يأتي شهر سبتمبر ويصبغ الخريف بأشعة الشمس الذهبية. فجأة امتلأ الهواء برائحة عطرة من دفاتر جديدة، وكتب جديدة، وملابس جديدة. موسم المدرسة قادم!
منذ الليلة الماضية، كانت والدتي تكوي زيي المدرسي الجديد استعدادًا لليوم الأول من المدرسة. عندما جرب الطفل الملابس الجديدة، نظرت الأم إليه بعاطفة. كان قلب الأم مليئًا بالعديد من المشاعر، قليلًا من القلق الممزوج بالفرح، وقليلًا من الفخر الممزوج بالإثارة. سأدخل غدا رسميا الصف الأول.
هل تتذكر اليوم الذي احتضنتك فيه بين ذراعي، صغيرتي جدًا، ووجهك جميل وخالي من الهموم مثل الملاك. لكنك الآن طويل مثل صدري، على وشك أن تصبح طالبًا في المدرسة الابتدائية. أنا فخورة لأن ابنتي أصبحت أكثر وعياً بذاتها كل يوم، وتعرف كيف تعتني بنفسها وتعرف أيضاً كيف تهتم بوالديها وتسأل عنهما. في كل مرة أرى والديّ يعودان إلى المنزل من العمل، أخرج لأحييهما وأعانق ساقيهما وأتحدث إليهما، ثم أسكب لهما بسرعة بعض الماء للشرب لتخفيف التعب عنهما. مجرد رؤية وجهك السعيد وإمساك كوب الماء الذي تقدمه يجعل كل التعب الذي شعرت به طوال اليوم يختفي. ضممتُ الزي الجديد إلى صدري، واستنشقتُ رائحة القماش الجديد، وأشرق وجهي بالفرح، وتحدثتُ عن كل أنواع الأشياء المتعلقة بالمدرسة الجديدة، مثل عصفور صغير ينتظر بفارغ الصبر يومه الأول في تعلم الطيران. هناك السماء الكبيرة. هناك الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام في انتظارك هناك. طير بعيدا أيها العصفور الصغير. أطير لغزو مجال المعرفة. سافر بعيدًا واحصل على أصدقاء جدد واكتشف أشياء مثيرة للاهتمام في الحياة. ستترك الأم يدها لتسمح لعصفورها الصغير بالطيران بعيدًا. ستخفي أمك مخاوفها في أعماق قلبها وتضع ثقتها في قدميك الصغيرة. تعتقد أمي أنه مع تلك الأقدام، سوف تتخذ خطواتك الأولى بثبات دون الحاجة إلى يد أمك التوجيهية بعد الآن.
لقد جاء اليوم الأول من المدرسة. أستيقظ مبكرًا جدًا. حثت الأم قائلة: "يا صغيري، اغسل أسنانك، وتناول وجبة الإفطار، وارتد ملابسك، واذهب إلى المدرسة". هز الطفل رأسه، "أنا لست طفلاً يا أمي. أنا في الصف الأول." "آه، أنا آسف. أنتِ بالغة الآن، لذا من الآن فصاعدًا سأناديكِ بالأخت الكبرى." ابتسم الطفل بمرح وأومأ برأسه موافقًا. فجأة شعرت أمي بأنها غائبة عن الوعي، هل كبرت حقًا؟ ثم قريبا سوف تدخل المدرسة المتوسطة، ثم المدرسة الثانوية، وسوف تذهب قدماك أبعد من ذلك، إلى الجامعة. البيت الصغير يسكنه زوجان عجوزان فقط. لن يكون هناك المزيد من القصص التغريدية. لن يكون هناك من يقوم بتدليك أكتاف أمي عندما تشتكي من التعب بعد الآن. لن يزعج أحد والدته لطهي هذا الطبق أو ذاك بعد الآن...
فجأة ظهرت فكرة أنانية في قلبي وهي أنني أتمنى أن يبقى طفلي صغيرًا إلى الأبد حتى أتمكن من حمله واحتضانه كل يوم. لكنها سرعان ما طردته من ذهنها. لا يمكنني أن أبقيك بجانبي إلى الأبد، عليك أن تكبر، وأن تكون لك حياتك الخاصة، وأن تفعل ما تريد. حياتك هي قرارك، سواء أعجبك ذلك أم لا، يجب أن أحترمه. فأطلقت الأم سراحه، ثم أدارت ظهرها بسرعة عندما أخذت الطفل إلى معلم الفصل. استدارت الأم بعيدًا حتى لا تضطر إلى رؤية عيون طفلها القلقة. أدارت الأم ظهرها لتمنع نفسها من البكاء لأنها شعرت بالأسف الشديد على ابنتها الصغيرة التي كانت بمفردها في بيئة غريبة. أدارت الأم ظهرها بسرعة ليس لتتخلى عن طفلها، بل لتمنحه الفرصة ليكبر ويترك ذراعيها التي تحميه.
الحياة عبارة عن سلسلة من التجارب. أمي سوف تتوقف عن القلق. ستسمح لك أمك بالسير على قدميك، على الرغم من أنها تعلم أنك ستتعثر مرات عديدة. قف يا ابني، كن قويا ومرنًا، افعل ما تريد مهما كانت الصعوبات التي تواجهك. وابتسمي دائمًا، لأن ابتسامتك هي أعظم سعادة في حياتي.
نظرت أمي إليّ عندما وصلت إلى بوابة المدرسة. لقد وقفت هناك مع العديد من الأصدقاء. لم أبكي على أمي كما في المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى روضة الأطفال. من حولي، حاول العديد من الآباء القلقين النظر من خلال الفجوات الموجودة في السياج لمتابعة خطوات تلاميذ الصف الأول مثلي. ذهبت الأم إلى العمل بسيارتها، وكانت تعلم أن ابنتها قد كبرت بالفعل. صباح الخريف المبكر، سماء صافية، رياح باردة قليلاً. في كل مكان على الطريق، مغطى باللون الأخضر والأبيض. يسارع كل والد لإحضار أبنائه لحضور حفل افتتاح العام الدراسي الجديد، وتمتلئ عيون كل طفل بالحماس لرؤية أصدقائه ومعلميه مرة أخرى بعد فصل الصيف.
سمعت الأم في الريح صوت طبول المدرسة الصاخبة. أمي ترى وجهك المبتسم في السماء الزرقاء. شعرت أمي أن قلبها مملوء بالفرح مثل أيام افتتاح المدرسة القديمة. أعلم أن هذا الصباح سيبقى في ذاكرتك إلى الأبد، وسيصبح ذكرى جميلة لا تنسى لبقية حياتك يا ابنتي.
مصدر
تعليق (0)