ويقول بعض خبراء الاقتصاد الآن إن الاقتصاد الأميركي قد يواجه ارتفاعا حادا في التضخم إذا نجح دونالد ترامب في الوفاء بوعوده الانتخابية.
وفي هذا العام، أصبح المستثمرون واثقين بشكل متزايد من قدرة الاقتصاد الأميركي على تحقيق "هبوط ناعم". لكن إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة من شأنها أن تزيد من تعقيد هذا الاحتمال.
ويقول بعض خبراء الاقتصاد الآن إن الاقتصاد الأميركي قد يواجه ارتفاعا حادا في التضخم إذا نفذ ترامب تعهداته الانتخابية.
وفي مقابلة مع ياهو فاينانس، قال جوزيف ستيجليتز، الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل وأستاذ في جامعة كولومبيا، إن الاقتصاد الأميركي يمر بمرحلة "هبوط ناعم"، لكن هذه المرحلة من المرجح أن تنتهي في 20 يناير/كانون الثاني 2025، عندما يتولى السيد ترامب منصبه رسميا.
ومن المرجح أن يتسبب ترامب وسياساته المقترحة في ارتفاع معدلات التضخم، حيث تضمنت تعهداته الانتخابية فرض رسوم جمركية عالية على السلع المستوردة، وخفض الضرائب على الشركات، وقيود على الهجرة.
ومن الممكن أن تفرض هذه السياسات ضغوطا كبيرة على العجز المرتفع بالفعل في الميزانية الفيدرالية وتجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على إعادة النظر في مسار أسعار الفائدة.
وقال يان هاتزيوس، الخبير الاقتصادي في جولدمان ساكس، إن الخطر الأكبر الآن هو فرض رسوم جمركية شاملة، وهو ما قد يكون له تأثير قوي على النمو الاقتصادي.
أقرت جنيفر ماكوين، الخبيرة الاقتصادية في شركة كابيتال إيكونوميكس الاستشارية، بأن مخاطر التضخم ترتفع، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التعريفات الجمركية والقيود المفروضة على الهجرة التي اقترحها ترامب.
كانت الرسوم الجمركية أحد أكثر التعهدات التي أطلقها ترامب خلال حملته الانتخابية والتي حظيت باهتمام واسع. تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الأقل على جميع الشركاء التجاريين و60% على السلع المستوردة من الصين. وأكد السيد ستيجليتز أن هذا المستوى الضريبي من شأنه بالتأكيد أن يتسبب في التضخم.
وأشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري إلى أن احتمال قيام دول أخرى باتخاذ إجراءات انتقامية في حرب تجارية من شأنه أن يبقي التضخم مرتفعا على المدى الطويل.
وبحسب السيد ستيجليتز، إذا ارتفع التضخم، فسوف يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة. وأضاف أن ارتفاع أسعار الفائدة مصحوبا بإجراءات انتقامية من دول أخرى، من شأنه أن يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي. وسوف يؤدي هذا إلى السيناريو الأسوأ: اقتصاد يعاني من التضخم والركود أو النمو البطيء.
بدأ المستثمرون في تعديل توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي. وبحسب أداة FedWatch التابعة لشركة CME، فمنذ التخفيض الأول في 18 سبتمبر/أيلول، تتوقع السوق أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات على الأقل العام المقبل.
في الوقت الحالي، يظل الاقتصاد الأمريكي مستقراً على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة. تجاوزت مبيعات التجزئة في أكتوبر التوقعات، واستمر الناتج المحلي الإجمالي في النمو بشكل مطرد، وظل معدل البطالة عند حوالي 4%، وانخفض التضخم إلى 2%.
وهناك عامل آخر يجب أخذه في الاعتبار وهو أنه لا يزال من غير الواضح ما هي السياسات التي سيتم إعطاؤها الأولوية عندما يتولى السيد ترامب منصبه رسميًا في يناير/كانون الثاني 2025. وهذا يجعل التنبؤات بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي صعبة.
تعليق (0)