الآثار المقدسة للجنود المخلصين
في جو مهيب وعميق، في قاعة القيادة العسكرية الإقليمية، قدم العقيد نجوين مان هونغ - رئيس الإدارة الخلفية العسكرية، قسم السياسة الاجتماعية، آثارًا وتذكارات لأربعة شهداء قاتلوا وضحوا خلال حرب المقاومة ضد فرنسا إلى أقارب العائلات. وتضمنت القطع الأثرية المقدمة شهادة وفاة، ودفتر ملاحظات شخصي، وشهادة زواج، وشهادة استحقاق، وخاصة قلادة وخاتم من الذهب - مجوهرات بسيطة ولكنها تحتوي على العديد من القصص غير المروية.
ومن بين هذه القطع الأثرية الأكثر إثارة للمشاعر، دفتر الشهيد ترونغ دوي. الدفتر الصغير بحجم راحة اليد، يحتوي على ما يقرب من 30 صفحة من الورق التي تغيرت ألوانها على مر السنين، لكن الكلمات لا تزال واضحة للغاية، لا تسجل فقط الحياة اليومية ورحلات القتال، بل أيضًا مذكرات روحية، حيث تمثل كل ضربة اعتقادًا ومثالًا للحياة وتطلعًا إلى الاستقلال للأمة. عندما كنا نقلب صفحات دفاتر الشهداء، شعرنا بأعمق المشاعر عند قراءة المقالات الأربعة للمؤلف: "حان الوقت"، "النصر"، "الشمال والجنوب بيت واحد"، وقصيدة "الذين لن يعودوا". وفيه سجل المؤلف تعاليم العم هو حول الفرص الثورية؛ عن الإرادة القوية، العازمة على التغلب على كل الصعوبات في حرب المقاومة ضد الفرنسيين حتى النصر النهائي؛ رؤى لحياة سلمية ومستقلة وسعيدة للشعب بعد حرب المقاومة المنتصرة، عندما كان الشمال والجنوب واحدًا؛ التضحية البطولية للرفاق الذين تركوا خلفهم في الجبال والغابات...
صفحة من مذكرات شعرية كتبت عن رفاق الشهيد ترونغ دوي الذين سقطوا. |
عندما أمسك السيد ترونغ ثانه فونغ (من دائرة نينه دا، بلدة نينه هوا، ابن شقيق الشهيد ترونغ دوي) بدفتر ملاحظات عمه قبل وفاته قبل أكثر من سبعين عامًا، لم يستطع إخفاء انفعاله: "اليوم، أشعر وكأنني أرى العم دوي يعود! كل كلمة في الدفتر هي صوته، نبضُ الوطنية وتضحيات الجيل السابق من أجل الاستقلال الوطني، ومن أجل السلام وسعادة الشعب. لقد سمعت عنه الكثير من القصص، لكن هذه هي المرة الأولى التي "ألتقيه" فيها عن قرب!" وذرفت الدموع ليس فقط من أقارب الشهيد بل من شهود العيان أيضا. لقد شعر جميع الضباط والجنود الحاضرين في الحفل بقداسة لا يمكن وصفها بالكلمات!
تأثر السيد ترونغ ثانه فونج عندما قرأ المذكرات التي تركها عمه قبل وفاته. |
لا تعد الآثار والتذكارات التي تركها الشهداء مجرد قطع أثرية، بل إنها أيضًا دليل حي على فترة بطولية. لوحة الجدارة وشهادة زواج الشهيد دو كات (من منطقة فان نينه، توفي عام 1954) ذات الختم الأحمر الساطع، على الرغم من بهتانها على مر السنين، لا تزال تردد أغنية سنوات المقاومة وتثبت الحب والتعلق وما ضحى به الجنود من أجل الوطن، بما في ذلك سعادتهم الخاصة...
لوحة تقدير الشهيد دو كات. |
امتنان عميق
إن الاحتفال ليس مجرد شكل من أشكال العطاء والأخذ، بل هو امتنان عميق، يثير الفخر والامتنان لجيل الآباء والإخوة الذين سقطوا في سبيل استقلال وحرية الوطن. إن الآثار والتذكارات التي تم تسليمها ليست ممتلكات شخصية فحسب، بل هي أيضًا "كنوز روحية" للأمة بأكملها. إن عملية البحث عن رفات الشهداء وتذكاراتهم والتحقق منها هي دائمًا عملية معقدة ومستمرة وذات معنى. ولتحقيق النتائج التي حققناها اليوم، لم يخشَ ضباط وجنود العديد من الأجهزة والوحدات الوظيفية المشاق، فتتبعوا آثار الغابات العميقة، والجبال العالية، وخطوط المعلومات الصغيرة المنتشرة في ساحات القتال... إن رفات الشهداء وتذكاراتهم هي "جسور الذكريات"، التي تساعد عائلات الشهداء على معرفة المزيد عن خلفيتهم، ومسيرتهم النضالية، وتضحياتهم. وهذه أيضًا أمنيات مقدسة تنتظرها العديد من العائلات منذ عقود.
قام العقيد نجوين مان هونغ بتسليم رفات وتذكارات الشهداء إلى عائلاتهم. |
وفي الحفل، قدم وفد إدارة السياسات الاجتماعية والقيادة العسكرية الإقليمية أيضًا هدايا لأسر 4 شهداء و14 شخصًا بارزًا في المنطقة، بقيمة إجمالية تزيد عن 41 مليون دونج، معربًا بعمق عن امتنان واهتمام الحزب والدولة والجيش بالمساهمات العظيمة والتضحيات البطولية للشهداء. مساهمات ذوي الشهداء وأصحاب الخدمات الجليلة في النضال من أجل الاستقلال الوطني. أكد العقيد نجوين مانه هونغ، في كلمته خلال الحفل، على أن "البحث عن رفات الشهداء وتذكاراتهم وجمعها والتحقق منها وإعادتها إلى عائلاتهم مسؤولية مقدسة دائمًا. في الماضي، خلال الحرب، كان على البلاد بأكملها التركيز على خط المواجهة. من ناحية أخرى، وعلى مدى فترات عديدة، لم تكن لدينا أفضل الظروف لإدارتها وحفظها بشكل منهجي ودقيق. لذلك، فُقدت هذه الرفات والتذكارات أحيانًا وحُفظت في أرشيفات الوكالات. ومع ذلك، وبمسؤوليتها ومحبتها، قامت إدارة السياسات الاجتماعية بالتنسيق مع السلطات المحلية لبذل الجهود للعثور على المعلومات ذات الصلة والتحقق منها، رغبةً في إعادة رفات الشهداء إلى عائلاتهم وأحبائهم في أقرب وقت. إن رفات الشهداء وتذكاراتهم التي تُسلم إلى عائلاتهم اليوم، على الرغم من صغر حجمها، لها قيمة روحية كبيرة!"
الـ ANH
المصدر: https://baokhanhhoa.vn/xa-hoi/202504/gap-lai-cac-anh-qua-nhung-ky-vat-thieng-lieng-95c7cca/
تعليق (0)