انعقدت قمة منظمة شنغهاي للتعاون يومي 15 و16 أكتوبر/تشرين الأول في إسلام آباد، باكستان، بمشاركة كبار قادة الدول الأعضاء والدول المراقبة و"شركاء الحوار". [إعلان 1]
رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يتحدث في الجلسة الافتتاحية لمنظمة شنغهاي للتعاون في مركز جناح للمؤتمرات بإسلام آباد في 16 أكتوبر/تشرين الأول. (المصدر: PID) |
ورغم مواجهة العنف وعدم الاستقرار السياسي، فإن إسلام آباد، بصفتها الدولة المضيفة والرئيس الدوري لمنظمة شنغهاي للتعاون، بذلت كل جهد ممكن لضمان الأمن للحدث.
الافتتاح في حالة من الاضطراب
قبيل انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون، تواجه باكستان المضيفة تحديات أمنية تفرضها الجماعات الاحتجاجية والانفصالية والمعارضة. وعلى وجه الخصوص، أطلق حزب المعارضة الباكستاني "حركة إنصاف" بزعامة رئيس الوزراء السابق عمران خان سلسلة من الاحتجاجات تطالب بـ"استقلال القضاء" في حين روجت الحكومة للتعديلات الدستورية. وهدد حزب حركة الإنصاف الباكستانية أيضًا بتنظيم احتجاجات كبيرة في وسط إسلام آباد، حيث ستعقد قمة منظمة شنغهاي للتعاون، في محاولة "لتشويه" حكومة رئيس الوزراء شباز شريف.
وليس فقط في العاصمة، بل تقوم الجماعات الانفصالية في إقليم بلوشستان المجاور لإيران بمهاجمة المواطنين الصينيين العاملين في مشاريع في إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ومبادرة الحزام والطريق.
وقد أدى الهجوم الأخير الذي شنته مجموعة انفصالية على قافلة من المهندسين الصينيين في مدينة كراتشي الساحلية، والذي أسفر عن مقتل شخصين، إلى تفاقم الوضع الأمني قبل القمة. ويقول المراقبون إن هذا هو الوقت المثالي للجماعات الانفصالية لزعزعة الأمن وجذب الاهتمام الدولي.
"الأوائل"
ورغم الوضع الأمني المعقد في باكستان، حضر ممثلون عن 10 دول أعضاء، بما في ذلك الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروسيا وإيران والهند، إلى جانب ممثلين عن 16 دولة مشاركة أو مراقبة أو "شريكة في الحوار". وكان الحدث الأبرز هو حضور وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار.
وهذه هي الزيارة الأولى لمسؤول هندي كبير إلى باكستان منذ ما يقرب من تسع سنوات. ويكتسب حضور رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ أهمية خاصة، باعتباره الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس حكومة الصين، الشريك الدائم لباكستان، منذ 11 عاما.
خلال الزيارة، استعرض الجانبان القضايا المتعلقة بالأمن والتقدم المحرز في تنفيذ الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وافتتحا مطارًا دوليًا ممولًا من الصين في جوادر بإقليم بلوشستان، والذي يضم ميناء استراتيجي عميق المياه استأجرته إسلام آباد لبكين لمدة 99 عامًا. يعد الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان حاليًا أهم محطة في مبادرة الحزام والطريق الصينية في جنوب آسيا، وقد استثمر والتزم بقروض للممر الاقتصادي بين الصين وباكستان بأكثر من 50 مليار دولار أمريكي.
وشهدت قمة منظمة شنغهاي للتعاون أيضًا الظهور الأول للوفد الإيراني برئاسة النائب الأول للرئيس محمد رضا عارف. وتمثل هذه فرصة مهمة لإسلام آباد لتعزيز التعاون مع طهران لمعالجة القضايا الناشئة في المنطقة، وخاصة التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل. يذكر أن رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين ترأس الوفد الروسي، في حين حضر رئيس الوزراء المنغولي أيضًا بصفة مراقب.
التعاون في الخلاف
ركزت قمة منظمة شنغهاي للتعاون في إسلام آباد على مناقشة العديد من المجالات، من الاقتصاد والتجارة والبيئة والأمن الإقليمي والثقافة والمجتمع، على أمل التوصل إلى توافق في الآراء لتعزيز الاتصال والتعاون بين الأعضاء. وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس وزراء الدولة المضيفة شهباز شريف أن منظمة شنغهاي للتعاون هي "منارة للتعددية"، معتقدًا أنها "لا تمتلك الإمكانات فحسب، بل تمتلك أيضًا الإرادة لخلق مستقبل أكثر ازدهارًا وأمنا لشعبها".
ودعا رئيس الوزراء الباكستاني إلى إنشاء إطار داخل منظمة شنغهاي للتعاون لتعزيز التجارة ورؤية أوراسيا المترابطة. ودعا أيضًا إلى توسيع نطاق المشاريع الرئيسية مثل مبادرة الحزام والطريق، وممر الصين الاقتصادي، وممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC) لتعزيز التكامل والتعاون في جميع أنحاء المنطقة. ومع ذلك، فإن الخلافات المتبقية بين أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون تشكل تحديات وعقبات أمام التوصل إلى توافق في الآراء بشأن العديد من القضايا الملحة مثل "المنطقة الساخنة" في الشرق الأوسط، والنزاع حول كشمير بين الهند وباكستان، والأمن الإقليمي والقضايا العالمية.
قمة منظمة شنغهاي للتعاون هي أول حدث متعدد الأطراف واسع النطاق تستضيفه باكستان منذ سنوات عديدة وفي وقت تصاعد الاضطرابات السياسية والأمنية. ورغم مواجهة القضايا الأمنية والاقتصادية، فإن هذه القمة تشكل فرصة لباكستان لتعزيز مكانتها الدبلوماسية وإبراز صورتها كمشارك فعال في المنتديات المتعددة الأطراف.
وفي الوقت نفسه، ساعدت الفعاليات الثنائية على هامش القمة باكستان على تعزيز التعاون الاقتصادي مع روسيا والصين ودول آسيا الوسطى.
يساهم حضور رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في تعزيز العلاقات الوثيقة مع دول آسيا الوسطى، وتعزيز دور بكين في القضايا الإقليمية المشتركة. وتلعب الصين حاليا دورا فعالا في حل النقاط الساخنة مثل الصراع بين حماس وإسرائيل والصراع بين روسيا وأوكرانيا.
بالنسبة لمنظمة شنغهاي للتعاون، وفي سياق البيئة الدولية والإقليمية التي تواجه تحديات غير مسبوقة، من المتوقع أن يحقق هذا التكتل الاقتصادي والأمني المزيد من نتائج التعاون العملي، وأن يكون مكانًا للدول الأعضاء لمواصلة تعزيز "روح شنغهاي"، وتعزيز التماسك للمساهمة بشكل أكبر في السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
[إعلان 2]
المصدر: https://baoquocte.vn/thuong-dinh-sco-tim-on-dinh-trong-bat-dinh-290432.html
تعليق (0)