رحب الأمين العام نجوين فو ترونج بالأمين العام ورئيس الصين شي جين بينج خلال زيارته في عام 2015 (الصورة: تيان توان).
استمرار تقليد الاتصال رفيع المستوى
زار الأمين العام والرئيس شي جين بينج فيتنام عندما وصلت الدولتان إلى معلم مهم في تاريخ العلاقات الثنائية: الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام والصين (2008-2023). وقال البروفيسور فونغ إنه من المتوقع أن يناقش الجانبان خلال هذه الزيارة بشكل رئيسي الاتجاهات الاستراتيجية الجديدة لتعزيز العلاقات الفيتنامية الصينية. وقال السيد فونغ "في ظل الوضع الدولي والجيوسياسي الجديد، فإن تعزيز التوجه الاستراتيجي الجديد في العلاقات الصينية الفيتنامية يرتبط بالتنمية المتوسطة والطويلة الأجل للعلاقات الثنائية". وتعتبر زيارة السيد تاب استمرارًا لتقليد الزيارات والاتصالات رفيعة المستوى في تاريخ العلاقات الفيتنامية الصينية الممتد منذ ما يقرب من 75 عامًا. وقد ساهمت هذه الاتصالات في الاتجاه التصاعدي العام للعلاقات الثنائية. صرح البروفيسور ترا داو هوينه، من كلية الدراسات الدولية بمعهد التعاون بين بلدان الجنوب بجامعة بكين، لمراسل صحيفة دان تري : "فيتنام والصين جارتان لا تنفصلان، تربطهما علاقات اقتصادية واجتماعية وثقافية واسعة. ويستفيد مجتمعا وشعبا البلدين من العلاقات الدبلوماسية المستقرة بينهما". ويعتقد البروفيسور ترا أن الزيارات المنتظمة بين القادة الفيتناميين والصينيين لا تؤكد فقط التبادلات بين المجتمعات والشعبين في البلدين، بل توفر أيضًا ضمانات سياسية للبلدين لمواصلة التفاعلات الوثيقة. على الرغم من استمرار بعض الخلافات بين فيتنام والصين، فقد أكدت الدولتان أنهما ستتعاملان معها بشكل سليم على أساس "التفاهم والاحترام المتبادلين، والحفاظ على الوضع الراهن للعلاقات الفيتنامية الصينية"، وفقًا للبيان المشترك لعام ٢٠٢٢. وعلق البروفيسور ترا قائلاً: "في السنوات الأخيرة، وجدت الحكومتان الفيتنامية والصينية سبلًا للتفاهم المتبادل انطلاقًا من شعار "البحث عن أرضية مشتركة والحفاظ على الاختلافات". "إن التعاون من أجل السلام والاستقرار والتنمية في تلك المنطقة يشكل نموذجاً يمكن للدول الأخرى أن تحتذي به".زار رئيس الوزراء فام مينه تشينه منطقة شيونغان الجديدة في مقاطعة خبي، الصين، في يونيو/حزيران. وتلعب زيارات كبار قادة البلدين دورًا هامًا في العلاقات الفيتنامية الصينية (الصورة: دوآن باك).
