انطلاقا من ركيزة التعاون التكنولوجي

وتأتي زيارة رئيس الوزراء فام مينه تشينه إلى الولايات المتحدة، التي تشمل سلسلة من الاجتماعات مع شركات في صناعات التكنولوجيا وأشباه الموصلات، في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق اختراق جديد في العلاقة التي تم تطويرها مؤخرا بين البلدين.

رئيس شركة إنفيديا جينسن هوانج يقدم شريحة A100 القائمة على الذكاء الاصطناعي لرئيس الوزراء فام مينه تشينه - الصورة: دونج جيانج

وفي البيان المشترك الذي رفع العلاقات بين فيتنام والولايات المتحدة إلى شراكة استراتيجية شاملة ، قررت فيتنام والولايات المتحدة "تعزيز التعاون في العلوم والتكنولوجيا والابتكار في المجال الرقمي، معتبرتين ذلك اختراقًا جديدًا في العلاقة".

خلال اليومين اللذين قضاهما في الولايات المتحدة، أظهر رئيس الوزراء فام مينه تشينه روح فيتنام في العمل الجاد لتحقيق هذا الاختراق.

أولوية الأعمال

قبل أكثر من عام، في مايو/أيار 2022، زار رئيس الوزراء فام مينه تشينه الولايات المتحدة لحضور قمة الولايات المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا والجمع بين عدد من الأنشطة الأخرى. توجه رئيس الحكومة الفيتنامية في ذلك الوقت أولاً إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث تتركز النخبة السياسية في أرض النجوم والأشرطة.

وهذه المرة، خلال رحلة عمله من 17 إلى 23 سبتمبر/أيلول، اختار رئيس الوزراء زيارة سان فرانسيسكو على الساحل الغربي، حيث تتجمع النخبة الأميركية في العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

إن البيان المشترك الذي أصدره البلدان لرفع مستوى العلاقات يظهر الإرادة السياسية لكلا الجانبين لدفع العلاقة إلى الأمام. والآن، لكي تؤتي هذه العلاقة ثمارها، لا بد من المشاركة الفعالة من جانب الشركات في كلا البلدين، وخاصة الشركات الأميركية.

وأكد رئيس الوزراء أن "القوة تأتي من الشعب والشركات"، معربا عن أمله في أن تواصل الشركات الأميركية الاستثمار في فيتنام لتحقيق الفوز والاستفادة معا، بروح "المنافع المتناغمة والمخاطر المشتركة".

وقد تم التأكيد على هذه الرسالة بوضوح من قبل رئيس الوزراء في منتدى الأعمال الفيتنامي الأمريكي حول الابتكار والتكنولوجيا صباح يوم 18 سبتمبر (بتوقيت الولايات المتحدة، أو صباح يوم 19 سبتمبر بتوقيت فيتنام). إن حقيقة أن القاعة كانت ممتلئة في هذا الحدث تظهر توقعات رجال الأعمال عندما تحمل العلاقات الثنائية بين فيتنام والولايات المتحدة اسمًا جديدًا.

وأكد رئيس الوزراء التزام الولايات المتحدة بدعم فيتنام "القوية والمستقلة والمعتمدة على الذات والمزدهرة"، واقترح أن تركز الشركات على مجالات التجارة والخدمات والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وخاصة التكنولوجيا الرقمية وتحويل الطاقة والاقتصاد الدائري والاقتصاد التشاركي.

رغم انتهاء الحرب، لا يزال هناك من لا يفهمون فيتنام، ويشعرون بالخوف وعدم اليقين. لذلك، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأطلب من السلطات الأمريكية على جميع المستويات، ومجلس الأعمال الأمريكي-الآسيوي، أن يوضحوا لهم أن الحكومة الفيتنامية مستعدة لفتح أبوابها أمام جميع الشركات للاستثمار وممارسة الأعمال التجارية بشكل قانوني ومستقر وفعال، كما قال رئيس الوزراء.

وفي ختام المنتدى، تبادلت شركات من البلدين أربع اتفاقيات للتعاون في مجال التكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا الحيوية بحضور رئيس الوزراء.

البيانات: NGUYEN HANH، الرسومات: NGOC THANH

الشركات الأمريكية تتوقع حضورها في فيتنام

وبعد مغادرة منتدى الأعمال، زار رئيس الوزراء وادي السيليكون ، موطن العديد من شركات التكنولوجيا الأمريكية الرائدة في العالم.

في شركة Nvidia Corporation، المزود الرائد للخوادم لفيتنام اليوم، أجرى رئيس الوزراء مناقشة طويلة مع السيد جينسين هوانج (رئيس مجلس الإدارة ومؤسس الشركة) حول اتجاه تطوير الذكاء الاصطناعي (AI) على مستوى العالم.

