الوقوف في طابور لشراء الوقود في تشيناي، الهند. ارتفاع أسعار النفط سيؤثر سلبا على اقتصادات الدول المستهلكة للنفط - صورة: وكالة فرانس برس
هبطت أسعار النفط الخام بشكل حاد في وقت سابق من هذا الأسبوع بسبب تضافر مجموعة من العوامل التي أثرت بشدة على معنويات السوق. وكانت المخاوف بشأن ضعف الطلب، وخاصة من الصين، وخطر تخفيف الإمدادات في الشرق الأوسط، العاملين الرئيسيين اللذين وضعا ضغوطا نزولية على الأسعار. ومن المتوقع حدوث هذا الاتجاه على المدى القصير.
المخاطر الجيوسياسية
استقرت أسعار النفط اليوم الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول، بعد انخفاضها في نهاية الأسبوع الماضي، حيث بلغ سعر خام برنت نحو 73.49 دولار للبرميل، بينما بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط في الولايات المتحدة 69.7 دولار للبرميل، وفقا لرويترز. أغلقت أسعار النفط الأسبوع الماضي عند 73.06 دولاراً و69.22 دولاراً للبرميل على التوالي، بعد انخفاضها بنسبة 7% خلال الأسبوع.
لعبت المخاطر الجيوسياسية دوراً كبيراً في تقلب أسعار النفط هذا الأسبوع. لقد كانت الأيام القليلة الماضية هي الأكثر توتراً وعدوانية في الشرق الأوسط منذ اندلاع الأعمال العدائية في غزة قبل عام.
ووسعت إسرائيل نطاق حربها ضد حزب الله المدعوم من إيران إلى لبنان، مما دفع طهران إلى إطلاق ضربات صاروخية على إسرائيل في أوائل أكتوبر/تشرين الأول. كانت الأسواق متوترة عندما هددت تل أبيب بالرد على منشآت النفط الإيرانية، مما أدى إلى تعطيل تدفقات النفط العالمية، ودفع أسعار النفط إلى الارتفاع بأكثر من 9% في الأسبوع التالي.
بعد أن قتلت إسرائيل زعيم حماس يحيى السنوار، أعلن حزب الله نهاية الأسبوع الماضي أنهم ينتقلون إلى مرحلة جديدة وسوف يصعدون القتال مع جيش تل أبيب. وقد أدى هذا التطور إلى تبديد الآمال في تهدئة التوترات في الشرق الأوسط.
لكن المستثمرين كانوا أقل توتراً بعد الأخبار التي تفيد بأن الولايات المتحدة أقنعت إسرائيل بتجنب مهاجمة البنية التحتية النفطية الإيرانية. وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يعرف متى وكيف ستشن تل أبيب هجوما مضادا، لكنه لا يزال يرى فرصة لحل الصراع.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن بايدن قوله: "من وجهة نظري ووجهة نظر زملائي، هناك فرصة لأن نتمكن من التعامل مع إسرائيل وإيران بطريقة تُنهي الصراع لفترة من الزمن. هذا يُنهي الصراع، أي يُوقف الهجمات المتبادلة".
ساهمت هذه الأخبار في خفض "علاوات الحرب" بشكل كبير وتهدئة أسعار النفط.
الصورة العالمية
ويتزامن تراجع التوترات في الشرق الأوسط مع تقييم مثير للقلق للطلب العالمي على النفط. وخفضت سلسلة من التقارير الصادرة عن منظمات رئيسية مثل وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها للطلب العالمي على النفط في عامي 2024 و2025، مما أضاف المزيد من القاتمة إلى التوقعات.
وفي منتصف الشهر الجاري، خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط إلى 1.93 مليون برميل يوميا في عام 2024، وهو ما يمثل ثالث تخفيض على التوالي. وفي الوقت نفسه، تبدو وكالة الطاقة الدولية أكثر تشاؤما، إذ تتوقع نمو الطلب بنحو 900 ألف برميل يوميا فقط في العام المقبل.
تواجه بلدان العالم تحديات اقتصادية تؤثر على أنماط استهلاك الطاقة. يشهد اقتصاد الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، أبطأ وتيرة نمو له منذ أوائل عام 2023. إضافةً إلى ذلك، يشهد قطاع النقل في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها مليار نسمة تحولاً كبيراً، حيث من المتوقع أن ترتفع مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة قياسية بلغت 42% في أغسطس/آب 2024.
وانخفضت واردات الصين من النفط الخام في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بنسبة 3%، بحسب رويترز. وقال ريشي راجانالا، الخبير الاستراتيجي في شركة إيجيس هيدنج، لرويترز: "أظهرت بيانات الصين علامات مبدئية على التحسن، لكن المؤتمرات الصحفية الأخيرة بشأن إجراءات التحفيز الاقتصادي الإضافية لم تثر إعجاب المشاركين في السوق".
ورغم انخفاض الطلب، فمن المتوقع أن يكون العرض وفيراً في الفترة المقبلة. وصل إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي بلغ 13.5 مليون برميل يوميا، كما طمأنت زيادة الإنتاج في بعض الدول مثل البرازيل وكندا السوق بشكل أكبر.
ونقلت صحيفة الجارديان عن وكالة الطاقة الدولية قولها "في الوقت الحالي، تستمر الإمدادات في التدفق، وفي غياب أي اضطرابات كبيرة، فإن السوق ستواجه فائضاً كبيراً في العام الجديد". ومن شأن هذا أيضًا أن يعمل بمثابة ممتص للصدمات في حالة تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.
تأثير أسعار النفط على الاقتصاد
ويقول المحللون إن مسار أسعار النفط من المرجح أن يعتمد على التفاعل بين التوترات الاقتصادية والجيوسياسية. وبناء على ذلك، تظل التوقعات الاقتصادية للصين غير مؤكدة، وأي تطورات سلبية قد تؤدي إلى تفاقم انخفاض أسعار النفط. وعلى العكس من ذلك، فإن أي تصعيد في التوترات الجيوسياسية من شأنه أيضا أن يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط.
وقال أندريا زانون، مؤسس شركة كونفيدينتي: "مع استمرار الأسواق العالمية في التكيف، سيحتاج صناع القرار إلى مراقبة هذه التحركات عن كثب والاستعداد لمزيد من عدم القدرة على التنبؤ في سوق النفط".
وفي أسوأ السيناريوهات، حيث ينتشر الصراع ويؤدي إلى قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهو طريق حيوي لشحن النفط، فقد تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل. ولا ترتفع أسعار النفط فحسب، بل إن السلع الأساسية الأخرى مثل الذهب والدولار الأميركي يمكن أن تتعرض أيضاً للصدمات وأن يكون لها تأثير قوي على الاقتصاد العالمي.
وفي تعليقه على صحيفة "العربي الجديد" ، قال المحلل زيشان شاه من مؤسسة التنظيم الصناعي (FINRA) إن المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار النفط سيكون المملكة العربية السعودية ودول الخليج وخاصة روسيا.
وعلى العكس من ذلك، فإن الخاسرين الأكبر سوف تكون الدول المستهلكة للنفط مثل باكستان وبنغلاديش ــ حيث قد يؤثر الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط بشدة على اقتصاداتها الهشة.
[إعلان 2]
المصدر: https://tuoitre.vn/vi-sao-trung-dong-nong-bung-bung-ma-gia-dau-lai-giam-20241022101746196.htm
تعليق (0)