تمتص جذور الأشجار التي يبلغ عمرها 385 مليون عام ثاني أكسيد الكربون من الهواء، مما يؤدي إلى تغيير كبير في الغلاف الجوي للأرض.
نظام جذر الأركيوبتريس كما يظهر من الأعلى. الصورة: كريستوفر بيري
تقع أقدم غابة في العالم في محجر مهجور بالقرب من القاهرة، نيويورك. تحتوي الصخور التي يبلغ عمرها 385 مليون عام على جذور متحجرة لعشرات الأشجار القديمة. ومع تطوير الأشجار لهذه الجذور، ساعدت في سحب ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الهواء وتخزينه، مما أدى إلى تغيير مناخ الأرض بشكل كبير، مما أدى إلى الغلاف الجوي كما نعرفه اليوم، وفقًا لـ IFL Science .
اكتشف كريستوفر بيري، عالم النباتات القديمة في جامعة كارديف بالمملكة المتحدة، وزملاؤه الموقع في عام 2009. وكان بعض الجذور المتحجرة هناك يبلغ قطرها 15 سم وتشكل نمطًا دائريًا بعرض 11 مترًا من جذع الشجرة. ويبدو أن هذه الأشجار تنتمي إلى جنس Archaeopteris ، وهي شجرة ذات جذور خشبية كبيرة وفروع مورقة كثيرة وترتبط بالأشجار الحديثة، بحسب الدراسة التي نشرت في مجلة Current Biology. في السابق، لم يكن عمر أقدم حفريات الأركيوبتريس يتجاوز 365 مليون سنة. يظهر موقع القاهرة أن الأركيوبتريس تطور إلى سمات حديثة منذ 20 مليون سنة.
ويقول كيفن بويس، عالم الجيولوجيا بجامعة ستانفورد في بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، إن الأشجار مثل تلك الموجودة في القاهرة كان لها تأثير كبير على المناخات القديمة. تتعمق جذور الشجرة في الأرض، مما يؤدي إلى كسر الصخور الموجودة تحت الأرض. ويطلق الجيولوجيون على هذه العملية اسم "التجوية". ويعمل على تعزيز التفاعل الكيميائي الذي يسحب ثاني أكسيد الكربون من الهواء ويحوله إلى أيونات كربونات في المياه الجوفية. وفي نهاية المطاف، تتدفق المياه الجوفية إلى البحر وتحاصر في الحجر الجيري.
وبسبب العوامل الجوية وآثارها المتتالية، انخفضت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى مستوياتها الحالية بعد فترة وجيزة من ظهور الغابات. منذ عشرات الملايين من السنين، كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون أعلى بمقدار 10 إلى 15 مرة مما هي عليه في العصر الحديث. تشير بعض الدراسات إلى أن الانخفاض الكبير في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أدى إلى زيادة ثابتة في مستويات الأكسجين، مما أدى إلى وجود غلاف جوي يحتوي على حوالي 35٪ من الأكسجين قبل 300 مليون سنة. وقد أدى هذا إلى تطور الحشرات العملاقة في ذلك الوقت، بعضها يصل طول جناحيها إلى 70 سم، والتي كانت تعيش في الغابات القديمة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يكتشف فيها الباحثون غابة بدائية. وكان الرقم القياسي السابق مسجلاً لغابة أحفورية في جلبوع بنيويورك، على بعد نحو 40 كيلومتراً من القاهرة، وتحتوي على عينات من الأشجار يبلغ عمرها 382 مليون سنة.
آن كانج (وفقًا لـ IFL Science/Science )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)