أصدر صندوق النقد الدولي للتو أحدث تقرير له حول آفاق الاقتصاد العالمي، حيث رفع توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي في عام 2024 بمقدار 0.2 نقطة مئوية إلى 3.1%، وذلك بفضل المرونة غير المتوقعة للاقتصادات المتقدمة والناشئة في جميع أنحاء العالم.
تحسن كبير
وتوقع صندوق النقد الدولي أن يظل النمو العالمي أقل من متوسطه التاريخي البالغ 3.8% في عامي 2024 و2025 بسبب التأثير المستمر لأسعار الفائدة المرتفعة، وسحب الدعم الحكومي للاستجابة لجائحة كوفيد-19، واستمرار انخفاض الإنتاجية.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يظل معدل التضخم الرئيسي دون تغيير عند 5.8% في عام 2024، ولكن ستكون هناك تحولات أساسية كبيرة بين البلدان الأكثر ثراءً والأكثر فقراً. وعلى وجه التحديد، من المتوقع أن يبلغ التضخم في الاقتصادات المتقدمة 2.6% في عام 2024، بانخفاض 0.4% عن توقعات أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين من المتوقع أن يصل التضخم في الاقتصادات الناشئة والنامية إلى 8.1%، بزيادة 0.3 نقطة مئوية.
إن المحرك الرئيسي لهذه الزيادة هو الأرجنتين، حيث من المقرر أن ترتفع أسعار المستهلك بأكثر من 200% بحلول عام 2023 وسط أزمة اقتصادية. وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي للبلاد هذا العام من 2% في تقريره الصادر في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى -2.8%، وذلك في تقرير صدر في 30 يناير/كانون الثاني.
وباستثناء الأرجنتين، من المتوقع أن ينخفض معدل التضخم العالمي إلى 4.9% هذا العام، وفقا لصندوق النقد الدولي. وشهدت الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، تحسنات كبيرة في آفاق النمو لعام 2024. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.1%، بانخفاض طفيف عن 2.5% في عام 2023. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 4.6% هذا العام، بزيادة 0.4% عن توقعاته السابقة، على الرغم من أن هذا أقل من نمو 5.2% في عام 2023.
وتساهم مرونة الولايات المتحدة والصين والأداء القوي لاقتصادات الأسواق الناشئة في خلق صورة أكثر إشراقا إلى حد ما. وتظل الهند بمثابة نقطة مضيئة في الاقتصاد العالمي. وتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد البلاد بنسبة 6.5% هذا العام، بزيادة 0.2 نقطة مئوية عن توقعاته في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ورفع صندوق النقد الدولي أيضا توقعات النمو لروسيا وإيران والبرازيل.
تأثيرات مكافحة التضخم
في حين أن العديد من الاقتصادات الآسيوية تنمو بشكل جيد، فإن أوروبا تواصل إلقاء ظلالها على التوقعات العالمية، مع تسليط صندوق النقد الدولي الضوء على منطقة اليورو. وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن النمو في الدول الأوروبية من بين اقتصادات مجموعة السبع يظل ضعيفا، في حين من المتوقع أن تسجل اليابان وكندا نموا أفضل. وباستثناء الأرجنتين، من المتوقع أن تشهد جميع البلدان المشمولة في التقرير نموا إيجابيا هذا العام. ويمثل هذا تحسناً مقارنة بعام 2023، عندما كانت أربعة من الاقتصادات الثلاثين المشمولة في التقرير في حالة ركود.
وقال بيير أوليفييه جورينشاس، كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي: "ما رأيناه هو أن الاقتصاد العالمي كان قوياً للغاية في النصف الثاني من العام الماضي وسيستمر ذلك حتى عام 2024". إن الحرب ضد التضخم تنتصر، مما يمهد الطريق أمام البنوك المركزية، وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك إنجلترا وغيرها من المؤسسات المالية للبدء في تخفيف أسعار الفائدة. من الآن وحتى النصف الثاني من هذا العام، سيشهد العالم تخفيضات في أسعار الفائدة.
تركيب HAPPY CHI
[إعلان رقم 2]
مصدر
تعليق (0)