في الفترة من 4 إلى 7 نوفمبر، قام رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بزيارة مهمة إلى الصين، بدعوة من نظيره المضيف لي تشيانغ.
ووصفت وسائل الإعلام الصينية، بما في ذلك صحيفة جلوبال تايمز وشبكة تلفزيون الصين الدولية، زيارة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بأنها "فصل جديد" و"اختراق" في العلاقات الثنائية. (المصدر: AAP) |
توقع حيوية جديدة
وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء أسترالي إلى الصين منذ سبع سنوات، وسط توتر العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة.
في عهد رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون، انتهجت أستراليا سياسةً صارمةً تجاه الصين في مجالاتٍ مثل الاتصالات، والتحقيق في منشأ الوباء، وتقييد التجارة الثنائية. وردّت الصين أيضًا بفرض قيودٍ على الصادرات الأسترالية الرئيسية إلى الصين، مما أدى إلى دخول العلاقات بين البلدين في واحدةٍ من أصعب الفترات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام ١٩٧٢.
بعد توليها السلطة في عام 2022، أجرت حكومة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز تعديلات في السياسة الخارجية تجاه الصين. واستأنف البلدان الحوار والمشاورات في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وتعزيز الحوار والتبادلات على كافة المستويات.
التقى الرئيس شي جين بينج ورئيس الوزراء ألبانيز على المستوى الثنائي على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا في نوفمبر 2022. عقد رئيس الوزراء لي تشيانغ ورئيس الوزراء ألبانيز اجتماعا على هامش قمة شرق آسيا في إطار القمة الثالثة والأربعين لرابطة دول جنوب شرق آسيا في جاكرتا بإندونيسيا في سبتمبر/أيلول الماضي. كما اتخذ الجانبان خطوات لرفع العقوبات التجارية وتسهيل صادرات كل منهما، وهو ما يدل على أن العلاقات الثنائية أظهرت علامات واضحة على التحسن.
ومن ثم فإن هذه الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء ألبانيز هي نتيجة للتعديل الأخير في السياسة الأسترالية تجاه الصين، فضلاً عن الرغبة في تحسين وتعزيز العلاقات بين الجانبين، ومن المتوقع أن تجلب حيوية جديدة للعلاقات الثنائية.
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينج في قاعة الشعب الكبرى في بكين في 6 نوفمبر. (المصدر: رويترز) |
علاقة "جيدة ومستقرة"
وفي إطار هذه الزيارة، أجرى رئيس الوزراء الأسترالي محادثات واتصالات مهمة مع كبار القادة الصينيين.
وأصدر الجانبان بيانا مشتركا بشأن نتائج الاجتماع السنوي بين رئيسي وزراء الصين وأستراليا. وأكد البيان المشترك دعم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأستراليا، وأهمية أن تكون العلاقات الثنائية مستقرة وبناءة، وتتميز بالاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والتنمية المطردة؛ أستراليا ملتزمة بسياسة الصين الواحدة.
وأكد الجانبان أيضا على أهمية ميثاق الأمم المتحدة والالتزام بالالتزامات في منظمة التجارة العالمية، واتفقا على مواصلة التعاون في المنتديات المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ وقمة شرق آسيا، وأوليا أهمية للتعاون في إطار الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة. واتفق البلدان أيضا على مواصلة التعاون وتوسيع الاتصالات في مجالات مثل السياسة والتجارة الثنائية والتعاون في مجال تغير المناخ والطاقة والبيئة والتبادلات الشعبية والثقافية وغيرها.
وفي الاجتماع مع الزعيم الأسترالي، أكد الرئيس شي جين بينج أن الصين وأستراليا دولتان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وعضوان مهمان في مجموعة العشرين، وأن البلدين ليس لديهما مظالم تاريخية أو صراعات جوهرية على المصالح ويمكنهما أن يصبحا شريكين جديرين بالثقة وناجحين بشكل متبادل.
وأكد أن العلاقة "الجيدة والمستقرة" مع أستراليا تساهم في ضمان مصالح كل دولة ومن المهم العمل على رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى استراتيجي. الصين مستعدة لتعزيز التعاون الثلاثي والمتعدد الأطراف مع أستراليا لدعم دول جنوب المحيط الهادئ في تعزيز مرونة التنمية، والاستجابة لتغير المناخ والتحديات الأخرى، والحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بطريقة منفتحة وشاملة.
خطوة دبلوماسية
ويمكن القول إن زيارة رئيس الوزراء الأسترالي للصين حققت نتائج جيدة في إنهاء فترة التوتر وفتح مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية. ومع ذلك، يمكننا أن نرى أن كلا الجانبين لا يزال لديه بعض الشكوك.
قبل الزيارة مباشرة، قام رئيس الوزراء ألبانيز بزيارة إلى الولايات المتحدة في نهاية أكتوبر، وزيارته الثانية للولايات المتحدة في عام 2023، في محاولة "لبناء تحالف من أجل المستقبل"، مع التركيز على تعزيز تنفيذ الاتفاقيات في إطار AUKUS، وتعزيز اتفاقية التجارة الحرة التي وقعتها الولايات المتحدة مع أستراليا، وتعزيز التعاون في مجال المناخ والمعادن الحيوية والطاقة النظيفة.
ويظهر هذا أن أستراليا لا تزال تقدر عاليا علاقتها مع الولايات المتحدة، حليفتها التقليدية.
وتظهر الزيارات المذكورة أعلاه سياسة خارجية أكثر مرونة وديناميكية وعملية لأستراليا في ظل رئيس الوزراء الجديد، عندما يتعلق الأمر بتعزيز والحفاظ على التحالف مع الولايات المتحدة وتحسين العلاقة مع الصين وإعادتها إلى مسارها الصحيح من أجل التنمية.
وفي سياق المنافسة الاستراتيجية الشرسة بين القوى الكبرى كما هو الحال اليوم، يمكن القول إن الخطوة الدبلوماسية الأسترالية الأخيرة هي خيار مناسب، بمعنى ليس فقط مساعدة أستراليا على تحسين العلاقات مع ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، الشريك الرائد لأستراليا، الصين، مما يجلب الفوائد للبلاد، ولكن أيضًا مساعدة أستراليا على تجنب الوقوع في المنافسة الحالية بين القوى العظمى.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)