إس جي بي
عندما يتعلق الأمر بالفن أو المسرح أو التمويل، تعد لندن (المملكة المتحدة) واحدة من أعظم المدن في العالم. ولكن إلى جانب العروض الثقافية التي تقدمها المدينة، فهي أيضًا واحدة من أكثر مراكز التكنولوجيا جاذبية في أوروبا.
وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن مجلس الاقتصاد الرقمي (DEC)، يحتل قطاع التكنولوجيا في المملكة المتحدة المرتبة الأولى في أوروبا والثالثة في العالم، بقيمة سوقية إجمالية تبلغ تريليون دولار؛ كما أن المملكة المتحدة هي الدولة الثالثة التي تحقق هذا التقييم بعد الولايات المتحدة والصين. وبعبارة أخرى، تبلغ قيمة صناعة التكنولوجيا في المملكة المتحدة أكثر من ضعف قيمة صناعة التكنولوجيا في ألمانيا (467.2 مليار دولار)، وثلاثة أضعاف قيمة صناعة التكنولوجيا في فرنسا (307.5 مليار دولار).
زاوية من لندن، إنجلترا. الصورة: بي بي سي |
تعد المملكة المتحدة موطنًا لـ 13 شركة تكنولوجية ناشئة تبلغ قيمتها أكثر من 10 مليارات دولار، بما في ذلك البنك الرقمي Revolut، ومنصة المدفوعات Rapyd وfintech FNZ، وكلها مقرها الرئيسي في لندن.
وفي الواقع، تصدرت المملكة المتحدة أيضًا الاستطلاع بعدد أكبر من الشركات ذات النمو المرتفع مقارنة بنظيراتها الأوروبية، حيث أنتجت 144 شركة ناشئة بقيمة مليار دولار أو أكثر و237 شركة ناشئة مستقبلية. في عام 2022، جمعت شركات التكنولوجيا مبلغًا قياسيًا قدره 30 مليار دولار من الاستثمارات، وهو ما يزيد عن فرنسا وألمانيا مجتمعتين، ليصل إجمالي المبلغ الذي تم جمعه خلال السنوات الخمس الماضية إلى 120 مليار دولار.
أصبحت المملكة المتحدة أكثر قدرة على المنافسة في مجال التكنولوجيا بفضل مزيج من مشهد الشركات الناشئة المزدهر، ومجتمع الاستثمار النابض بالحياة، والسياسات الحكومية المواتية، وروح الابتكار.
أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت لندن تحافظ على مكانتها كمركز للتكنولوجيا هو جهود حكومة المملكة المتحدة لتنسيق الابتكار مع المعايير.
على سبيل المثال، قدمت المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا العام نهجًا جديدًا لتنظيم الذكاء الاصطناعي استنادًا إلى المبادئ الأساسية للسلامة والشفافية والإنصاف. تعمل الحكومة على تقديم صلاحيات قانونية جديدة للأسواق الرقمية بهدف تعزيز المنافسة وخلق تكافؤ الفرص لشركات التكنولوجيا.
إن التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وتكنولوجيا البلوك تشين والحوسبة الكمومية قريبًا، كلها تغذي الثورة الصناعية الرابعة.
تم مؤخرا استبدال وزارة الثقافة والإعلام والرياضة الرقمية بوزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا - وهي إشارة واضحة إلى نية الحكومة تعزيز مكانة البلاد كقوة عظمى في مجال العلوم والتكنولوجيا بحلول عام 2030.
وتخطط الوزارة لتنمية الاقتصاد في المملكة المتحدة، وخلق فرص العمل ذات الأجر الجيد في المستقبل، وحماية الأمن وتحسين حياة الناس بشكل جذري من خلال العلم والابتكار والتكنولوجيا. وتحظى الخطة بدعم حكومي يتجاوز 370 مليون جنيه إسترليني (418 مليون يورو) لتعزيز البنية التحتية، وجلب أفضل المواهب في العالم إلى المملكة المتحدة والاستفادة من إمكانات ابتكارات التعلم الآلي.
يتسارع التقدم التكنولوجي بسرعة، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الموارد البشرية. وتتوقع شركة مايكروسوفت الأمريكية للتكنولوجيا أنه بحلول عام ٢٠٢٥، ستتوفر ٣ ملايين وظيفة تكنولوجية جديدة في لندن. علاوة على ذلك، تتمتع العاصمة البريطانية أيضًا بتصنيف عالٍ فيما يتعلق بجودة الحياة.
وذكر تقرير مدينة الاختيار لعام 2023 الذي أعدته مجموعة بوسطن الاستشارية أن لندن تصدرت التصنيف باعتبارها "المركز العملاق الأكثر مرغوبا فيه"، متقدمة على نيويورك وشنغهاي وبكين ولوس أنجلوس.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)