حققت المركبة الفضائية الذكية لاستكشاف القمر (SLIM) التابعة لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) تاريخا في صناعة الفضاء في البلاد من خلال الهبوط على سطح القمر في حوالي الساعة 10:20 مساء يوم 19 يناير (بتوقيت فيتنام).
وبذلك تصبح اليابان ثالث دولة ترسل مركبة فضائية إلى القمر في القرن الحادي والعشرين، والخامسة في العالم منذ مهمة لونا 9 التي أطلقها الاتحاد السوفييتي في عام 1966.
20 دقيقة من الاختناق
وبدأ المسبار "سليم"، الملقب بـ"مطلق القمر" لأنه مزود بتكنولوجيا عالية الدقة، الهبوط على القمر في الساعة العاشرة مساء يوم 19 يناير (بتوقيت فيتنام).
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن كينجي كوشيكي، أحد مديري المشروع، قوله: "كانت بداية عملية التباطؤ للهبوط على القمر مثيرة للدهشة، إذ استمرت لمدة 20 دقيقة".
مركبة الهبوط SLIM اليابانية هي عبارة عن سفينة آلية صغيرة الحجم
أثناء هبوطها على القمر، استخدمت مركبة SLIM تقنية الملاحة المعتمدة على الصور، والتي تطلق عليها وكالة استكشاف الفضاء اليابانية اسم "العيون السحرية". التقطت المركبة الفضائية صورًا مستمرة لسطح القمر وحددت بسرعة موقعها الدقيق على الخريطة القمرية، والتي قامت منها تلقائيًا بتعديل مسارها للهبوط في الموقع المقصود.
وقال المخرج كوشيكي إنه في اللحظات الأخيرة من محاولة الهبوط، تم سحب مركبة الهبوط SLIM بشكل مستمر بواسطة الجاذبية نحو القمر، مما أجبر المحركات على متنها على العمل بشكل مستمر للحفاظ على سرعة مستقرة إذا كانت تريد "الهبوط بسلاسة" كما هو مخطط لها.
تبلغ أبعاد المركبة اليابانية الصغيرة 2.4 × 1.7 × 2.7 متر وتزن 200 كيلوغرام، وهي مصممة للقيام بهبوط دقيق للغاية في موقع محدد على سطح القمر. كما هبطت بعثات هبوط أخرى، بما في ذلك مركبة الفضاء أبوللو التابعة لوكالة ناسا، على القمر بدقة عالية. ومع ذلك، تأمل وكالة استكشاف الفضاء اليابانية أن تتمكن من إرسال سفن آلية صغيرة إلى القمر، تكون خفيفة الوزن ومنخفضة التكلفة.
تحطم مركبة هبوط أميركية على سطح القمر وانفجارها فوق المحيط الهادئ
رحلة سفينة الإنزال اليابانية
ومن المقرر إطلاق مركبة الهبوط SLIM إلى الفضاء في سبتمبر 2023. بعد مغادرة الأرض، يقوم SLIM بتنشيط نظام الدفع الموجود على متنه للشروع في الرحلة إلى القمر. وفي يوم عيد الميلاد، 25 ديسمبر/كانون الأول 2023، دخلت المركبة الفضائية بنجاح في مدار بيضاوي حول القمر.
ومنذ ذلك الحين، اقتربت مركبة SLIM من سطح القمر، وهبطت الليلة الماضية بنجاح جنوب ما يسمى ببحر الهدوء في القارة القطبية الجنوبية، حيث هبطت أبولو 11 في عام 1969.
وبحسب وكالة استكشاف الفضاء اليابانية، هبط SLIM في موقع محدد مسبقًا بعرض 100 متر. وبالمقارنة، فإن مدى الهبوط المخطط له لمركبة الفضاء الخاصة "بيرغرين" التي تنتجها شركة أستروبوتيك الأميركية، هو منطقة تمتد لعدة كيلومترات. لكن بعد مغادرة منصة الإطلاق في 8 يناير/كانون الثاني، تعرضت مركبة الفضاء بيرغرين لحادث خطير أدى إلى فقدان الوقود وأجبرها على التخلي عن محاولتها الوصول إلى القمر. عادت المركبة الفضائية بيرغرين إلى الغلاف الجوي للأرض قبل أن تحترق فوق المحيط الهادئ في 18 يناير.
وعلى عكس المهمات الروبوتية الأخيرة، ركزت بعثة SLIM على مسح موقع بالقرب من حفرة اصطدام تسمى شيولي داخل منطقة تعرف باسم بحر الرحيق. هذا هو المكان الذي يشتبه العلماء في أنه قد تشكل بعد نشاط بركاني قديم. ويمكن أن تساعد الجهود المبذولة لدراسة بنية الصخور في هذه المنطقة العلماء على اكتشاف أصل القمر.
بعد هبوط SLIM على تضاريس صخرية ووعرة، توقعت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية أن نجاح هذه المهمة قد يمهد الطريق لمهام مستقبلية خارج القمر، والوصول إلى كواكب ذات ظروف أكثر صعوبة.
[إعلان رقم 2]
رابط المصدر
تعليق (0)