لقد اتخذت المفوضية الأوروبية للتو خطوة مهمة نحو تسريع العمل المناخي من خلال إطلاق مركز عاصمة المدن المناخية، بمشاركة 112 مدينة. الهدف هو تحقيق انبعاثات صفرية صافية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2050.
مركز مالي جديد
ولتحويل هذه الرؤية إلى واقع، ستحتاج المدن المشاركة في مبادرة "100 مدينة ذكية ومحايدة مناخيا" إلى استثمار إجمالي قدره 650 مليار يورو. وسيتم استخدام الأموال في مشاريع تجديد المباني الموفرة للطاقة، وتطوير البنية التحتية المقاومة للتغيرات المناخية، وتطوير النقل الأخضر.
تم اختيار المدن المذكورة أعلاه من إجمالي 377 مدينة سجلت للمشاركة في المبادرة، بما في ذلك 100 مدينة في الاتحاد الأوروبي و12 مدينة في البلدان الشريكة. وتتعاون هذه المدن بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي ومؤسسة الاستشارات غير الربحية بنك بلا حدود (BwB) لتطوير وتنفيذ خطط عمل مناخية محددة.
تلعب المفوضية الأوروبية دورًا رئيسيًا في تقييم خطط المدن والموافقة عليها، وتوفر الدعم المالي والفني من خلال مركز عاصمة المدن المناخية. يشجع المركز التعاون بين المدن، ويعزز الشبكات حيث يمكن مشاركة الأساليب الناجحة وتكرارها. ومن خلال التعلم من بعضنا البعض، يمكن للمدن تسريع التحول إلى انبعاثات صفرية صافية.
وبالإضافة إلى ذلك، سيعمل المركز على تعبئة رأس المال الخاص من خلال الضمانات الحكومية وتسهيل عملية الاقتراض للمشاريع الصغيرة. يهدف المركز إلى الاستفادة من ضمانات الحكومة الوطنية لجذب التمويل الخاص ومجموعات المشاريع الصغيرة التي غالبا ما تواجه صعوبة في الوصول إلى التمويل الفردي. يمكن أن يتخذ التمويل العام والخاص أشكالاً عديدة، بما في ذلك إنشاء صناديق استثمار محلية أو إصدار سندات لتمويل مشاريع معينة.
إدراكًا منه أن العمل المناخي لا يقتصر على مجرد الحد من انبعاثات الكربون، يتبنى المركز نهجًا شموليًا يأخذ في الاعتبار العدالة الاجتماعية والمرونة الاقتصادية ونوعية حياة سكان المناطق الحضرية. ومن خلال معالجة جوانب متعددة للاستدامة، يهدف المركز إلى إنشاء مدن مزدهرة ومرنة تعطي الأولوية لرفاهية مواطنيها.
خطوة جريئة
في إطار دوره كبنك للمناخ في أوروبا، سيعمل بنك الاستثمار الأوروبي بشكل وثيق مع مركز العاصمة لتقديم المشورة المالية والفنية للمدن. حتى الآن، وافق بنك الاستثمار الأوروبي على خطط المناخ لـ33 مدينة، بما في ذلك ليون وإشبيلية ومالمو ولشبونة وفلورنسا. ويخصص بنك الاستثمار الأوروبي حاليا أكثر من 25% من قروضه لمشاريع في المدن، وهو ملتزم بمواصلة دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الحياد المناخي.
وقالت أليسون لوب، الرئيسة التنفيذية لـ "بي دبليو بي": "تاريخياً، لم تكن المدن شريكة مهمة للقطاع الخاص، ولكن التقدم قد يكون أسرع كثيراً إذا كانت رأس المال الخاص أكثر مشاركة".
ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، تساهم المدن بما يصل إلى 70% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وبالتالي تلعب دورا رئيسيا في معالجة تحدي تغير المناخ. يؤثر تغير المناخ بشدة على سكان المدن، حيث يقع ما يقرب من نصف المدارس والمستشفيات في أوروبا في "جزر حرارية" حضرية. وهذه هي المناطق التي تتركز فيها المباني والطرق بكثافة عالية، مما يمتص الحرارة وتكون درجات الحرارة فيها أعلى بكثير من المناطق الخضراء، مما يزيد من خطر الوفاة بضربة الشمس للسكان.
في أبريل 2022، تم ربط هذه المدن الـ 112 ببرنامج البحث والابتكار Horizon Europe التابع للاتحاد الأوروبي وتم اختيارها للمشاركة في مهمة مدن المناخ. وتجرب هذه المدن مناهج مبتكرة متعددة القطاعات، بما في ذلك إشراك المواطنين، وإدارة أصحاب المصلحة، والحوكمة الداخلية... وهذا الالتزام الجريء من شأنه أن يساعد 112 مدينة على أن تصبح المدينة مركزاً للتجريب والابتكار، وهو ما قد تحذو حذوه مدن أوروبية أخرى بحلول عام 2050.
وبحسب شركة Euractive، فإن أهداف انبعاثات المدن الصافية الصفرية بحلول عام 2030 أكثر طموحا من أهداف معظم الحكومات في دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين والمملكة المتحدة، والتي حددت جميعها موعدا نهائيا في عام 2050.
ورغم أن هذه الرؤية تواجه العديد من التحديات، فإنها تمثل خطوة جريئة وضرورية نحو مستقبل مستدام، كما يقول المراقبون. ومن خلال تمكين المدن من اتخاذ إجراءات حاسمة بشأن المناخ، تساهم المبادرة في الجهود العالمية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وإنشاء مراكز حضرية مزدهرة ومرنة.
HAPPY CHI (توليف)
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://www.sggp.org.vn/hon-100-thanh-pho-tien-phong-giam-phat-thai-rong-post747146.html
تعليق (0)