بناء جديد مميز على الحدود الفيتنامية الصينية
سيشكل مشروع بناء جسر بري عبر النهر الأحمر، الذي سيبدأ قريبا، الأساس لتشكيل منطقة تعاون اقتصادي عبر الحدود، وتعزيز التجارة، ودعم التجارة الحدودية والسياحة بين فيتنام والصين. ويمكن اعتبار هذا أحد المشاريع التي تجسد رغبات كبار قادة البلدين التي ذكروها مراراً خلال زياراتهم وجلسات العمل، وهي تنفيذ مشاريع كبيرة ورمزية تليق بالعلاقة بين البلدين.

ويعد الحدث الرائد لهذا المشروع بمثابة "الثمرة الحلوة" بعد جهود بذلتها مقاطعتا لاو كاي في فيتنام ويونان في الصين على مدى فترة طويلة من الزمن لاستكمال إجراءات الاستثمار والبناء.
منذ نهاية عام 2016، قامت مقاطعة لاو كاي وممثلو الوزارات المركزية والفروع بتنظيم مسوحات ميدانية؛ بعد ذلك، وافقت جميع الوزارات المركزية والفروع على مقترح مقاطعة لاو كاي بشأن سياسة بناء جسر بري عبر النهر الأحمر في منطقة الحدود بات زات (فيتنام) - با ساي (الصين).
في يناير 2018، أصدر المكتب الحكومي وثيقة تنقل توجيهات رئيس الوزراء بشأن الموافقة على اقتراح مقاطعة لاو كاي لبناء جسر طريق عبر النهر الأحمر في منطقة الحدود بات زات (فيتنام) - با ساي (الصين)، وفي الوقت نفسه كلف اللجنة الشعبية لمقاطعة لاو كاي بتلقي الآراء من الوزارات والفروع لتنفيذ الإجراءات التالية وفقًا للوائح. خلال جلسات العمل مع لجنة الشعب الإقليمية في لاو كاي (في مارس 2018 وأغسطس 2018)، اتفقت وزارة النقل بشدة مع المقاطعة على سياسة بناء الجسر وستدعم وزارة النقل وتنسق مع لجنة الشعب الإقليمية في لاو كاي لتنفيذ الخطوات التالية لتنفيذ المشروع قريبًا.

تنفيذا لتوجيهات الحكومة، عقدت مقاطعة لاو كاي (فيتنام) ومقاطعة يوننان (الصين) أربعة اجتماعات بشأن الاستعدادات للاستثمار في بناء الجسور. وقد اتفق الجانبان على موقع بناء الجسر، وخطة هندسة الجسر، وحجم المشروع، وما إلى ذلك.
تم توقيع الاتفاقية والبروتوكول بشأن بناء الجسور من قبل حكومة جمهورية فيتنام الاشتراكية وحكومة جمهورية الصين الشعبية في 12 ديسمبر 2023. تمت الموافقة على خطة تنفيذ المرسوم والبروتوكول بشأن بناء الجسور من قبل الحكومة في القرار رقم 1141/QD-TTg بتاريخ 9 أكتوبر 2024.
في 21 مارس 2025، عقد وفد مقاطعة لاو كاي - فيتنام ووفد مقاطعة يوننان - الصين محادثات واتفقا على محتويات وضع حجر الأساس وبناء الجسر. وبناء على ذلك، تم اختيار 31 مارس/آذار 2025 من قبل الجانبين كتاريخ مشترك لبدء العمل في بناء جسر طريق عبر النهر الأحمر عند الحدود بين بات زات (فيتنام) وبا ساي (الصين).
الجسور التي تربط التجارة
لا تعد الجسور الحدودية مجرد أعمال بنية تحتية للنقل فحسب، بل هي أيضًا قوى دافعة لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية على جانبي الحدود. بفضل الاتصال عبر الجسور، يتم تحسين سلاسل التوريد، مما يساعد على زيادة قيمة المنتجات المستوردة والمصدرة. وهذا هو الأساس لكي تصبح لاو كاي بوابة للتجارة بين فيتنام ورابطة دول جنوب شرق آسيا مع سوق الجنوب الغربي - الصين.
ويؤدي تطوير الجسور الحدودية إلى تطوير الصناعات المحلية في مجال الخدمات واللوجستيات والنقل والتجارة. لقد حصل سكان المناطق الحدودية على المزيد من فرص العمل وتحسنت حياتهم بفضل الأنشطة الاقتصادية الحدودية.