فرص تعزيز التعاون الاقتصادي
ومن بين الأرقام التي توضح الارتباط القوي بين فيتنام والصين الأرقام الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وذكرت وكالة أنباء فيتنام أن الصين كانت أكبر شريك تجاري لفيتنام لسنوات عديدة متتالية، في حين تعد فيتنام أكبر شريك للصين في كتلة الآسيان. وفي الأشهر الـ11 الأولى من العام، بلغ حجم الواردات والصادرات بين فيتنام والصين 155.58 مليار دولار أمريكي، أي ما يقرب من 8 أضعاف حجمها قبل أكثر من 10 سنوات، وفقا للصحيفة الحكومية . وأشار البروفيسور وانج إلى أن الاقتصادين الصيني والفيتنامي متكاملان إلى حد كبير وأن التعاون الاقتصادي بين البلدين يتمتع بإمكانات كبيرة. على سبيل المثال، أصبحت صناعات التجهيز والتصنيع في فيتنام، وخاصة الإلكترونيات والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والمنسوجات والآلات والمعدات وغيرها من الصناعات، نقاط جذب استثمارية للشركات الصينية. وقال السيد فونج "تتمتع الصين بمزايا في رأس المال والتكنولوجيا والأسواق، في حين تعد فيتنام سوقاً ناشئة سريعة النمو تتمتع بمزايا في تكاليف العمالة". في السنوات الأخيرة، طرحت فيتنام سلسلة من استراتيجيات وسياسات التنمية الوطنية متوسطة وطويلة الأجل، مثل الخطة الوطنية الشاملة للفترة 2021-2030، وبرنامج التحول الرقمي الوطني، والاستراتيجية الوطنية للنمو الأخضر، وغيرها. وعلق البروفيسور فونغ قائلاً: "لقد خلق هذا مجالًا واسعًا للتعاون بين الصين وفيتنام على العديد من المستويات، وفي جميع الجوانب وفي العديد من المجالات".بوابة هوو نغيه الحدودية الدولية هي نقطة الاتصال للطريق السريع ناننينغ - هانوي، وهو جسر مهم في تطوير العلاقات الاقتصادية بين فيتنام والصين (الصورة: هاي نام - نجوين نام).
أبدت العديد من الشركات الصينية الكبرى اهتمامًا متزايدًا بفيتنام، مثل شركة Xiaomi التي بدأت في إنتاج الهواتف الذكية في ثاي نجوين، أو مجموعة BYD التي ترغب في إنتاج المركبات الكهربائية، وما إلى ذلك. كما أن تعزيز روابط البنية التحتية للنقل بين البلدين هو أيضًا موضوع تم ذكره بشكل متكرر في المناقشات الأخيرة بين المسؤولين وقادة البلدين، وخاصة السكك الحديدية. ويرى البروفيسور ترا أيضًا أن هذا هو التوجه التنموي الصحيح لأن أهمية العوامل الجيواقتصادية في التبادلات الدولية أصبحت أكثر بروزًا في سياق السياسة الدولية المعقدة بشكل متزايد. وقال البروفيسور ترا "إن بناء الروابط في مجالات النقل (بما في ذلك السكك الحديدية عبر الحدود)، والطاقة، والصناعات التحويلية... وخاصة بين المقاطعات الشمالية في فيتنام وجنوب الصين، من شأنه أن يحقق فوائد مباشرة في سياق القدرة التنافسية لهاتين المنطقتين في الاقتصاد العالمي والتي تعد محدودة نسبيا". في الوقت الحالي، لا تتوافق أنظمة السكك الحديدية بين البلدين، وبالتالي فإن القطارات التي تصل إلى الحدود ستحتاج إلى بعض الوقت لتفريغ حمولتها. ومن ثم فإن تعزيز الربط بالسكك الحديدية يمكن أن يعزز صادرات فيتنام إلى الصين، ويخلق دفعة للسياحة، ويعزز تكامل الصناعات التحويلية في البلدين، في إطار الممرين "كونمينغ - لاو كاي - هانوي - هاي فونغ"، "ناننينغ - لانج سون - هانوي - هاي فونغ" و"الحزام الاقتصادي لخليج تونكين". وفي هذا السياق، يرى الخبراء أن الاتصالات رفيعة المستوى بين قادة البلدين بشكل عام والزيارة المقبلة للأمين العام والرئيس شي جين بينج بشكل خاص ستشكل دفعة قوية للمشاريع الاقتصادية المستقبلية بين فيتنام والصين. وأضاف البروفيسور ترا أن "الزيارات رفيعة المستوى بين الحكومتين الفيتنامية والصينية من شأنها أن تخلق فرصا جيدة للشركات والشعبين من البلدين لتحقيق الاكتفاء الذاتي والانضمام تدريجيا إلى سلسلة الصناعات المتوسطة والعالية المستوى الدولية".
تعليق (0)