في كوخ في تونس، تنتظر ليلى وجبة ساخنة من "مطعم الحب"، وهو شريان حياة للأشخاص المشردين مثلها.
قالت ليلى، وهي امرأة تبلغ من العمر 50 عاماً من العاصمة التونسية تونس، إنها تعيش في الشوارع منذ أكثر من 27 عاماً. ولم تكن ترغب في الذهاب إلى ملجأ، وشعرت بالأمان وهي تعيش في خيمة مؤقتة بجوار مدخل حديقة الحيوانات في مدينة تونس.
تشعر ليلى بالسعادة دائمًا عندما ترى متطوعين من المنظمات غير الحكومية Universelle وSamu Social يحضرون لها الطعام والملابس كل مساء جمعة. وفي الأيام المتبقية لم تأكل أكثر من علبة سردين.
يتم تقديم وجبة العشاء الأسبوعية يوم الجمعة من مطبخ "مطعم الحب"، وهي مبادرة خيرية أطلقتها منظمة يونيفرسال قبل ثلاث سنوات لمساعدة المشردين في تونس. ويقدر عدد المشردين في العاصمة التونسية بالمئات.
تستمتع ليلى (يمينًا) وشخص بلا مأوى آخر بوجبة طعام يقدمها "مطعم الحب" في العاصمة تونس، في 26 يناير/كانون الثاني. الصورة: وكالة فرانس برس
قال رئيس جمعية يونيفرسال نزار خضري إن "مطعم الحب" هو أول نموذج أعمال منخفض التكلفة يساعد المشردين في تونس. يعتبر هذا المطعم من المطاعم الاقتصادية ذات الأسعار المناسبة للجميع، حيث يبلغ سعر طبق المعكرونة 4.5 دينار فقط (1.40 دولار).
يمكن للمشردين تناول الطعام مجانًا في المطعم، وهو ما يمثل حوالي 30% من إجمالي 400 إلى 450 وجبة يتم تقديمها كل يوم. كما وضع المطعم صندوقًا عند صندوق الدفع حيث يمكن للعملاء التبرع لمساعدة المشردين إذا رغبوا في ذلك.
وأضاف الخضري "تذهب جميع أرباح المطعم إلى المشردين، كما نقوم بتوظيف بعض المشردين ونحاول تشجيعهم على الاندماج في المجتمع".
وتوقع خضري أن يستمر ارتفاع أعداد المشردين في العاصمة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص فرص العمل. وأضاف خضري أن "الوضع الاقتصادي له تأثير كبير على هذه الفئة الضعيفة".
ومن المتوقع أن يبلغ معدل النمو في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا 1.2% فقط في عام 2023، في حين من المتوقع أن يبلغ التضخم 8.3% في عام 2022، وفقا لبيانات البنك الدولي.
في ظل التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الوباء وارتفاع أسعار المواد الغذائية في أعقاب اندلاع الصراع في أوكرانيا، ترتفع معدلات الفقر في بلد يبلغ عدد سكانه 12 مليون نسمة. بلغ معدل الفقر الوطني في تونس سنة 2021 نسبة 16,6%، لكنه في المناطق الريفية بلغ نحو 25%.
وقال صبري، وهو رجل ثلاثيني يكسب عيشه من بيع المناديل في شوارع تونس، إنه أراد الانتحار عدة مرات. وقال صبري "لقد سئمت من العيش في الشوارع طيلة العشرين عاما الماضية" ولا أرى أي حل في الأفق.
متطوعون من "مطعم الحب" يقومون بإعداد وجبات الطعام للمشردين في تونس العاصمة، تونس في 26 يناير/كانون الثاني. الصورة: وكالة فرانس برس
وقال رفيق بوكتيف، المسؤول بوزارة الشؤون الاجتماعية التونسية ورئيس مركز الإغاثة في تونس، إن الجمع بين موارد الدولة والمنظمات غير الحكومية كان نهجا فعالا لمساعدة العديد من المشردين.
ويعمل في مركز بوكتيف نحو 50 شخصا، وتبلغ ميزانيته 400 ألف دينار (128 ألف دولار). بالشراكة مع Universalle وSamu Social، يقوم مركز Bouktif بتوسيع نطاقه لمساعدة المشردين في منطقة تونس.
وقال بوكتيف إن "الطموحات كبيرة لكن الإمكانيات محدودة".
وقد اعتبر العديد من رواد المطعم من مختلف مناحي الحياة في تونس أن الفكرة رائعة. وقالت أسماء، وهي موظفة حكومية تتناول الطعام في "مطعم الحب" بشكل متكرر بعد أن علمت بالمبادرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "نحن نأكل ولكن في نفس الوقت نساعد الآخرين على تناول وجبة كاملة".
ثانه تام (بحسب وكالة فرانس برس )
[إعلان رقم 2]
رابط المصدر
تعليق (0)