وقالت أوكرانيا إن "الفيضان الكبير" سيترك مئات الآلاف من الأشخاص دون مياه شرب، ويغمر عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية، وسيحول أيضا ما لا يقل عن 500 ألف هكتار من الأراضي في الروافد العليا لنهر دنيبرو إلى "صحراء" بسبب نقص الري.
ويواجه عشرات الآلاف من الأشخاص الذين بقوا على جانبي خط المواجهة في خيرسون الآن فيضانات إضافية بسبب تدمير السد الكهرومائي هناك. الصورة: رويترز
في المناطق التي غمرتها المياه، يتعين على الناس أن يخوضوا الشوارع المغمورة بالمياه وهم يحملون أطفالهم على أكتافهم وأمتعتهم في أكياس بلاستيكية. واستخدم رجال الإنقاذ قوارب مطاطية للبحث عن الضحايا في المناطق التي ارتفع منسوب المياه فوق رؤوسهم.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور إنه من المستحيل التنبؤ بعدد الأشخاص الذين سيموتون في المناطق المتضررة من الفيضانات، داعيا "العالم إلى الاستجابة بوضوح وسرعة" لمساعدة الضحايا.
وجاء انهيار سد نوفا كاخوفكا يوم الثلاثاء في الوقت الذي تستعد فيه أوكرانيا لهجوم مضاد كبير في صراعها مع روسيا. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن التسبب في هذه الحادثة. قالت كييف إن قواتها شنت هجوما مضادا في مدينة باخموت شرقي أوكرانيا. وقالت روسيا إنها أحبطت الهجوم.
وقال أوليكسي دانيلوف، أمين عام مجلس الأمن القومي الأوكراني، إن الهجمات المستمرة لا تزال محلية ولم يبدأ الهجوم الشامل بعد. وقال "بمجرد أن نبدأ، فإن الناس سوف يعرفون ذلك، وسوف يرون ذلك".
وقالت كييف قبل أشهر إن القوات الروسية سيطرت على السد في وقت مبكر من الحرب وربما فجرته في محاولة لمنع القوات الأوكرانية من عبور نهر دنيبرو خلال هجوم مضاد.
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أوكرانيا بتدمير السد بناء على اقتراح الغرب، قائلا إنها "جريمة حرب" أدت إلى تصعيد الصراع. ووصف بوتن الحادث بأنه "كارثة بيئية وإنسانية"، بحسب بيان للكرملين.
ولم يقدم أي طرف حتى الآن أدلة عامة تثبت من هو المسؤول. في هذه الأثناء، يقول بعض الخبراء إن السد قد ينهار بسبب تأثير القتال ونقص الصيانة.
تظهر صور الأقمار الصناعية في 7 يونيو انتشار مياه الفيضانات على نطاق واسع في المناطق على جانبي نهر دنيبرو، خيرسون، أوكرانيا. الصورة: رويترز/كوبرنيكوس
فرضت القوات الروسية حالة الطوارئ في المناطق التي تسيطر عليها في مقاطعة خيرسون، حيث تقع العديد من البلدات والقرى في الأراضي المنخفضة المكشوفة أسفل السد. في بلدة نوفا كاخوفكا المجاورة للسد، غمرت المياه البنية الشوارع الرئيسية وأصبحت مهجورة تقريبًا.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن رئيس بلدية المدينة فلاديمير ليونتييف قوله إن أكثر من 30 ألف متر مكعب من المياه تتدفق من خزان السد كل ثانية، وإن المدينة معرضة لخطر التلوث بمياه الفيضانات.
في غضون ذلك، قال الرئيس زيلينسكي يوم الأربعاء إنه "صُدم" مما أسماه نقص المساعدات من الأمم المتحدة والصليب الأحمر لضحايا الكارثة حتى الآن. وبعد وقت قصير من ذلك، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر أنه "خلال الساعات القليلة المقبلة سنرسل مساعدات لتلبية الاحتياجات الفورية".
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن فريقا موجود في خيرسون لتنسيق جهود الإغاثة. ويعد الحصول على مياه الشرب مصدر قلق كبير، وقد تم توزيع حوالي 12 ألف زجاجة مياه و10 آلاف قرص تنقية على السكان حتى الآن.
هوانغ آنه (بحسب تاس، رويترز)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)