تتعاون المملكة العربية السعودية مع شركة البيوت الزجاجية الهولندية فان دير هويفين لبناء منطقة "مناخ اصطناعي" لزراعة المحاصيل في الصحراء.
يمر طريق سريع عبر المناظر الطبيعية القاحلة في المملكة العربية السعودية. الصورة: رويترز
أفاد تقرير لوكالة بلومبرج في السابع من أغسطس/آب أن خبراء يقومون بتحويل منطقة بحجم 15 ملعب كرة قدم إلى واحة زراعية على مشارف نيوم، وهي مدينة سعودية جديدة يجري بناؤها في الصحراء بالقرب من البحر الأحمر. وهذا هو أكبر استثمار في تكنولوجيا الأغذية بالنسبة لدولة مثل المملكة العربية السعودية: فمناظرها الطبيعية القاحلة إلى حد كبير ودرجات الحرارة القاسية في الصيف تجعلها تعتمد بشكل كبير على الواردات الغذائية.
وبحسب شركة فان دير هويفن الهولندية فإن المشروع هو مجرد البداية. ووقعت الشركة عقدا بقيمة 120 مليون دولار مع الحكومة السعودية، يتضمن تصميم وبناء منشأتين للاختبار على مشارف نيوم وتشغيلهما لعدة سنوات.
وقال ميشيل شوينماكرز، الرئيس التنفيذي لشركة فان دير هويفن: "نحن نبني مناخًا اصطناعيًا حيث تكون الزراعة في الهواء الطلق صعبة، بهدف تمكين حصاد المحاصيل على مدار العام".
وفي نيوم، لجأت المملكة العربية السعودية إلى خبراء من هولندا، ثاني أكبر مصدر للمنتجات الزراعية في العالم بعد الولايات المتحدة، على الرغم من كونها واحدة من أصغر دول أوروبا. ويتم تعزيز قدرات البلاد من خلال حلول مبتكرة مثل البيوت الزجاجية المتقدمة والزراعة العمودية، مع تخصيص نصف مساحة أراضيها للإنتاج الزراعي.
وبالإضافة إلى تلبية احتياجات نيوم، فإن الهدف النهائي هو تحويل المرافق الجديدة إلى مركز غذائي إقليمي. وقال خوان كارلوس موتامايور، الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للأغذية، إنها ستوفر الغذاء لأجزاء أخرى من المملكة العربية السعودية، وستكون بمثابة نموذج إيجابي للدول الأخرى التي تكافح من أجل تحقيق الأمن الغذائي في ظل تغير المناخ.
وقال موتامايور إن المشروع سيتوسع بشكل كبير بمجرد أن تصبح الصوبتان الزراعيتان التجريبيتان جاهزتين. بدأت أعمال البناء في وقت سابق من هذا العام ومن المتوقع أن تكتمل في عام 2024. وقال موتامايور: "سنقوم بالتوسع إلى مئات الهكتارات بأنواع مختلفة من البيوت الزجاجية".
تحتاج نيوم إلى أكثر من 1000 هكتار من البيوت المحمية لتحقيق هدفها المتمثل في إنتاج أكثر من 300 ألف طن من الخضار والفواكه. وتعمل المدينة على تحقيق هذا الهدف خلال السنوات الثماني إلى العشر القادمة. وقال موتامايور "لا يوجد مكان آخر في العالم يحاول التطور على النطاق الذي نريده لتطوير وتنفيذ الزراعة في ظروف قاحلة".
وتخطط شركة فان دير هويفين، التي تتميز بمجموعة من أحدث التقنيات الزراعية مثل أنظمة تنقية المياه المتقدمة وأنظمة الزراعة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، لبدء تشغيل أول منشأة لها في وقت مبكر من أغسطس من العام المقبل.
في الموقع الأول، يتم استخدام نظام تبريد جديد باستخدام الطاقة الشمسية ومياه البحر لتشغيل الدفيئة خلال فصل الصيف الحار. تؤدي هذه الطريقة إلى تقليل استهلاك المياه محليًا بشكل كبير. وفي موقع آخر، سيتم بناء بيت زجاجي لإدخال النباتات المعمرة إلى نيوم.
ثو تاو (بحسب بلومبرج )
[إعلان رقم 2]
رابط المصدر
تعليق (0)