وطلب رئيس الوزراء من السيد هوانج أيضًا تقديم تعليقاته على استراتيجية أشباه الموصلات الوطنية التي تبنيها فيتنام، وافتتاح مصنع تصنيع في فيتنام قريبًا واستخدام فيتنام كقاعدة في جنوب شرق آسيا.

وفي الاجتماع، قدم رئيس مجلس إدارة شركة إنفيديا لرئيس الوزراء شريحة A100 التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي تعتقد المجموعة أنها ستكون "ورقتها الرابحة" الجديدة. في الواقع، بدأت أكاديمية فيتنام للعلوم والتكنولوجيا البحث والتطوير لنظام الحوسبة الفائقة باستخدام شريحة A100 من شركة إنفيديا. ومن المنتظر أن يستكمل الجانبان كافة الإجراءات الداخلية وتوقيع اتفاقية التعاون في مجال تكنولوجيا أشباه الموصلات في أكتوبر المقبل.

بعد مغادرة شركة إنفيديا، زار رئيس الوزراء فام مينه تشينه شركة تصميم الرقائق العالمية سينوبسيس وشركة ميتا - الشركة الأم لفيسبوك.

وأكد قادة شركة سينوبسيس أن هدف الشركة لا يقتصر على تصميم الرقائق فحسب، بل يشمل أيضًا بناء نظام بيئي عالمي لأشباه الموصلات. ومن خلال هذه الرؤية، ترى الشركة العديد من الفرص في فيتنام. الدليل هو أنه بعد وقت قصير من افتتاح المكتب، أصبح لدى شركة سينوبسيس 500 مهندس فيتنامي من الطراز الأول.

لتحقيق هدف جعل فيتنام قاعدة مهمة، قررت شركة سينوبسيس دعم فيتنام. وبحضور رئيس الوزراء، تبادل الجانبان مذكرة تفاهم بشأن تطوير الموارد البشرية الموهوبة لتصميم الدوائر المتكاملة في فيتنام، ودعم إنشاء مركز حضانة تصميم الرقائق، ومذكرة تفاهم بشأن دعم تطوير صناعة أشباه الموصلات في فيتنام، نحو إنشاء معهد أبحاث أشباه الموصلات في فيتنام.

أعرب قادة ميتا عن رغبتهم في توسيع الاستثمار في فيتنام، بما في ذلك الاستمرار في إنتاج الأجهزة الخاصة بعالم ميتافيرس الافتراضي.

"لا يزال أمام فيتنام طريق طويل لتصبح دولة متقدمة في تصنيع الرقائق، لكن صناع السياسات فيها يستغلون بمهارة استقلالها واستقلاليتها الجيوسياسية والاستثمار الأجنبي لبناء الأساس لاقتصاد قائم على التكنولوجيا.

وفي تعليق له في مجلة "ذا ديبلومات"، قال الباحث أريان إبراهيمي، الذي أمضى سنوات عديدة في الدفاع عن صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، "من الجدير أن نراقب كيف ستتطور فيتنام بشكل عام وصناعة أشباه الموصلات بشكل خاص في العالم المتعدد الأقطاب المتزايد في المستقبل".

رئيس الوزراء فام مينه تشينه يصل إلى العاصمة الأمريكية

في صباح يوم 19 سبتمبر/أيلول (بالتوقيت المحلي، نفس المساء بتوقيت فيتنام)، وصل رئيس الوزراء فام مينه تشينه والوفد الفيتنامي إلى مطار أندروز، المحطة الثانية في رحلة عمل إلى الولايات المتحدة ذات جدول أعمال أكثر ازدحاما.

بعد يوم من العمل المتواصل حتى نهاية يوم 18 سبتمبر في سان فرانسيسكو، صعد رئيس الوزراء على متن طائرة خاصة للسفر ليلاً من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي. وكانت محطته الثانية واشنطن العاصمة.

وبعد وصوله مباشرة، توجه رئيس الوزراء إلى جامعة جورج تاون للتحدث إلى الطلاب. وبعد ذلك تناول غداء عمل مع المسؤولين التنفيذيين في قطاع أشباه الموصلات، والذي نظمته رابطة صناعة أشباه الموصلات.

وفي فترة ما بعد الظهر، سيجتمع رئيس الوزراء مع قادة الإدارة الأمريكية والكونجرس قبل حضور حفل للاحتفال بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام والولايات المتحدة والذكرى الثامنة والسبعين لليوم الوطني لفيتنام.

Tuoitre.vn