مصير الرهائن هو محور الاهتمام.
قالت إسرائيل إنها أبلغت عائلات 31 شخصا معتقلين في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول أن أحباءهم قد توفوا. وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن حماس أعطت ردا "إيجابيا بشكل عام" على المقترحات الخاصة باتفاق من شأنه أن يشهد وقف القتال والإفراج عن السجناء الفلسطينيين مقابل المزيد من الرهائن.
احتج أقارب الرهائن المحتجزين في غزة مطالبين الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لتحرير الأسرى - صورة: تايمز أوف إسرائيل
وبحسب آخر المعلومات فإن حماس اقترحت خطة لوقف إطلاق النار في غزة لمدة أربعة أشهر ونصف. خلال هذه الفترة، سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن، وستقوم إسرائيل بسحب قواتها من غزة.
ويأتي اقتراح الحركة - ردا على عرض قدمه وسطاء قطريون ومصريون الأسبوع الماضي وأقرته إسرائيل والولايات المتحدة - في أكبر جهد دبلوماسي حتى الآن للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد في غزة.
وبحسب معلومات استخباراتية عسكرية إسرائيلية حصلت عليها صحيفة الغارديان، فإن عدد القتلى يعادل أكثر من خمس الرهائن الـ136 المتبقين المحتجزين في غزة. في هذه الأثناء، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصدر آخر أطلعت عليه إسرائيل ومسؤولون أميركيون ومصريون قوله إن عدد الرهائن الذين قتلوا في غزة قد يصل إلى 50 شخصا.
وقد قدمت إسرائيل هذا التقدير خلال محادثات الرهائن في القاهرة في الأسابيع الأخيرة، ولعب دورا رئيسيا في المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن - الأحياء والأموات - الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وفقا لمسؤولين مصريين.
إذا كان أحدث تقدير إسرائيلي صحيحا، فإن هذا يعني أن نحو 80 من أصل 132 رهينة يعتقد أن حماس أو جماعات مسلحة أخرى تحتجزهم ما زالوا على قيد الحياة، وأن المسلحين يحتجزون العشرات من جثث المختطفين. حتى الآن لم يتم إرجاع أي شخص ميت.
ويشكل عدد الرهائن الأحياء والأموات محور المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر، والتي اقترحت إعادة المجموعتين من الرهائن مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
وتعتبر هذه القضية حساسة للغاية من الناحية السياسية في إسرائيل، حيث يشكل مصير الرهائن محور النقاش العام في البلاد. احتج أهالي الرهائن وقطاع كبير من الجمهور الإسرائيلي، مطالبين حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ببذل المزيد من الجهود لتحرير الأسرى حتى لو أعاق ذلك القتال ضد حماس.
وتستخدم السلطات الإسرائيلية سلسلة من المعايير الطبية الصارمة قبل إعلان وفاة أي رهينة رسميا، وقد كلفت لجنة خاصة مكونة من ثلاثة خبراء طبيين بتحديد ذلك. واعتمدت اللجنة على معلومات استخباراتية سرية ومقاطع فيديو وشهادات شهود عيان. اجتمعت المجموعة لأول مرة بعد أسبوعين من بدء القتال، لكن لم يُسمح لها بالوصول إلى الجثث في غزة.
وبحسب أعضاء اللجنة، فإن قرارات اللجنة لا تستند أبدا إلى معلومة واحدة مثل صورة أو بيان لحماس أو شاهد عيان، بل على أساس الترابط بين معلومات متعددة.
رد حماس والأسئلة الجوهرية
ويقول المحللون إن جوهر المحادثات هو ما إذا كانت هناك ضمانات، ضمنية أو صريحة، بأن وقف إطلاق النار الموسع سيصبح دائماً، وما إذا كان عدد السجناء الفلسطينيين الذين من المحتمل إطلاق سراحهم سوف يلبي طلب حماس بإفراغ السجون الإسرائيلية تقريباً. كما أن الوضع المستقبلي للقوات الإسرائيلية داخل غزة أثناء وقف إطلاق النار مثير للجدل أيضاً.
وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القاهرة يوم الثلاثاء لمناقشة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس مع زعماء المنطقة - صورة: WSJ
وتحدث بيان صادر عن حركة حماس عن "وقف شامل وكامل لإطلاق النار، يوقف العدوان على شعبنا". وكانت إسرائيل قد استبعدت في السابق وقف إطلاق النار الدائم، ويعتقد أنها تقترح فقط وقفا للقتال لمدة 40 يوما.
وتشكل الاختلافات المذكورة أعلاه عقبات أمام عملية التفاوض. لكن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي تقوم بلاده بدور الوسيط بين الجانبين، قال إن رد حماس على المقترحات التي قدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل لا يزال "يبعث على التفاؤل".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال حديثه مع رئيس الوزراء القطري في جولته الإقليمية الخامسة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إنه سيناقش أيضا رد حماس على إسرائيل. وقال السيد بلينكن: "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكننا نواصل الاعتقاد بأن التوصل إلى اتفاق ممكن وضروري بالفعل".
وتأتي زيارة الوزير بلينكن في ظل قلق مصري متزايد بشأن نية إسرائيل المعلنة توسيع نطاق الحرب في غزة إلى مناطق على الحدود المصرية، وخاصة مدينة رفح، موطن أكثر من مليون نازح فلسطيني.
وترى الولايات المتحدة أن وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الأكثر واقعية لخفض التوترات في مناطق أبعد، وخاصة في مضيق باب المندب في البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون في اليمن هجمات على السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.
نجوين خانه
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)