يستخدم علماء الآثار البريطانيون تقنيات التصوير المتقدمة للتحقيق في الممارسة الرومانية القديمة غير العادية المتمثلة في صب الجص على بقايا الأقارب المتوفين.
باحث يقوم بمسح ثلاثي الأبعاد لبقايا مغطاة بالجص في نعش. الصورة: جامعة يورك
كان الرومان القدماء يسكبون ضمادة سائلة في التوابيت، لتغطية الجسم والسماح للمركب بالتصلب. يؤدي هذا إلى إنشاء مساحة مجوفة يتم فيها الحفاظ على الشكل والحجم ووضعية المتوفى الأصلية بشكل مثالي. وقال الفريق إن المقابر الجصية الرومانية توجد في مختلف أنحاء أوروبا وشمال أفريقيا، ولكنها شائعة بشكل خاص في بريطانيا، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن 45 حالة.
وفي دراسة نشرت في 3 يونيو/حزيران في مهرجان يورك للأفكار، جمع علماء من جامعة يورك صورا ثلاثية الأبعاد لـ16 مقبرة جبسية. هذا النوع من القبور عادة ما يتسع لشخص واحد فقط في كل نعش. لكن الفحوص كشفت عن وجود تابوت من الجبس يحتوي على بقايا عائلة مكونة من شخصين بالغين وطفل، ماتوا في نفس الوقت.
وقالت البروفيسورة مورين كارول، رئيسة قسم الآثار الرومانية في جامعة يورك: "إن التصوير ثلاثي الأبعاد يسمح لنا بأن نشهد مأساة عائلية بعد حوالي 2000 عام من حدوثها". تظهر ملامح الأفراد الثلاثة تحت قالب الجبس بوضوح للعين المجردة، ولكن من الصعب تحديد صلة القرابة بين المتوفين ومعرفة كيفية ارتدائهم أو لفّهم. يساعد النموذج ثلاثي الأبعاد على توضيح هذه النقاط الغامضة.
وبعد ذلك، سيقوم الفريق بإجراء تحليلات إضافية للتعرف على عمر وجنس ونظام غذائي وحتى الأصل الجغرافي لأفراد العائلة الموجودين في القبر. ولكن أبحاثهم لا تستطيع أن تكشف لماذا اعتمد الرومان هذا الشكل من الدفن، رغم أنه لا يبدو أن له علاقة بالمكانة الاجتماعية العالية. وبغض النظر عن غرض صب الجبس، فإن هذه الممارسة مفيدة للغاية لعلماء الآثار الذين يريدون التعرف على جوانب حياة الموتى.
وقال باتريك جيبس، كبير مسؤولي التكنولوجيا في مشروع Heritage360، الذي يعمل مع الصور الرقمية: "باستخدام تكنولوجيا المسح المتقدمة، يمكن للباحثين تحليل المواد الأثرية للعثور على تفاصيل غير مرئية للعين المجردة".
آن كانج (وفقًا لـ IFL Science )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)