أدريان موتو هو اسم لا ينسى في تاريخ كرة القدم، وخاصة بالنسبة لجماهير تشيلسي ورومانيا. |
ومع ذلك، لم تكن مسيرته المهنية خالية من التقلبات والمنعطفات، ولم تكن كلها مشرقة. وبدلاً من ذلك، كانت هناك ظلال عميقة كان على موتو أن يتغلب عليها، ومن تلك الأخطاء، تعلم المهاجم السابق دروسًا قيمة.
أخطاء لا يمكن تغييرها
في أغسطس 2003، عندما أنفق تشيلسي 16 مليون جنيه إسترليني لتوقيع أدريان موتو من بارما، كان من المتوقع أن يصبح نجم النادي. في موسمه الأول على ملعب ستامفورد بريدج، أسعد موتو جماهير تشيلسي بتسجيله أربعة أهداف في أول ثلاث مباريات، بما في ذلك هدفين في الفوز 4-2 على توتنهام. إنه لاعب محبوب، والأمل للفريق الذي يبحث عن المجد. لكن حدثًا مأساويًا غيّر كل شيء.
وفي ذلك الموسم، وتحت إشراف كلاوديو رانييري، لعب موتو 36 مباراة في جميع المسابقات، وساعد تشيلسي على احتلال المركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز. ولكن عندما وصل جوزيه مورينيو، بدأ كل شيء يتغير. أدى الخلاف بينهما حول الحالة الجسدية لموتو إلى إنهاء العلاقة. وبعد ذلك، في أكتوبر/تشرين الأول 2004، جاءت الصدمة الكبرى عندما جاءت نتيجة اختبار موتو إيجابية للكوكايين، مما أدى إلى إيقافه عن اللعب لمدة سبعة أشهر، لتنتهي بذلك مسيرته مع تشيلسي.
يستذكر موتو الماضي بتأمل عميق: "كان تعاطي الكوكايين خلال فترة وجودي في تشيلسي أسوأ قرار اتخذته في مسيرتي المهنية". لقد كان اختيارًا خاطئًا لا يمكن لأحد أن يتسامح معه، وقد كلفه ذلك ليس فقط حياته المهنية، بل ومستقبله أيضًا.
شعرتُ بالوحدة والحزن، لكن لم يكن هناك مبررٌ لفعلتي. كنتُ تائهًا، واضطررتُ لدفع ثمن قراراتي الخاطئة، هذا ما اعترف به موتو لصحيفة الغارديان .
ولم يتردد مورينيو، مدرب الفريق في ذلك الوقت، في انتقاد موتو، حيث صرح: "لن أوقع معه مرة أخرى أبدًا". بعد معركة قانونية طويلة مع تشيلسي، اضطر موتو إلى سداد ملايين الجنيهات الإسترلينية بسبب خرق العقد. وبالنظر إلى السنوات التي تلت ذلك، فإنه يدرك أن الحظر والرحيل عن تشيلسي كانا عادلين تماما.
قال موتو: "تشيلسي لديه سياسة "عدم التسامح مطلقًا" مع المخدرات، وأعتقد أن هذا عادل. لقد ارتكبتُ خطأً ودفعتُ ثمنه".
![]() |
في أغسطس 2003، عندما أنفق تشيلسي 16 مليون جنيه إسترليني لتوقيع أدريان موتو من بارما، كان من المتوقع أن يصبح نجم النادي. |
لم يندم موتو فقط بل تعلم أيضًا من أخطائه. إنه يعاني من صراعات داخلية، ولكن في النهاية، تساعده تلك المعاناة على النمو. كنتُ وحيدًا وتائهًا، لكنني لم أطلب المساعدة. الآن أُدرك أن الدرس جعلني شخصًا أفضل، وأكثر نضجًا، وأكثر وعيًا بذاتي، كما قال موتو.
على الرغم من أن مسيرة موتو مع تشيلسي انتهت بمأساة، إلا أنه لم يسمح لهذا الفشل بتحديد هويته. وبعد مغادرته تشيلسي، واصل مسيرته في إيطاليا، حيث استعاد مستواه مع يوفنتوس وفيورنتينا. وفي فيورنتينا، سجل أكثر من 50 هدفًا، ليصبح أسطورة النادي، ويستعيد صورته بعد سنوات صعبة.
مسيرة تدريبية وأحلام لم تتحقق
منذ اعتزاله في عام 2016، بدأ موتو مسيرته التدريبية، حيث عمل في رومانيا مع فرق مثل ASA Targu Mures وPetrolul Ploiesti. ومع ذلك، واجهت مسيرته التدريبية العديد من التحديات. على الرغم من أن فترة عمله في بترولول لم تستمر سوى ثلاثة أشهر، إلا أن موتو لم يستسلم. يعتقد أن هذه الإخفاقات هي مجرد دروس له لكي ينضج.
كان التدريب في رومانيا تجربة قيّمة، وإن كانت قصيرة الأمد. تعلمتُ الكثير من تلك الصعوبات، كما قال موتو. لا أتعامل مع الفشل بجدية. عندما كنت لاعبًا، كنت أُساء تقديري، ولا أريد للاعبيّ أن يمرّوا بذلك.
![]() |
منذ اعتزاله في عام 2016، بدأ موتو مسيرته التدريبية، حيث عمل في رومانيا مع فرق مثل ASA Targu Mures وPetrolul Ploiesti. |
ولا يخفي موتو أيضًا أحلامه المستقبلية. واعترف أنه ربما يتولى يوما ما مهمة التدريب في إنجلترا التي تعتبر مهد كرة القدم العالمية. قال موتو: "لا أقلق بشأن هذا الأمر كثيرًا، ولكن إذا سنحت لي الفرصة، فلن أرفضها. الدوري الإنجليزي الممتاز موطنٌ لبعضٍ من أفضل المدربين، وإذا حظيتُ بالعمل هناك، فسيكون ذلك خطوةً كبيرةً إلى الأمام في مسيرتي التدريبية".
لقد شهدت مسيرة أدريان موتو المهنية صعودًا وهبوطًا، ويصفها بدقة: "لا تنسى ومثيرة للجدل". لكن الشيء المهم هو أن موتو لم يسمح للماضي بتشكيل المستقبل. رغم ارتكابه أخطاء كبيرة، إلا أنه نهض وتعلم ونضج كثيرًا. أعاد موتو بناء حياته، وأسس مهنة التدريب، والأهم من ذلك كله، أصبح رجلاً ناضجًا، واعيًا بذاته، مستعدًا لمواجهة تحديات جديدة في الحياة.
لم يعد موتو الآن أسطورة فيورنتينا فحسب، بل أصبح أيضًا رجلًا لديه عائلة سعيدة ومسيرة تدريبية واعدة في المستقبل. وتعتبر رحلته دليلاً على قوة المرونة والثقة بالنفس، وهي قصة ملهمة لكل من تعثر في الحياة.
المصدر: https://znews.vn/mutu-gio-ra-sao-post1541331.html
تعليق (0)