم الوثائق الروسية بشغف، ليس فقط لتحسين مؤهلاتها المهنية، ولكن أيضًا لإثراء مهاراتها في اللغة الأجنبية.
وأكدت السيدة دييم أن اللغات الأجنبية تعد أدوات قوية للبحث العلمي. إن إتقانها لأربع لغات أجنبية: الفرنسية والروسية والصينية والإنجليزية، مكنها من إجراء الأبحاث بشكل استباقي، وترجمة الوثائق الأجنبية، وإجراء التجارب بطريقة علمية ومنهجية.
العالمة فو ثي دييم (الثانية من اليسار) وزملاؤها من قسم التكنولوجيا (معهد البحوث الميكانيكية). الصورة: تم توفير الشخصية
ورغم عودتها للتدريس بعد إنهاء دراستها، إلا أن المعرفة الجديدة وأساليب البحث الحديثة بدأت تشكل نقطة تحول في مسيرتها المهنية. في عام 1974، انتقلت للعمل في معهد تصميم الآلات الصناعية، التابع لوزارة الميكانيكا والمعادن (الآن معهد البحوث الميكانيكية، وزارة الصناعة والتجارة). وبعد أن تركت منصة المحاضرات، اتجهت نحو البحث، فاختارت مجال طلاء المعادن الشاق، والذي يعتبر في كثير من الأحيان "مجالاً" للرجال.
في تلك الفترة، وفي خضم صعوبات فترة الدعم، كانت الدراجات الهوائية تشكل وسيلة أساسية للنقل وأصولاً ثمينة للعمال. ومن ثم، يتزايد الطلب على الطلاء الزخرفي وحماية أجزاء الدراجات وكذلك الأجزاء الميكانيكية. "الطلاء" هو تقنية طلاء لمعالجة الأسطح المعدنية، مع العديد من الأغراض مثل مقاومة الصدأ ومقاومة التآكل بسبب الاحتكاك. بعد جهود دؤوبة في المختبر، نجحت في البحث في تكنولوجيا طلاء سبائك النحاس والقصدير، وطلاء الكروم، وطلاء الزنك اللامع، وتطبيقها على تفاصيل دراجة فينيكس.
تتذكر السيدة دييم: "ذهبت إلى المصانع، واستعرت عينات فارغة مثل المقاود، والفخذين، والأقراص لاختبار الطلاء، وكان المصنع بأكمله منبهرًا بلمعان المنتجات". وتتطلب عملية الطلاء أيضًا كمية كبيرة من المياه، لذا قامت هي وزملاؤها بنقل المياه من البئر وملء الخزانات لإجراء اختبار الطلاء. وتكون النتيجة عبارة عن طلاء لامع يشبه المرآة ومقاوم للتآكل بدرجة كبيرة. وقد تم نقل تقنية الطلاء هذه بعد ذلك إلى المصانع لتطبيقها، مما ساهم في تحسين جودة المنتجات للعديد من المؤسسات.
العلامة الأبرز في مسيرة السيدة فو ثي ديم المهنية هي مشروع طلاء الأعمدة الكهربائية لخط الطاقة 500 كيلو فولت من الشمال إلى الجنوب، وهو رمز للصناعة الحديثة والسلامة الكهربائية في البلاد. في عام 1992، عندما تم إطلاق المشروع، كانت المشكلة تكمن في عدم قدرة صناعة الكهرباء المحلية على إنتاج أعمدة كهربائية مقاومة للصدأ بكميات كبيرة، مما دفع تكاليف الاستيراد إلى مستويات هائلة. وقد أوكل إليها معهد تصميم الآلات الصناعية - حيث تعمل السيدة دييم - مسؤولية البحث في تقنية الطلاء الكهربائي المضاد للصدأ للأعمدة الكهربائية، وهي مهمة ذات أهمية وطنية.
بفضل هذه المسؤولية، قامت السيدة دييم بإجراء أبحاث مجتهدة حول تقنية الجلفنة الساخنة. قامت بتصنيع عينات الألواح بنفسها وأجرت الاختبارات مع العمال في المصنع. بعد ما يقرب من شهر من العمل الجاد، ومع مئات الاختبارات، ولدت عينات الجلفنة بالغمس الساخن التي تلبي معايير الجودة، تلا ذلك سلسلة من خزانات الجلفنة التي تم بناؤها ووضعها في الإنتاج الضخم. في وقت قصير، تم تركيب آلاف الأعمدة الكهربائية المجلفنة المصنوعة في فيتنام، مما ساهم في تسريع تقدم مشروع خط النقل 500 كيلو فولت من الشمال إلى الجنوب.
وبفضل إسهاماتها الكبيرة في مجال تكنولوجيا الطلاء، تم تكريم المهندسة فو تي دييم في عام 1998 بالحصول على جائزة كوفاليفسكايا، وهي جائزة نبيلة تُمنح للعالمات المتميزات. وهي تعتبر خبيرة رائدة في مجال الطلاء، حيث شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية؛ وفي الوقت نفسه، تم إرساله إلى الاتحاد السوفييتي لتعلم التكنولوجيا المتقدمة لخدمة الأبحاث المحلية. كرست السيدة دييم نفسها لعلم التكنولوجيا حتى تقاعدها في عام 2000، عندما كانت تبلغ من العمر 55 عامًا فقط.
جائزة كوفاليفسكايا لعام 1998 هي مكافأة جديرة بمساهمات العالمة فو ثي دييم في مجال الطلاء العلمي. الصورة: تم توفير الشخصية
على الرغم من أنها تبلغ من العمر 80 عاماً، ورغم أن صحتها لم تعد جيدة كما كانت من قبل، بعد أن خضعت لجراحة استبدال المفصل ومعاناتها من آلام العظام عند تغير الطقس، إلا أن السيدة دييم لا تزال متفائلة وتعتقد أن هذا "دليل" على سنوات شبابها، التي كرست نفسها بلا كلل للعلم.
إنها لا تعتبر نفسها شخصًا عظيمًا، بل مجرد شخص يحب العلم ويحب العمل ويشعر دائمًا بالامتنان للثروات الصغيرة في الحياة. لقد انقطع حديثي مع السيدة دييم عدة مرات بسبب مكالمات من الأصدقاء. وعلى الرغم من أنها تبلغ من العمر 80 عامًا، إلا أن السيدة دييم لا تزال تشارك بنشاط في أنشطة الحي وتعمل كرئيسة للجنة الاتصال في مجموعات الفصل. ويصبح التعلق بالجماعة بمثابة "القطع" التي تشكل الصورة الغنية والكاملة لحياتها.
في وسط شارع "تووك باك" الصاخب، حيث تعج الحياة بجميع أنواع الأصوات، تبدو قصة السيدة دييم مثل أغنية دافئة وبسيطة ولكنها ذات مغزى: "كل عصر له تحدياته الخاصة، ولكن إذا عرفنا كيف نبذل الجهد، ونكون واثقين ولا نخاف من المحاولة، فلن يكون هناك شيء مستحيل".
تعليق (0)