تعكس زيارة رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم للصين الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية الشاملة، وخاصة في الاقتصاد والتجارة.
رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ ونظيره الماليزي أنور إبراهيم في شنغهاي، 5 نوفمبر/تشرين الثاني. (المصدر: وكالة أنباء شينخوا). |
خلال زيارته العملية للصين في الفترة من 4 إلى 7 نوفمبر، التقى رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم برئيس وزراء الدولة المضيفة لي تشيانغ وحضر معرض الصين الدولي السابع للواردات في شنغهاي.
الاقتصاد هو بداية القصة
وهذه هي الزيارة الثالثة للزعيم الماليزي للصين خلال العامين اللذين قضاهما في السلطة، حيث كانت الزيارتان السابقتان في مارس/آذار وسبتمبر/أيلول من العام الماضي.
ومن الجدير بالذكر أنه قبل شهرين فقط، قام الملك الماليزي السلطان إبراهيم بزيارة بكين للقاء الرئيس شي جين بينج. ولا تأتي هذه الزيارات للاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين (1974-2024) فحسب، بل تعكس أيضاً الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية من الجانبين، على الرغم من الخلافات حول القضايا.
البحر الشرقي ومؤخرا، في 17 أكتوبر/تشرين الأول، أبلغ رئيس الوزراء أنور إبراهيم البرلمان الماليزي أن مجموعة الطاقة الماليزية بتروناس ستواصل التنقيب عن النفط والغاز في المياه الخاضعة للسيادة الوطنية؛ لا يهدف هذا إلى الاستفزاز أو العداء تجاه أي بلد.
وعلق السيد جي هونغ ليانغ، نائب مدير مدرسة دراسات الآسيان بجامعة قوانغشي للقوميات، بأن الأولوية في أجندة رئيس الوزراء الماليزي هذه المرة هي التعاون الاقتصادي والاستثمار. ويبدو هذا التقييم مبررا إذا نظرنا إلى تشكيلة الوفد وجدول أعماله ومحتوى المناقشات مع السيد أنور إبراهيم. ورافقه في الزيارة عدد من المسؤولين الرئيسيين في القطاعين الدبلوماسي والاقتصادي، بما في ذلك وزير الخارجية محمد حسن، ووزير التخطيط والتجارة والصناعة تنكو ظفرول عبد العزيز، ووزير القوى العاملة ستيفن سيم تشي كيونج.
وبالإضافة إلى ذلك، بالإضافة إلى الاجتماع مع الزعيم المضيف، حضر رئيس الوزراء الماليزي وألقى خطابًا مهمًا في معرض الصين الدولي للاستيراد، حيث شاركت 68 شركة محلية في المعرض. وأكد أن ماليزيا تدعم مبادرة الرئيس شي جين بينج "مجتمع المستقبل المشترك"، مؤكدا أن هذه الرؤية هي التي دفعت ماليزيا إلى أن تصبح جزءا من مجموعة البريكس للاقتصادات الناشئة.
ومن المفهوم أن تسعى كوالالمبور إلى التعاون الاقتصادي مع بكين، حيث كانت الصين أكبر شريك تجاري لماليزيا على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية. في عام 2023، بلغ حجم التجارة الثنائية 95.47 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل 17.1% من حجم التجارة العالمية لماليزيا.
إزالة الانسداد
وقد تحققت هذه الرغبة من جانب رئيس الوزراء الماليزي خلال اجتماعه مع نظيره المضيف في شنغهاي. وأكد هنا على العلاقة القوية مع الصين، وأكد أن كوالالمبور مستعدة للتعاون بشكل عميق مع بكين في تنفيذ المشاريع في إطار الحزام والطريق، وتعزيز التجارة، وخاصة المنتجات الزراعية والحلال. وأوضح أن ماليزيا مستعدة للتعلم من الصين كيفية القضاء على الفقر وتحسين حياة الناس وتعزيز التنمية المستدامة.
وعلى الصعيد الدولي، يدعم رئيس الوزراء الماليزي انضمام الصين إلى اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ. وفي الوقت نفسه، وباعتبارها رئيسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في العام المقبل، ستعمل كوالالمبور على التنسيق مع بكين لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي تعليقه على أن العلاقات الثنائية "دخلت مرحلة جديدة"، أكد رئيس وزراء الدولة المضيفة لي تشيانغ أن الصين مستعدة للتعاون مع ماليزيا لتحقيق التزامات كبار قادة البلدين.
وأكد رئيس مجلس الدولة الصيني أن بكين تدعم المصالح الأساسية والمخاوف الكبرى لكوالالمبور، واقترح أن يتعاون البلدان في توجيه استراتيجيات التنمية، وتقاسم تجربة الحوكمة، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إن التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى سيكون مفتاحا لتعزيز التحديث في كل من الصين وماليزيا.
وعلى وجه الخصوص، دعا الزعيم الصيني ماليزيا إلى تسريع المشاريع الرائدة مثل خط السكك الحديدية على الساحل الشرقي ومشروع "المتنزهين الصناعيين في بلدين" بين ماليزيا والصين، وتوسيع التعاون في المجالات الناشئة. كان مشروع خط أنابيب شرق البحر الأحمر بمثابة "عنق زجاجة" في عام 2018، عندما علق رئيس الوزراء الماليزي آنذاك محمد مهاتير المشروع، ولم يُستأنف إلا في منتصف عام 2019 بعد أن أعادت الأطراف التفاوض على تكاليف البناء.
وفيما يتعلق بالقضايا الدولية، أكد رئيس الوزراء لي تشيانغ أنه سيدعم ماليزيا لتولي منصب رئيس رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) العام المقبل. وستعمل بكين مع كوالالمبور على تعزيز آليات التعاون الإقليمي لتعزيز التكامل الاقتصادي والتنمية السلمية في آسيا. وشهد الزعيمان حفل التوقيع وتبادلا المحاضر المتعلقة بمشروع الحزام والطريق والمجموعات الإعلامية في البلدين.
وأكد رئيس الوزراء أنور إبراهيم: "هناك بعض القضايا بيننا، لكنها لا تؤثر على العلاقات الثنائية، ولا تؤثر على العلاقات التجارية والصداقة الوثيقة مع الدول المجاورة". وتشكل زيارته الأخيرة للصين دليلا واضحا على هذا القول.
[إعلان 2]
المصدر: https://baoquocte.vn/malaysia-trung-quoc-that-chat-tinh-than-292871.html
تعليق (0)