يواجه الاقتصاد الروسي صعوبات، لكن عملاق السلع الأساسية لا يزال قادرا على رفع أسعار منتجاته الرئيسية.
وصل سعر برميل النفط الخام الروسي "الأورال" إلى 60 دولارا في 12 يوليو/تموز، متجاوزا السقف الذي حددته مجموعة السبع العام الماضي في محاولة لكبح إيرادات موسكو، وفقا لوكالة أرجوس ميديا لتقارير الأسعار. ويُنظر إلى هذا باعتباره انتصاراً اقتصادياً لموسكو وضربة لجهود العقوبات الغربية.
إن سقف سعر 60 دولاراً للبرميل الذي فرضته دول مجموعة السبع على روسيا يهدف إلى تحقيق هدفين: الحد من تدفق عائدات موسكو من الطاقة إلى الصراع في أوكرانيا، والسماح للنفط الروسي بمواصلة التدفق إلى الاقتصاد العالمي، وبالتالي كبح جماح التضخم الساخن.
لقد كان لسقف الأسعار تأثير كبير على خزانة روسيا هذا العام. سجلت البلاد فائضًا في الحساب الجاري بقيمة 5.4 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2023، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 93٪ من فائض قياسي بلغ 76.7 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لبيانات البنك المركزي الصادرة في 11 يوليو.
ومع ذلك، كسر سعر خام الأورال الرائد في روسيا سقف السعر في 11 يوليو ليصل إلى 60.32 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ منتصف نوفمبر 2022، وفقًا لتقرير رؤى السلع الأساسية لشركة S&P Global.
وأظهرت بيانات أرجوس ميديا أيضًا أن أسعار النفط الخام الأورال ارتفعت إلى 60.78 دولارًا للبرميل في ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود في 12 يوليو. وبلغ سعر هذا المنتج في ميناءي البلطيق ونوفوروسيسك 62.22 دولارًا للبرميل و63.22 دولارًا للبرميل على التوالي في 13 يوليو، وفقًا لرويترز.
إن سعر النفط الروسي الذي يتجاوز السعر الأقصى يسبب صداعًا لكبار المشترين للخام الروسي، وخاصة الهند.
أصبحت الهند مشتريا كبيرا للنفط الروسي بعد أن أشعلت الدولة الأوروبية الصراع في أوكرانيا وفرضت عليها عقوبات غربية. الصورة: نيويورك تايمز
قالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة فاندا إنسايتس، وهي شركة متخصصة في تحليلات أسواق الطاقة العالمية ومقرها سنغافورة: "توخت البنوك الهندية الحذر الشديد خلال الأشهر القليلة الماضية خوفًا من العقوبات. وطلبت من شركات التكرير إثبات أن سعر البيع الفوري لشحناتها أقل من 60 دولارًا أمريكيًا لتتمكن من سداد مستحقاتها".
إذا ارتفعت أسعار النفط فوق 60 دولارا للبرميل مرة أخرى، فسوف تضطر روسيا ومشتري النفط منها إلى استخدام شركات التأمين ومشغلي الناقلات غير الغربية بشكل متزايد لتجنب الإجراءات العقابية من مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.
وأضافت السيدة هاري: "قد تضطر روسيا إلى تقديم خصومات أكبر لمواصلة جذب المشترين في آسيا، أو قد يضطر الوسطاء إلى خفض هوامش ربحهم".
وقال فيفيك دار، رئيس أبحاث الطاقة والسلع التعدينية في بنك الكومنولث الأسترالي، إن هذه الخطوة تعني أن روسيا ستضطر إلى الاعتماد بشكل أكبر على ناقلاتها وخدماتها، أو تلك التابعة لما يسمى بالدول الصديقة.
وأضاف دار أن منتجي أوبك+ قد يجدون صعوبة في استبدال هذه الناقلات والخدمات الغربية.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان : "نحن نراقب السوق عن كثب بحثا عن أي انتهاكات محتملة لسقف الأسعار".
نجوين تويت (بحسب بلومبرج، بيزنس إنسايدر، رويترز)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)