وفي صباح يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول، وفي إطار زيارته الرسمية إلى دولة قطر، وبعد مراسم الاستقبال الرسمية التي أقيمت في القصر الملكي، أجرى رئيس الوزراء فام مينه تشينه محادثات ومناقشات معمقة مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

رحب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بزيارة رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه الرسمية إلى قطر، مؤكداً أنها تشكل معلماً مهماً، وتخلق زخماً لتعزيز الصداقة والتعاون المتعدد الأوجه بين البلدين إلى مرحلة جديدة وأعمق وأوسع. وأعرب رئيس مجلس الوزراء القطري عن إعجابه بالتاريخ الشجاع والبطولي للشعب الفيتنامي في الماضي وكذلك النتائج المهمة والفخورة التي حققتها فيتنام اليوم في قضية البناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية.
وهنأ رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه دولة قطر على تنظيمها الناجح للأحداث الدولية الكبرى، مثل كأس العالم 2022 والقمة الثالثة لشراكة الحوار الاقتصادي (ACD) مؤخرا، مما ساهم في تعزيز دور قطر ومكانتها وصوتها في المنطقة والعالم. وأشاد رئيس الوزراء بالرؤية والفكر والحوكمة وأساليب التنمية في قطر، وتمنى تعزيز علاقات التعاون بين فيتنام وقطر بشكل أكبر في المستقبل، بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.
وفي أجواء من الصراحة والصدق، أكد رئيسا الوزراء احترامهما لدور ومكانة كل بلد في كل منطقة؛ وأعرب عن سعادته بأن العلاقات بين البلدين على مدى الثلاثين عامًا الماضية شهدت تقدمًا إيجابيًا. لكن الزعيمين قالا إن العلاقات الاقتصادية والتجارية لا تتناسب بعد مع العلاقات السياسية الجيدة وكذلك الإمكانات والمزايا التنافسية لكل بلد.

واتفق رئيسا الوزراء على أن العلاقات بين فيتنام وقطر دخلت مرحلة جديدة وأعمق وأكثر شمولاً لتلبية احتياجات واستغلال إمكانات التعاون بين البلدين، وناقشا واتفقا على رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد في أقرب وقت.
ولتحقيق هذا الهدف، اتفق الجانبان على مواصلة تبادل الوفود على كافة المستويات، وخاصة رفيعة المستوى. وفي هذه المناسبة، نقل رئيس الوزراء دعوة الأمين العام تو لام والرئيس لونغ كونغ إلى الملك تميم بن حمد، ودعوة رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان إلى رئيس الجمعية الوطنية القطرية حسن بن عبد الله لزيارة فيتنام. وأعرب رئيس الوزراء القطري عن امتنانه وقال إن أمير قطر تميم بن حمد سيرتب لزيارة فيتنام قريبا. وجه رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه دعوة رسمية لرئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لزيارة فيتنام قريبا. وشكر رئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن الدعوة وقبلها بكل سرور.
واتفق الجانبان على تحديد التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري كركيزة مهمة في العلاقات الثنائية. واتفق الجانبان على تنسيق وتنويع وتسهيل التجارة في نقاط القوة لدى كل منهما مثل المنتجات الزراعية والمأكولات البحرية والأحذية والمنسوجات... من فيتنام والطاقة والمواد الكيميائية من قطر.
طلب رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه من قطر دعم فيتنام في تطوير صناعة الحلال، وخاصة تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا، والاستثمار في الإنتاج والمعالجة، وبالتالي المساهمة في ضمان الأمن الغذائي لقطر والمساهمة في زيادة حجم التجارة بين البلدين. إجراء بحوث لتعزيز المفاوضات بشأن اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية وكذلك بين فيتنام وقطر وكذلك بين فيتنام ومجلس التعاون الخليجي في الفترة المقبلة.
وأكد الجانبان أن فيتنام وقطر لا تزالان تتمتعان بإمكانات كبيرة للتعاون الاستثماري؛ واتفقا على التنسيق الوثيق والبحث عن فرص الاستثمار في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأكد رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن فيتنام تقدر دائمًا "الوقت" و"الذكاء"، معربًا عن أمله في أن تزيد صناديق الاستثمار القطرية من استثماراتها في فيتنام في مجالات البنية التحتية الاستراتيجية والطاقة والموانئ البحرية والإنتاج والمعالجة الزراعية والمائية، وما إلى ذلك. وتلتزم فيتنام دائمًا بدعم وتهيئة جميع الظروف لصناديق الاستثمار والمؤسسات القطرية للاستثمار وممارسة الأعمال التجارية بشكل مريح وفعال ومستدام في فيتنام.

واتفق الزعيمان على أن الأمن والدفاع، بما في ذلك الأمن السيبراني، يجب أن يصبح ركيزة أساسية في المجالات الرئيسية للتعاون الثنائي في الفترة المقبلة، مما يساهم في الحفاظ على استقلال وسيادة كل بلد وضمان السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. وأكد رئيسا الوزراء أيضا أن تكنولوجيا المعلومات، والتحول الرقمي، والتحول الأخضر، والتنمية المستدامة، وتغير المناخ... كلها مجالات مهمة تحتاج الدولتان إلى توسيع التعاون فيها في المستقبل.
وأكد الزعيمان أهمية التبادلات الشعبية من خلال تعزيز التعاون في الثقافة والسياحة والتعليم، وبالتالي تعزيز الصداقة والتضامن وتسهيل توسيع التعاون في المجالات الأخرى.
ووافق رئيس الوزراء القطري على اقتراح رئيس الوزراء بزيادة المنح الدراسية لعدد أكبر من الطلاب الفيتناميين للدراسة والبحث في قطر، وفي الوقت نفسه تهيئة الظروف المواتية لاستقبال المزيد من العمال، وخاصة العمال الفيتناميين ذوي المهارات العالية، للعمل في قطر.
طلب رئيس الوزراء فام مينه تشينه من قطر توفير الظروف الملائمة للجالية الفيتنامية التي تعيش وتدرس وتعمل في قطر. وسيدرس الجانبان التفاوض بشأن اتفاقية إعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية لتسهيل السفر بين شعبي البلدين.
وناقش رئيسا الوزراء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك واتفقا على التعاون الوثيق في الآليات المتعددة الأطراف الإقليمية والدولية مثل الأمم المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا ومجلس التعاون الخليجي. وأعرب الجانبان أيضا عن رؤيا مشتركة بشأن حل النزاعات بالوسائل السلمية، وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. قال رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه إن فيتنام تدعم جهود الوساطة التي تبذلها قطر بشأن القضية الفلسطينية وتعزز حل الدولتين. وترغب في التعاون مع قطر في أنشطة الوساطة، والمساهمة في الجهود المشتركة للحفاظ على السلام والاستقرار والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم.
وشهد رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عقب المحادثات مباشرة، توقيع وثائق التعاون بين الوزارات والفروع والوكالات في البلدين.
مصدر
تعليق (0)