قبل عام 2000، كان هناك طريق واحد فقط للذهاب إلى مدينة هيكو (الصين)، وهو عن طريق جسر سكة حديد هوكياو.
في عام 2001، عندما تم الانتهاء من بناء جسر هو كيو الثاني، أصبح نقل البضائع المستوردة والمصدرة ونقل الأشخاص والسياح سهلاً ومريحًا للغاية، مما ساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين مقاطعتي لاو كاي (فيتنام) ويوننان (الصين).
وفي مواجهة اتجاه التنمية القوي الحالي للتجارة بين البلدين، وخاصة بوابة الحدود الدولية لاو كاي - ها خاو، أدركت مقاطعة لاو كاي سريعاً ضرورة بناء جسر آخر يربط مدينة لاو كاي ومدينة ها خاو في موقع جديد برؤية شاملة واستراتيجية وظروف كافية للتنمية طويلة الأجل. ومن هنا نشأت فكرة بناء جسر حدودي عبر النهر الأحمر بين البلدين.
في أكتوبر/تشرين الأول 2002، طلبت اللجنة الشعبية الإقليمية في لاو كاي رسميا من الحكومة السماح ببناء جسر بري عبر النهر الأحمر، ووافق رئيس الوزراء على الطلب. تم تشكيل فريق من الخبراء الفنيين في بناء الجسور من مقاطعتي لاو كاي ويوننان ودخلوا في المفاوضات.

وبفضل الاهتمام والتوجيه في الوقت المناسب من جانب لجنة الحزب الإقليمية ولجنة الشعب الإقليمية، إلى جانب جهود قطاع النقل، وقعت وزارة النقل في لاو كاي (فيتنام) ووزارة النقل في يوننان (الصين) في 11 مايو/أيار 2004 مذكرة تفاهم لاختيار موقع بناء جسر كيم ثانه، على بعد حوالي 3.5 كيلومتر من جسر هو كيو الثاني على النهر الأحمر.
اتفق البلدان على بناء جسر بمواصفات حديثة وجمالية عالية. تم بناء الجسر الرئيسي بطول 280 متراً، ومصمم للمركبات التي يصل وزنها إلى 120 طناً، وتم تصميم أرصفة الجسر على شكل حرف V جميل للغاية، وعرض الجسر 21.5 متراً. كان هذا رقمًا قياسيًا لصناعة الجسور الفيتنامية وكان أوسع جسر في الشمال في ذلك الوقت، وتم بناؤه باستخدام طريقة الكابولي المتوازن.
كما تم تصميم مشروع جسر بان فوك - با ساي، الذي من المقرر أن يبدأ بناؤه، خصيصًا بعرض سطح جسر يصل إلى 35.3 مترًا، وتم بناؤه باستخدام طريقة الكابولي جنبًا إلى جنب مع الهياكل المدعمة بالكابلات على شكل مروحة، مع أعمدة برجية بارتفاع 20 مترًا من سطح الجسر، مما يلبي الرؤية طويلة الأجل للتنمية الاقتصادية الحدودية بين البلدين.

إلى جانب الجسور القائمة، فإن مشروع بناء جسر بري عبر النهر الأحمر، والذي سيبدأ بناؤه قريبًا، لن يلعب دورًا كطريق مروري حيوي، مما يساعد على تقصير مسافة السفر بين المحليتين فحسب، بل سيخلق أيضًا قوة دافعة كبيرة لتنمية التجارة والسياحة والتبادل الثقافي بين البلدين. وسوف يؤدي استكمال المشروع إلى فتح العديد من الفرص للتعاون الاقتصادي والاستثماري، وتحسين حياة الناس على جانبي الحدود.
ويعد هذا المشروع دليلاً على التزام الحكومتين الفيتنامية والصينية بتطوير البنية التحتية للنقل الحدودي، نحو منطقة من التنمية المستدامة والسلام والازدهار.
يمكن التأكيد على أن الجسور الحدودية التي تربط لاو كاي (فيتنام) ويونان (الصين) تشكل قوة دافعة مهمة لتنمية اقتصاد التجارة الحدودية، وتعزيز التجارة وخلق روابط قوية بين البلدين. ولا تقتصر فوائد هذه الجسور على الجانب الاقتصادي فحسب، بل إنها تُظهر أيضاً روح التعاون والصداقة والالتزام ببناء حدود سلمية ومستدامة.
وفي المستقبل، سيكون الاستمرار في الاستثمار في البنية التحتية للحدود وتحسين كفاءة الإدارة وتعزيز التعاون الثنائي أمراً أساسياً للاستفادة الكاملة من إمكانات الجسور الحدودية. وهذا لا يفيد المحليات والسكان في المناطق الحدودية فحسب، بل يساهم أيضًا في تعزيز مكانة فيتنام في المنطقة.
المصدر: https://baolaocai.vn/tao-co-so-hinh-thanh-khu-hop-tac-kinh-te-qua-bien-gioi-post399495.html
تعليق (0)