بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونج وزوجته إلى فيتنام في الفترة من 27 إلى 29 أغسطس، أجرى مراسلو وكالة الأنباء الفيتنامية في سنغافورة مقابلة مع الدكتور لي هونغ هيب، الذي يعمل في معهد يوسف إسحاق في سنغافورة، حول أهمية هذه الزيارة، بالإضافة إلى أبرز الأحداث في العلاقات الأخيرة بين البلدين.
الدكتور لي هونغ هييب. الصورة: The Vu/VNA
وقال الدكتور لي هونغ هييب إن فيتنام وسنغافورة تعدان حاليا من أهم الشركاء لبعضهما البعض في العديد من المجالات، بدءا من التجارة والاستثمار إلى الدبلوماسية والأمن والدفاع. وفي هذا السياق، من المفهوم والإيجابي أن يقوم زعماء البلدين بزيارات ثنائية منتظمة. وبالإضافة إلى هدف رد الجميل وفق الممارسات الدبلوماسية، فإن الزيارة تساهم أيضا في تعزيز العلاقات الثنائية، وتعزيز الثقة الاستراتيجية بين قادة البلدين، والمساهمة في تنفيذ الاتفاقيات القائمة وتوقيع اتفاقيات جديدة، خاصة في مجال التعاون الاقتصادي. وبحسب الدكتور لي هونغ هييب، فإن كل هذه الأنشطة ستساهم في تعميق الشراكة الاستراتيجية الثنائية بشكل أكبر ومساعدة البلدين على تحقيق أهدافهما الدبلوماسية والاستراتيجية والمحلية، وخاصة في مجال التنمية الاقتصادية. وقال الدكتور لي هونغ هييب إن العلاقات الثنائية بين فيتنام وسنغافورة تطورت بشكل شامل في الآونة الأخيرة، حيث شملت مجالات من الدبلوماسية والأمن والاستراتيجية إلى التجارة والاستثمار. وعلى وجه الخصوص، قام الجانبان في الآونة الأخيرة بتوسيع نطاق التعاون في مجالات جديدة مثل الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والابتكار. وأضاف أن النقطة المضيئة البارزة في المجالات المذكورة أعلاه هي العلاقات الاستثمارية الثنائية، وخاصة استثمار سنغافورة في فيتنام. في السنوات الأخيرة، أصبحت سنغافورة دائمًا الدولة التي تمتلك أكبر رأس مال استثماري مسجل في فيتنام. في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، من بين 94 دولة ومنطقة تستثمر في فيتنام، احتلت سنغافورة المرتبة الأولى بإجمالي رأس مال استثماري بلغ نحو 3.64 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل أكثر من 22.4% من إجمالي رأس المال الاستثماري في فيتنام. وبحسب الدكتور، بالإضافة إلى رأس المال الاستثماري من الشركات السنغافورية الكبيرة مثل Capitaland أو Sembcorp أو Mappletree، تلعب سنغافورة أيضًا دور البوابة لجلب رأس المال الدولي إلى فيتنام، عندما تستثمر العديد من الشركات المتعددة الجنسيات في فيتنام من خلال الكيانات القانونية التي تأسست في سنغافورة. وتعد سنغافورة أيضًا بمثابة البوابة للعديد من الشركات الفيتنامية لجمع رأس المال من المستثمرين الأجانب، أو الدخول إلى السوق الدولية، كما هو الحال عادةً في حالة شركة تصنيع المركبات الكهربائية VinFast. وأوصى بأن يواصل الجانبان في الفترة المقبلة تعزيز التعاون في المجالات التقليدية التي تم تنفيذها بشكل جيد في الماضي، مثل تطوير البنية التحتية، والتعليم والتدريب، أو التجارة والاستثمار. ومن ناحية أخرى، يتعين على الجانبين تعزيز التعاون في مجالات جديدة، مثل الاستجابة لتغير المناخ، والاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الرقمي، والابتكار. وتعتبر هذه مجالات محتملة توفر مجالا كبيرا للتعاون، مع تحقيق الأهداف التنموية للبلدين. وقال الدكتور لي هونغ هييب إنه في مجال الاقتصاد الأخضر والاستجابة لتغير المناخ، يناقش البلدان تطوير مزارع الرياح البحرية في فيتنام وتصدير الكهرباء من هذه المزارع إلى سنغافورة. وبحسب قوله، فإن مثل هذه المشاريع لا تساعد البلدين فقط على تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفرية في المستقبل، بل تساعد أيضًا فيتنام على استغلال إمكاناتها الكبيرة في مجال الطاقة المتجددة من أجل التنمية الاقتصادية المستدامة. وأضاف أنه مع تقاسم الجانبين للرؤى الاستراتيجية بشأن الوضع الأمني الإقليمي والدولي، يمكن للجانبين أيضا أن يفكرا في تعميق التعاون الثنائي في مجالات الأمن والدفاع. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للجانبين أيضا تعزيز التشاور وتنسيق مواقفهما في المحافل الدولية لحماية مصالحهما الوطنية بشكل أفضل والمساهمة في الحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد والذي يعود بالنفع على أمن وازدهار البلدين. أكد الدكتور لي هونغ هييب أن فيتنام وسنغافورة لديهما تفكير استراتيجي وثيق للغاية داخل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). وعلى وجه الخصوص، أكد البلدان على دور الاستراتيجية الدبلوماسية المتوازنة، والاستقلال الاستراتيجي، وسيادة القانون الدولي، فضلاً عن الحاجة إلى الحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد. وقال إن البلدين يتشاركان أيضًا في رؤية رابطة دول جنوب شرق آسيا الموحدة والمتماسكة التي تلعب دورًا محوريًا في هياكل الأمن الإقليمية. وكل هذا يسهل على البلدين التشاور وتنسيق الآراء والمواقف بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك. وذكر أن الجانبين في المستقبل القريب بحاجة إلى تنسيق وجهات نظرهما لحل القضايا الأساسية المرتبطة مباشرة بالمصالح الثنائية مثل البحر الشرقي أو إدارة الموارد المائية لنهر ميكونج. وعلاوة على ذلك، فإن قضايا أخرى مثل التعامل مع الأزمة السياسية في ميانمار أو إدارة علاقات آسيان مع الولايات المتحدة والصين في سياق المنافسة الاستراتيجية الشرسة على نحو متزايد بين القوتين تشكل أيضا قضايا مهمة تحتاج الدولتان إلى التنسيق بشأنها للمساهمة في تشكيل استجابة مشتركة فعالة لكتلة آسيان بأكملها. وأكد أن مثل هذه الأنشطة المنسقة من شأنها أن تساهم أيضا في تعزيز الثقة السياسية بين البلدين، مما يساعد على تعميق الشراكة الاستراتيجية الثنائية على المدى الطويل.
باوتينتوك.فن
تعليق (0)