تشير أبحاث جديدة تعتمد على البيانات التي جمعها الروبوت الصيني تشو رونغ إلى أن محيطًا قديمًا كان موجودًا ذات يوم على سطح المريخ.
خريطة لمسار تشو رونغ والتضاريس التي يتحرك فيها الروبوت. الصورة: مجموعة الصين للإعلام
أجرى فريق البحث التابع للبروفيسور شياو لونغ في كلية علوم الأرض بجامعة الصين لعلوم الأرض (ووهان) تحليلاً مفصلاً للبيانات العلمية التي تم جمعها بواسطة الكاميرات المثبتة على الروبوت تشو رونغ. نُشر بحث جديد في المجلة الأكاديمية National Science Review في 18 مايو.
هبط الروبوت تشو رونغ في 15 مايو 2021 في سهل يوتوبيا بلانيتيا الشاسع في نصف الكرة الشمالي من المريخ. وبحسب الدراسة، يقع الموقع داخل تكوين فاستيتاس بورياليس (VBF)، الذي تتميز حافته الخارجية بملامح تشبه الساحل، مما يوفر فرصة للتحقق من وجود رواسب بحرية قديمة.
على الرغم من أن الأبحاث السابقة وجدت أدلة على وجود محيط في الأراضي المنخفضة الشمالية للمريخ، فإن عدم وجود بيانات في الموقع من VBF يجعل هذا الأمر مثيرًا للجدل. بفضل تشوك دونج، أصبح الباحثون قادرين الآن على إجراء أول تحليل موضعي لـ VBF.
خلال الرحلة التي امتدت لمسافة 1921 مترًا تقريبًا بعد الهبوط، اتجه تشو رونغ جنوبًا نحو ما قد يكون الساحل، لاستكشاف الميزات على سطح VBF. يقوم الروبوت بنشر أنظمة تصوير وتحليل مختلفة لمراقبة نتوءات الصخور المتعددة والصخور السطحية. ومن بينها، التقطت الكاميرات الطبوغرافية وكاميرات تحديد المواقع 106 مجموعات من الصور البانورامية، مسجلة بالتفصيل البنية الرسوبية السطحية وخصائص العديد من أنواع الصخور.
وبفحص الصور التي أرسلتها كاميرا تشو رونغ، وجد فريق البحث أن الصخور هنا لها العديد من الخصائص التي تختلف بشكل كبير عن الصخور البركانية الموجودة عادة على سطح المريخ أو الرواسب النموذجية التي تشكلها الرياح، ولكنها تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في البيئات البحرية الضحلة منخفضة الطاقة. ويقول الباحثون إن الهياكل والخصائص الرسوبية في الصخور السطحية تشير إلى أن VBF تشكل في بيئة بحرية، مما يوفر دليلاً مباشراً على وجود محيط قديم على المريخ.
اكتشاف جديد يقدم معلومات تساعد في إعادة تشكيل تاريخ المريخ. وأضاف شياو: "إن الاستكشاف الدقيق وأخذ العينات من المنطقة في المستقبل سيساعدنا على فهم المزيد حول إمكانية وجود حياة على سطح المريخ والحفاظ على آثار الحياة هناك".
يعد الروبوت تشو رونغ جزءًا من مهمة تيانوين-1، والتي تعني "أسئلة إلى السماء"، والتي تتضمن مركبة هبوط ومركبة مدارية. يزن هذا الروبوت ذو الست عجلات 240 كجم ويحمل 6 أدوات علمية لدراسة الجيولوجيا والمناخ في منطقة يوتوبيا بلانيتيا. وبفضل هذه المهمة، أصبحت الصين ثاني دولة في العالم تنجح في تشغيل روبوت على سطح المريخ، بعد الولايات المتحدة.
دخلت مركبة تشوك دونج التي تعمل بالطاقة الشمسية في حالة سبات في مايو 2022 بسبب العواصف الغبارية والظروف الباردة على المريخ. وكان من المفترض أن يستيقظ الروبوت في حوالي ديسمبر/كانون الأول 2022، عندما ينتهي فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي للمريخ وتصبح أشعة الشمس أكثر وفرة، ولكن حتى الآن ظل الروبوت صامتًا. قال تشانغ رونغتشياو، كبير مصممي برنامج استكشاف المريخ الصيني، في 25 أبريل/نيسان، إن الروبوت على الأرجح لن يتمكن من إنتاج ما يكفي من الكهرباء للاستيقاظ لأن الغبار يغطي الألواح الشمسية.
ثو ثاو (وفقًا لشبكة CGTN )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)