عندما وصلا إلى أرض جديدة، لم يكن والداي يملكان الكثير من المال، فقط أيديهما المجتهدة وتصميمهما على بناء حياة جديدة. في تلك الأيام، كانت كل وجبة تقريبًا تحتوي على صلصة السمك والمخللات والباذنجان.
خلال موسم الجفاف، كانت والدتي تعرض سلال البطيخ والباذنجان والبابايا في الفناء الخلفي، ثم تغسلها وتصفيها وتقطعها إلى قطع بحجم اللقمة. عندما انتهت، وضعتها أمي في سلة ورجتها حتى تصفى. قالت أمي أنه بغض النظر عن المكونات التي تقوم بإعدادها، فكلما قمت بإعدادها بعناية أكبر، كلما استمرت لفترة أطول عند خلطها مع صلصة السمك. وبعد أن قالت ذلك، قامت الأم بنشر الخضروات المصفاة بشكل متساوي في سلة من الخيزران لتجف في الشمس.
يتم تجفيف الخيار حتى يذبل قليلاً، حتى يتمكن من امتصاص نكهة صلصة السمك بسهولة. يتم تغطية مرطبانات الخضار المخللة بشكل محكم ويتم تناولها تدريجيا لمدة خمسة إلى سبعة أيام. في كل مرة ينفد المخزون، تقوم والدتي بإعداد دفعة جديدة.
لا أزال أتذكر صورة دراجة والديّ التي كانت تتدلى منها جرتان من صلصة السمك في كل مرة كانا يذهبان فيها إلى الحقول. على الطريق الترابي الأحمر، اختلط ضحك الأجداد بصوت ريح المرتفعات.
خلال الأشهر الممطرة، يتم تغطية المناظر الطبيعية المحيطة بالمنزل باللون الرمادي البارد. تسرب البرد عبر جدران الكوخ، إلى المطبخ، مما تسبب في سقوط العديد من ثمار شجرة البابايا في الفناء الخلفي. قامت أمي بقطف البابايا وإعدادها كالمعتاد.
قمت على عجل بإزالة بذور البطيخ، وتقشير الثوم، وسحق الفلفل الحار، أو إخراج جرة السكر وبرطمان صلصة السمك التي كانت جاهزة. هطلت الأمطار بغزارة طوال اليوم، وكانت الحقول موحلة، وتوقف العمل في الحقول.
في تلك الأيام الباردة، تصبح مخللات أمي وصلصة السمك أكثر قيمة. إنه الطبق الذي يساعد عائلتي على مواجهة أيام المطر الغزير. إن طبقًا واحدًا من الأرز الساخن مع صلصة السمك والخيار المخلل والباذنجان يكفي لتدفئة قلبك.
في كل مرة تقوم فيها بإعداد صلصة السمك، تخبرني والدتي عن مسقط رأسها كوانج نام، حيث يعيش أجدادي. الهدايا التي أحضرها من مدينتي مثل علبة صلصة السمك أو علبة البطيخ أو علبة الشعير كلها ثمينة للغاية بالنسبة لوالدي.
لم يكن هناك الكثير من المركبات في ذلك الوقت، لذا فإن السفر بين المرتفعات الوسطى وكوانج نام لم يكن سهلاً. في كل مرة نتلقى هدايا من المنزل، تكون العائلة بأكملها سعيدة ومتأثرة. تساعد الأطباق المحلية الأطفال الذين يعيشون بعيدًا عن وطنهم على تخفيف حنينهم إلى وطنهم.
مر الوقت وحان الوقت بالنسبة لي لمغادرة منزلي الصغير في المرتفعات الوسطى لملاحقة أحلامي. في كل مرة أعود فيها إلى المنزل وأشم رائحة صلصة السمك والمخللات، أشعر بمشاعر لا يمكن وصفها. إنه ليس مجرد طعام، بل ذكريات. لقد جعلوني أشعر بالامتنان للأوقات الصعبة، وعلموني كيفية الادخار وتقدير ما لدي.
عندما أنظر إلى والدتي وهي تصنع صلصة السمك، أرى صورة من الماضي. لا تزال ذكريات مواسم الشمس الحارة، والأمطار المستمرة، والآباء المجتهدين، وأواني الخضار المخللة المعلقة على الدراجة القديمة سليمة.
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://baoquangnam.vn/mam-dua-ca-man-ma-tinh-me-3146396.html
تعليق (0)