تريد إدارة بايدن التوصل إلى اتفاق، والمملكة العربية السعودية تريد الشيء نفسه في ظل وجود الديمقراطيين في السلطة.
لكن لا تزال هناك عقبات كثيرة، بما في ذلك موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن قيام الدولة الفلسطينية. الوقت يمر بسرعة، ولم يتبق الكثير من الوقت للوصول إلى هذا الاتفاق المهم.
ويأمل المسؤولون الأميركيون أن يحظى ربط ضمانات الدفاع بالتطبيع بدعم من الكونجرس الأميركي، لكن التوقيت أمر بالغ الأهمية، إذ ستضيف الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة حالة من عدم اليقين إلى الوضع.
صفقة صعبة…
وذكرت وكالة رويترز في وقت سابق من هذا الشهر نقلا عن مصادر مطلعة أن المملكة العربية السعودية مستعدة لقبول التزام سياسي من إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية بدلا من اتفاق أكثر إلزاما لتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية.
وبحسب وكالة رويترز، تسعى الرياض إلى إبرام اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة، ويُنظر إلى هذا النهج على أنه وسيلة لكسر الجمود، بعد أربعة أشهر من توقف جهود تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية بسبب موجة من الصراعات العنيفة في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية مع تغيرات غير متوقعة في العصر، تريد السعودية أن تحتمي تحت "المظلة الأمنية" لواشنطن حتى تتمكن المملكة من تنفيذ خطتها الطموحة بثقة لتقليل اعتماد الاقتصاد على البترودولار وجذب تدفقات استثمارية أجنبية ضخمة، بحسب مصادر لرويترز.
منظر للآثار في خان يونس، قطاع غزة، بعد الغارات الجوية الإسرائيلية، 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023. الصورة: نيويورك تايمز
وتأتي الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الرياض وسط مخاوف متزايدة بشأن النفوذ العسكري لإيران، التي لديها قوات بالوكالة في العراق واليمن ولبنان وسوريا وغزة.
ولإعادة المحادثات بشأن الاعتراف بإسرائيل ووضع اتفاق أمني مع الولايات المتحدة على المسار الصحيح، أبلغ مسؤولون سعوديون نظراءهم الأميركيين أن الرياض لن تطالب إسرائيل باتخاذ خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية، بل ستقبل بدلا من ذلك التزاما سياسيا بحل الدولتين، بحسب ما قاله مصدران إقليميان كبيران لرويترز.
لكن عبد العزيز الصغير، رئيس مركز الخليج للأبحاث في جدة، المطلع على المناقشات الجارية، قال إن الرياض وغيرها من الدبلوماسيين العرب يدركون أيضا أنه بدون ضغوط أميركية جادة وملموسة على إسرائيل، فإن الدولة الفلسطينية لن تكون ممكنة أبدا.
...ولكن الأمر يستحق المحاولة
إن مثل هذه الصفقة الإقليمية الكبرى ــ والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها غير محتملة، ولكنها تستحق المحاولة حتى قبل أن تشتعل الحرب بين إسرائيل وحماس من جديد ــ سوف تواجه العديد من العقبات السياسية والدبلوماسية، وليس أقلها عدم اليقين بشأن كيفية تطور الصراع في غزة.
إن الاتفاق الذي يمنح أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم الحماية العسكرية الأميركية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل من شأنه أن يعيد تشكيل الشرق الأوسط من خلال التوفيق بين عدوين قديمين وربط الرياض بواشنطن في وقت تسعى فيه الصين بشكل متزايد إلى توسيع نفوذها في المنطقة.
ومن شأن اتفاق التطبيع أيضًا أن يعزز دفاعات إسرائيل ضد خصمها اللدود إيران ويمنح الرئيس الأمريكي جو بايدن انتصارًا دبلوماسيًا لكسب الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في العلا، 8 يناير 2024. الصورة: عرب نيوز
وقال أحد المصادر الإقليمية إن مسؤولين سعوديين حثوا واشنطن بشكل خاص على الضغط على إسرائيل لإنهاء الأعمال العدائية في قطاع غزة والالتزام بـ"أفق سياسي" لإقامة دولة فلسطينية، قائلين إن الرياض ستقوم بعد ذلك بتطبيع العلاقات والمساعدة في تمويل إعادة إعمار غزة.
وقال الصغير لرويترز "الرسالة التي وجهتها المملكة العربية السعودية للولايات المتحدة هي: أوقفوا الحرب أولا، واسمحوا بالمساعدات الإنسانية، والتزموا بحل عادل ودائم يمنح الفلسطينيين دولة". "بدون هذا، لا تستطيع المملكة العربية السعودية أن تفعل شيئاً".
لكن المشكلة هي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أمضى جزءاً كبيراً من حياته السياسية في معارضة قيام دولة فلسطينية، رفض رفضاً قاطعاً أي تطلعات أميركية وعربية لإقامة دولة فلسطينية بعد أن يهدأ الدخان في غزة.
وقال أحد كبار المصادر في المنطقة لرويترز "التطبيع يتطلب حقا - إن لم يكن قانونيا فعلى الأقل سياسيا - التزاما من الإسرائيليين بأنهم مستعدون لقبول حل الدولتين". "إذا أوقفت إسرائيل هجومها العسكري على غزة - أو على الأقل أعلنت وقف إطلاق النار - فسوف يصبح من الأسهل على المملكة العربية السعودية المضي قدمًا في الاتفاق".
ولم يستجب مكتب الإعلام الحكومي السعودي لطلب رويترز للتعليق .
مينه دوك (بحسب رويترز، فوكس نيوز)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)