(قراءة مجموعة الشعر "عشرة أصابع خريفية" للشاعر فو فان لوين، دار النشر التابعة لاتحاد كتاب فيتنام، 2023)
أصدر الشاعر فو فان لوين، عضو جمعية كتاب فيتنام، في عام 2023 مجموعة شعرية بعنوان "10 أصابع الخريف" وقد حصل هذا العمل مؤخرًا على جائزة "أ" في الأدب من جمعية الأدب والفنون الإقليمية في كوانغ تري.
إن المجموعة الشعرية المذكورة أعلاه هي إرث واستمرار في كتابات الشاعر فو فان لوين، مما يدل على الاتساق في أسلوب الكتابة للشاعر المحترف في كوانج تري. وتتخلل القصائد الواقعية قصائد غير واقعية، مما يدل على التنوع والاستكشاف في العمل الفني للمؤلف. كما أن موضوعات المجموعة الشعرية غنية ومتنوعة ومتعددة الأوجه. قد تكون ذكريات رحلات ومشاعر شعرية من أماكن أو أفكار وفلسفات شخصية لكاتب لديه شغف بالشعر والحياة.
مثل القصيدة الواقعية "المطر يذكرني بشخص ما" فهي عاطفية وذات مغزى مثل أغنية شعبية بنكهة شعبية ولكنها لا تزال تجد طريقة أخرى للقول: "بعد أن تأتي الشمس الحارقة ويهطل المطر الغزير/ تحملت المنطقة الوسطى بصمت لفترة طويلة/ الشتاء بارد مثل المحراث/ البراعم الخضراء لا تزال مليئة بالبرتقال الثمين... منذ وقت ليس ببعيد، كانت هناك العديد من العواصف/ لم تلتئم بعد، تذكرني الجروح القديمة/ تنتظر طوال الليل لحظة من الصمت/ ولكن لماذا السماء والأرض تتذمران مع بعضهما البعض...". "الشتاء بارد كالمحراث" أو "انتظار الصمت طوال الليل" هي اكتشافات الشاعر الدقيقة.
تبدأ أغنية "سين ثونج زا": "براعم اللوتس مثل عصر اكتمال القمر الذي بدأ للتو / توقف عن غناء أغنية الأطفال / توقف عن تجديل ذيل الحصان / الأمواج تعرف بالفعل العاصفة ...". الجمل الثلاث الأولى تحمل إحساسًا بالأغنية الشعبية، لكن الجملة الأخيرة هي استكشاف شعري حديث، وتقدم للقارئ ارتباطات غير متوقعة.
ولكن هناك عدد لا بأس به من القصائد التي تطغى فيها السريالية على الواقعية. وإذا كان هناك أي واقع، فهو مجرد ذريعة، أو مسمار يدق في الحائط لتعليق قصيدة المؤلف. "عشرة أصابع الخريف" مثال: "... عشرة أصابع، قصيرة وطويلة، متموجة، وهم/ حلم قطيع من الأبقار/ العودة إلى قلب المدينة/ طموح الريح/ الموت في العشب العطر..." إلى نهاية القصيدة، يتكثف المعنى الشعري، ويشوش ومتقطع، ويبدو غير واضح، ويتطلب مجال ارتباط مختلفًا عن المعتاد وأحكامًا غامضة من أبيات موحية: "عشرة أصابع عمياء/ شخصيات مقلوبة بالأبيض والأسود/ يتحول النهر الأخضر إلى بحر أحمر/ صوت الناي يقتل الذكريات/ الخريف فجأة".
ومن منظور آخر، إذا فحصنا الأمر من منظور رسمي، يمكننا أيضًا العثور على بعض النتائج المثيرة للاهتمام. على سبيل المثال، غالبًا ما يرتكب الكاتب قلقه الإبداعي في الليل أو بعد النوم، أو يكون أرقًا كما تشير أسماء العديد من القصائد: استيقظ مع الطيور، استيقظ، أصوات الطيور في الليل، الليلة الماضية، أحلم بهوي وبك، ليلة روحية، حزين مثل أوراق الليل، ليلة بلا قمر، ليلة مضطربة أفتقد فيها الأم، ليلة لم تعد ضحلة مع السماء الزرقاء، حلم، ليلة مليئة بالأحلام، استيقظ مع أصوات الطيور، أحلم بأصوات الطيور التي تطرق الباب في الليل، تهدئة ليلة أرق، أحلام الطيور، حلم الغناء عن سايجون المريضة، الليل يستمع إلى صوت المطر، الليل ينادي.
لقد أصبح الهوس الليلي مفهوماً فنياً، رمزاً يتكرر كثيراً في هذه المجموعة الشعرية. وهو أيضاً طريقة الكاتب في مواجهة ذاته، وتعميق أفكاره، والانجراف بين شاطئي الواقع والوهم، بالتجسد والجسد المنقسم، وأحياناً مثل المشي أثناء النوم على طريقة التحليل النفسي: "وكأن هناك صوتاً ثابتاً يدور ويحسب إيقاع الوقت/ أصبحت ساعات الليل مختلفة الآن/ النوم متقطع، والأحلام خاطئة/ وكأنه يعكس نفسه/ قال أحدهم إن الخوف يجعل الناس جبناء/ لا يستطيعون رفع أقدامهم/ لكنه يرافق الموت بتهور/ يعرف كيف يراهن في الظلام..." (لم يعد الليل تافهاً مع السماء الزرقاء).
لا يزال فو فان لوين يحافظ على أسلوبه الشعري من خلال "أصابع الخريف العشرة" كما أصبحت العديد من أعماله أكثر "نضجًا" وتجريبية. أتمنى لك أن تواصل مسيرتك الشعرية، وأن تظل ثابتاً على طريق الحياة والشعر.
فام شوان دونج
مصدر
تعليق (0)