في اليوم الذي تزوجت فيه، هطلت الأمطار بغزارة. عندما ذهبت إلى بيت زوجي، لم يقل والدي شيئًا، بل بكى فقط. اختلطت دموع الأب مع قطرات المطر فسقطت. لم أرى والدي يبكي أبدًا. لقد جعلت تلك البكاء قلبي يؤلمني. يقول الناس أن الرجال لا يبكون بسهولة لأنهم أقوياء دائمًا ويعرفون كيفية التحكم في عواطفهم. عندما تنطلق الصرخة، يجب أن تكون العاطفة عظيمة، ويجب أن تكون ثقيلة جدًا! أمسكت بيد والدي بقوة وطمأنته: لا تقلق أنا بخير، ثم ركبت بسرعة سيارة الزفاف، تاركة شكل والدي متعثراً وهزيلاً في برد الشتاء القارس.
تحركت سيارة الزفاف ببطء وكأنها تعود بالزمن إلى الوراء. كان ذلك منذ أكثر من عشرين عامًا، عندما كنت لا أزال طفلة محمية بين ذراعي والدي. أتذكر أنه في كل مرة كنت أتعرض للتنمر من قبل أخي أو أختي، كنت أركض إلى المنزل لأخبر والدي، ثم أندفع في أحضانه وأبكي. مهما كان السبب، حتى لو كنت مخطئًا، لا يزال أخي وأختي يتعرضان للتوبيخ. أوضح أبي أنني مازلت صغيرًا ولا أعرف شيئًا. في تلك الأوقات، كان والدي يفكر دائمًا في شيء يجعلني أتوقف عن الغضب. في بعض الأحيان يقوم بطي الطائرات الورقية. في بعض الأحيان يصنع من الطين جاموسًا، أو ببساطة، يفكر في اسم مضحك لاستحضاره: يا فاكهة الجاك، كن جيدًا/ يا نمري هو الأفضل...
لقد نشأت طفولتي في رعاية وحب والدي مثل ذلك. أتذكر أنه في يوم اكتمال القمر في مهرجان منتصف الخريف، كان والدي يصنع لنا غالبًا فوانيس نجمية بيديه. بقيت أتجول مع والدي في تقسيم الخيزران، وصنع الفوانيس والاستمتاع بمشاهدته يلصق كل نجمة. قام الأب أيضًا بقص صور جميلة للزهور والدجاج والبط ... من الورق الأحمر والأخضر. إن فانوس النجوم الخاص بي هو دائمًا الأجمل والأكثر إشراقًا والأكثر تميزًا في ليلة اكتمال القمر في شهر أغسطس، مما يجعل العديد من الأطفال في الحي يشعرون بالغيرة.
أتذكر أنه في كل ثاني يوم من أيام السنة القمرية الجديدة، كان والدي يأخذني على دراجته المتهالكة إلى كل منزل ليتمنى لهم عامًا جديدًا سعيدًا. أراد أخي وأختي الذهاب معًا، لكن والدي قال إنهما ما زالا صغيرين ولا يستطيعان الخروج بمفردهما. ثم قام والدي بتمشيط شعري، وحملني إلى السيارة وقادني من منزل إلى منزل. أنا أيضًا لا أفهم ما الذي جعلني متحمسًا جدًا للخروج للاحتفال بعيد تيت مع والدي في ذلك الوقت؟
أتذكر اليوم الذي ذهب فيه أخي وأختي إلى المدرسة، لم يكن لدي أحد لألعب معه، لذا بكيت وطلبت الذهاب إلى المدرسة. ربت والدي على رأسي لتهدئتي، ثم أخرج دفتره وقلمه ليعلمّيني. أمسك والدي بيدي، وشكل كل ضربة وفقًا للدروس الأساسية: الحرف O دائري مثل بيضة الدجاج/ الحرف O يرتدي قبعة/ الحرف O يضيف لحية... كان والدي يقول أن الكتابة اليدوية تعكس شخصية الشخص. الكتابة اليدوية مثل الحياة. سوف تفهم هذا عندما تكبر. الآن عليك فقط التدرب الجاد والكتابة بدقة وعناية. لقد تسربت الدروس الأولى التي علمني إياها والدي إلى روحي بلطف مثل ذلك.
شعر الأب أصبح الآن رمادي اللون. في كل مرة أزور فيها والدي، يتمسك أطفالي به ولا يريدون المغادرة. لا تزال نفس الأفعال المحبة القديمة. كان بإمكان الأب أن يقضي اليوم كله كمريض يفحصه الأطفال، ثم يمد يده طوعًا للأطفال ليرسموا عليها، حتى لو لطخوا وجهه بالحبر، كان سيظل مبتسمًا.
تلك الابتسامة دافئة بشكل غريب دائمًا. والآن، أينما ذهبت، مهما فعلت، أريد دائمًا العودة بسرعة إلى منزلي القديم. حيث لا يزال أبي وأمي ينتظرانني ليلًا ونهارًا، يراقبان كل خطوة أخطوها. لا أزال أرغب في العودة لأكون ابنة والدي الصغيرة، لأفهم: لا يوجد في العالم أحد جيد مثل أمي/ ولا يوجد عبء في الحياة مثل أبي.
وفقًا لـ Hoang Anh (Tuyen Quang online)
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://baophutho.vn/tinh-cha-nbsp-227729.htm
تعليق (0)