إنتل تريد الانطلاق في سباق شرائح الذكاء الاصطناعي

إنتل، التي كانت عملاقًا في صناعة الرقائق، تواجه الآن خطر الاستحواذ - صورة: AFP

لكن السؤال هو، هل تستطيع تقنيات إنتل الجديدة أن تغير السوق أم أنها مجرد خطوة متأخرة للغاية بالنسبة لإنتل؟ وبعد أن كانت شركة متخصصة في "صيد" الشركات الصغيرة، أصبحت إنتل الآن هدفًا للاستحواذ بعد أن كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن شركة كوالكوم تريد شراء إنتل.

جهود إنتل

يعد كل من معالج Xeon 6 الجديد ومسرع الذكاء الاصطناعي Gaudi 3 بتحسين الأداء وكفاءة الطاقة، وهما محاولة من Intel لإثبات أنها تمتلك ما يلزم لتصبح لاعباً رئيسياً في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتقول شركة Intel إن شرائح Xeon 6 الجديدة، التي تحتوي على ضعف عدد أنوية الأداء في الجيل السابق، مصممة للذكاء الاصطناعي، في حين تم تصميم معالج Gaudi 3 خصيصًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية وسوف يتنافس بشكل مباشر مع سلسلة H100 من Nvidia و MI300X من AMD.

تفتخر شركة Intel بأن شركة IBM تستخدم مسرع Gaudi 3 في نظام IBM Cloud الخاص بها. وتقول الشركة إن Gaudi 3 يعمل على تسريع تدريب الذكاء الاصطناعي ويُعد أسرع بـ 1.5 مرة في تشغيل عمليات الذكاء الاصطناعي من وحدة معالجة الرسوميات NV 100 من Nvidia. وبالإضافة إلى ذلك، فإن السعر الجيد سيكون أيضًا ميزة لشركة Intel مقارنة بالشرائح باهظة الثمن التي تنتجها الشركات المنافسة.

في الوقت الحاضر، لم تعد شرائح Intel مطلوبة كما كانت في السابق. وبدلاً من ذلك، تتنافس شركات مثل Meta وMicrosoft وGoogle على شراء شرائح الذكاء الاصطناعي من Nvidia، مما أدى إلى ارتفاع سعر سهم الشركة.

في حين خسرت شركة إنتل الأموال، حيث انخفض سعر سهمها بنسبة 52%، ارتفع سهم إنفيديا بنسبة مذهلة بلغت 142% هذا العام، كما ارتفع سهم AMD بنسبة 12% خلال نفس الفترة.

وتخطط الشركتان المتنافستان لشركة إنتل لإجراء ترقيات كبيرة على خطوط الرقائق الخاصة بهما، وفي وقت سابق من هذا العام أعلنت شركة كوالكوم عن شريحة Snapdragon X Plus AI لأجهزة الكمبيوتر، متعدية على المجال الذي تهيمن عليه إنتل، وفقًا لشبكة CNBC.

ومع ذلك، يعتقد كيفن سوراس، المعروف باسم "أب" المساعدين الافتراضيين وواجهات المستخدم الصوتية ورئيس مجلس إدارة شركة التكنولوجيا توكين، أن سوق الذكاء الاصطناعي سوف يتغير.

السوق متعطش لبدائل لشريحة H100 من إنفيديا، التي يبلغ سعرها 40 ألف دولار. تتمتع إنفيديا بريادة قوية واحتكار في سوق وحدات معالجة الرسومات للذكاء الاصطناعي. هذا على وشك أن يتغير جذريًا، وعرض إنتل قوي بشكل مدهش، كما صرّح لموقع Techopedia.

وفي الوقت نفسه، قال السيد ميشال أوجلوديك، المدير التقني والمؤسس المشارك لشركة Ivy.ai - وهي شركة رائدة في توفير برامج الدردشة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، إن تحدي إنفيديا كان لا مفر منه. ليس من المستغرب أن تتخذ إنتل إجراءاتٍ بهذا الشأن. فالمنافسة الآن على أشدها، كما قال.

لماذا يتم استهداف شركة إنتل؟

ولكن من المؤكد أن شركة كوالكوم تحركت أيضًا، حيث ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرًا أن الشركة العملاقة تفكر في الاستحواذ على شركة إنتل لتعزيز أعمالها في مجال الرقائق.

ورغم عدم نشر أي أرقام حتى الآن، فإنه بالنظر إلى مكانة الشركتين في سوق الرقائق، فإن هذا قد يكون أكبر اندماج منذ سنوات والأكثر تأثيرا في تاريخ صناعة التكنولوجيا في العالم.

وعلى عكس منافسيها، لا تقوم شركة إنتل بتصميم الرقائق فحسب، بل تقوم أيضًا بتصنيعها، وكانت الشركة الأولى عالميًا في هذا المجال لعقود من الزمن. لكن الذراع التصنيعية لشركة إنتل عانت، وخسرت مليارات الدولارات وخسرت الأرض أمام منافستها التايوانية شركة TSMC في السنوات الأخيرة.

ومع ذلك، فإن شركة إنتل هي الشركة الأمريكية الوحيدة القادرة على إنتاج الرقائق على نطاق واسع في حين يتعين على منافسيها إنفيديا وكوالكوم وأيه إم دي الاعتماد على الموردين في تايوان.

وتنتظر شركة إنتل حاليًا إحياء قطاع التصنيع الخاص بها بفضل قانون CHIPs Act الذي أقره الرئيس جو بايدن، والذي لا ينظر إلى الرقائق باعتبارها تقنية فحسب، بل أيضًا باعتبارها قضية أمن قومي.

وفي هذا العام، حصلت الشركة على 8.5 مليار دولار، ويمكنها اقتراض 8.5 مليار دولار أخرى بموجب القانون. في منتصف سبتمبر 2024، أعلنت شركة إنتل أنها ستقوم بتقسيم قسم صناعة الرقائق المتعثر إلى شركة تابعة لها لتولي طلبات مثل تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي المخصصة لشركة أمازون.

هل ستكون شريحة الذكاء الاصطناعي Gaudi 3 من Intel بمثابة تغيير جذري أم أنها ستكون قليلة جدًا ومتأخرة جدًا؟ الجواب سيكون الوقت، ولكن من الواضح أن تاريخ إنتل في الابتكار وحجم أعمالها هائلان. وقال السيد سوراس: "لا يزال السباق نحو تطوير شرائح الذكاء الاصطناعي في بدايته، وهذه مجرد الجولة الأولى".

إنتل في ورطة

في أحدث تقرير أرباح ربع سنوي لها في أغسطس 2024، أعلنت شركة إنتل عن إيرادات وأرباح لكل سهم أسوأ من المتوقع. وخسرت الشركة أكثر من 30 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد التقرير، مما أثار المخاوف بشأن قدرتها على اللحاق بمنافسين مثل شركة TSMC، بحسب رويترز.

وبالإضافة إلى ذلك، تخطط الشركة أيضًا لخفض 15 ألف وظيفة وتقليص حوالي ثلثي عقاراتها في جميع أنحاء العالم بحلول نهاية هذا العام.

المصدر: https://tuoitre.vn/intel-muon-but-pha-trong-cuoc-dua-chip-ai-20240926075542979.htm