كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطلاب في ممارسة مهارات إضافية، قلّت المساحة المتاحة لهم للاسترخاء والتواصل الاجتماعي الحر والنوم - صورة: جيتي
يعتقد الكثير من الناس أن قضاء وقت إضافي في الدراسة يساعد الأطفال على الحصول على درجات أعلى، وخاصة في الامتحانات. لكن الأبحاث تظهر أن الطلاب قد وصلوا بالفعل إلى حدودهم القصوى. أي "تغذية" إضافية سوف تؤدي إلى نتائج سلبية.
كلما درست أكثر، كلما فقدت مهاراتك الاجتماعية.
قال تيري كارولينا كايتانو، المؤلف المشارك في الدراسة والأستاذ المساعد للاقتصاد في كلية إدارة الأعمال بجامعة جورجيا: "لقد وجدنا أن تأثير الأنشطة الإضافية على المهارات المعرفية كان صفرًا بشكل أساسي".
والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن هذه الأنشطة تساهم سلبًا في تنمية المهارات غير المعرفية لدى الأطفال.
تشمل المهارات غير المعرفية التنظيم العاطفي والرفاهية، وهي مرتبطة بمهارات المرونة والتواصل.
وعند النظر إلى كيفية تأثير الطريقة التي يقضي بها المراهقون وقتهم على المهارات المعرفية أو الأكاديمية، مقابل المهارات غير المعرفية أو الاجتماعية والعاطفية، قال كايتانو إن معظم طلاب المدارس الثانوية يركزون على المكاسب الأكاديمية، لكنهم يخسرون تدريجيا المهارات الاجتماعية والعاطفية.
ويشير الباحثون إلى أن ساعة إضافية من الدراسة أو الدروس الخصوصية أو النشاط الرسمي من شأنها أن تساعد الطلاب على اكتساب مهارات إضافية وتحسين أدائهم الأكاديمي. ومع ذلك، كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطلاب في ممارسة مهارات إضافية، قلت المساحة المتاحة لهم للاسترخاء والتواصل الاجتماعي الحر والنوم.
لا تساعد هذه الأنشطة الأطفال بشكل مباشر على الحصول على درجات عالية، ولكنها ذات قيمة من حيث المهارات الحياتية والاحتفاظ بالمعرفة. بدون الحصول على قسط كاف من الراحة، قد لا يتذكر الأطفال ما تعلموه، مما يؤثر على أدائهم الأكاديمي.
وفي الوقت نفسه، قد يعاني الأطفال من التوتر والاكتئاب والنوبات بسبب القمع طويل الأمد واختلال التوازن الاجتماعي والعاطفي.
وأكد الباحث كايتانو: تخيل تعلم الطفل كمنحنى، بمجرد أن يصل إلى الذروة، فإن أي أنشطة تعليمية إضافية تحدث بعد ذلك سوف تقلل من مهارات الطفل. بشكل عام، سوف يتمكن الطلاب من تحسين مهاراتهم غير المعرفية إذا قضوا وقتًا أقل في الأنشطة الإثرائية.
وقال كايتانو إن علماء النفس والمعلمين يسلطون الضوء على الأضرار المحتملة الناجمة عن الإفراط في الجدولة لسنوات. وتساهم الدراسة في تقديم الأدلة التي تؤكد هذه الحجة.
مشاكل لكل من الوالدين والطلاب
ويعترف كايتانو بأن العثور على حل كان معقدًا. يحتاج الأطفال إلى الكثير من الوقت للعب مع الأصدقاء دون قيود، مما يبني المهارات غير المعرفية. ومع ذلك، فإن معظم الآباء يشعرون بالقلق عندما لا يقضي أطفالهم وقتًا كافيًا في الدراسة الإضافية، وهو ما يمكن قياسه من خلال النتائج الأكاديمية.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك عدد كبير من الآباء والأمهات الذين يحتاجون إلى فهم المشكلة والبدء في إجراء التغييرات. وإلا فإن الأطفال الذين يبتعدون عن الأنشطة اللامنهجية لن يجدوا من يلعبون معه، وبالتالي يفشلون في بناء المهارات ويصبحون معزولين.
"إنها مشكلة اجتماعية"، قال كايتانو. ويوصي الباحثون الآباء بتقييم صحتهم العقلية بشكل مستمر وكذلك صحة أطفالهم.
استخدمت الدراسة بيانات مفصلة من 4300 طفل من مرحلة الروضة وحتى المرحلة الثانوية. وفقا للبحث، يواجه طلاب المدارس الثانوية أسوأ الضغوط، ولكن هذا لا يعني أن الطلاب الأصغر سنا بخير.
وقالت إنه عندما يكون الأطفال في قمة المنحنى، وإذا استمروا في إضافة المعرفة، فإنهم سيواجهون نتائج هبوطية.
ويوصي الباحثون الآباء باستغلال وقت أبنائهم الصغار في بناء مجموعة متنوعة من المهارات الاجتماعية وغير الأكاديمية، مما يساعد الأطفال على تطوير مهارات تنظيم العواطف. ومن هنا، يتمتع الأطفال بالعديد من المزايا للدخول في الوقت المزدحم والمجهد عندما يكونون على وشك دخول الجامعة.
تُشدّد على أهمية المهارات غير المعرفية، لكن الناس لا يُفكّرون فيها دائمًا لصعوبة قياسها. هذه المهارات مهمة ليس فقط للسعادة المستقبلية، بل أيضًا للنجاح المهني.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)